بعد البلاغ الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية يوم أمس قرار المغرب تقديم المساعدة العسكرية والاستخباراتية لدولة الإمارات، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار بالكشف عن الأسباب التي دفعت المغرب لاتخاذ هذا القرار، والتي يأتي في مقدمتها مساعدة دولة الإمارات "في حربها على الإرهاب" حسب ما صرح به مزوار صباح اليوم بمقر وزارة الخارجية. وأكد وزير الخارجية أن هذه المبادرة جاءت "بشكل تلقائي اتجاه بلد شقيق تربطه بالمملكة المغربية علاقات استراتيجية"، موضحا بأن هذا التعاون العسكري مع الإمارات لا يدخل في إطار التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" على الرغم من انضمام المغرب لهذا التحالف، وإنما هو "التعاون عسكري ثنائي تحت قيادة إماراتية". ووصف مزوار هذا القرار بأنه "إشارة قوية على أن هناك تحالف استراتيجي وأمني بين المغرب والإمارات "، كما أن هذا القرار لم يكن وليد الصدفة وإنما جاء حسب مسؤول الخارجية المغربية الذي كان مرفوقا بوزير الداخلية محمد حصاد ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، بعد عدد من اللقاءات والاتصالات على أعلى مستوى بين القيادات الأمنية والعسكرية للبلدين "وبعد تقييم للوضعية التي تعيشها منطقة الخليج فقد قرر المغرب بعث وحدات عسكرية وأمنية ستنتشر في مختلف مناطق دولة الإمارات". وحسب نفس المتحدث فإن قرار المغرب جاء أيضا "لأن التهديدات الإرهابية هي تهديدات شاملة وبالتالي فهذا التدبير يواكب التدابير التي اتخذها المغرب على الصعيد الداخلي لمواجهة التهديدات الإرهابية"، ومن بين الأسباب الأخرى لهذا القرار هو أن المغرب يرتبط بتعاون أمني وعسكري مع دولة الإمارات "من خلال تواجد مئات من العناصر العسكرية المغربية في الإمارات". ولفت صلاح الدين مزوار إلى أن قرار بعث عناصر القوات المسلحة الملكية، جاء من أعلى سلطة في البلاد على اعتبار أن الملك هو القائد العام للقوات المسلحة الملكية، مردفا بأن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المغرب دعما لدول الخليج وإنما سبق للمغرب أن تدخل عسكريا للمساهمة في استقرار السعودية سنة 1990 خلال حرب الخليج، وبالتالي فقد جاء هذا القرار لكي يعزز التعاون الأمني والعسكري مع دول الخليج والممتد لعقود، يورد وزير الخارجية. وفتح مزوار الباب أمام إمكانية تدخل القوات المسلحة الملكية في دول خليجية أخرى التي تواجه نفس التهديدات الإرهابية في "حال وصل المغرب إلى قناعة بأن الوضعية في دول الخليج تستوجب التدخل فإن المغرب سيقدم الدعم العسكري لهذه الدول الشقيقة" على حد تعبير الوزير. وأكد رئيس الدبلوماسية المغربية، أن التنسيق الأمني موجود أيضا مع المملكة العربية السعودية والبحرين "وإذا طلبت منا هذه الدول تقديم الدعم العسكري لها فالمغرب مستعد لتقديم هذا يد العون لدول الخليج التي تربطها مع المغرب علاقات استراتيجية".