شكلت الانتخابات التشريعية في تونس الموضوع البارز في كبريات الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الاثنين، لما لها من انعكاسات على الصعيدين الوطني والجهوي. ففي تونس، كتبت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها أن التونسيين كانوا ، وهم يدلون بأصواتهم ، يدركون الأهمية القصوى لهذا الموعد الانتخابي باعتباره المرحلة الجديدة المرتقبة ضمن الثلاثية التي تقوم عليها عملية الانتقال الديمقراطي، مضيفة أنه بعد تشكيل المجلس الوطني التأسيسي وصياغة الدستور يأتي اليوم انتخاب مجلس نواب الشعب ليفسح المجال أمام بروز حكومة وحدة وطنية، "لأنه لا يمكن لأي حزب مهما كان مستوى فوزه أن يحكم تونس وحده". وأشارت صحيفة (الضمير) إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية قاربت 60 في المائة عند غلق مكاتب الاقتراع أمس الأحد. ونقلت عن رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات التشريعية التونسية آنمي نيتي اينربروت أن العملية "جرت في ظروف طيبة ومناخ إيجابي"، كما أوردت الصحيفة تصريحا لمنسق الحملة الانتخابية لحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، أشار فيه إلى أن العملية الانتخابية "مرت في ظروف مقبولة وجيدة رغم أنه شابتها بعض الإخلالات". وتحت عنوان "تونسية من مواليد الحرب العالمية الأولى تشارك في الانتخاب" ترافقه صورة لعجوز مسنة، أشارت الصحيفة إلى أن مواطنة تونسية تدعى ريم بنت صالح مخلوفية حرصت ، على الرغم من أنها تجاوزت بأيام 100 سنة من العمر ، على الإدلاء بصوتها بأحد مراكز مدينة سبيطلة، مضيفة أن بيانات بطاقة الهوية الخاصة بريم مخلوفية تفيد أنها من مواليد 15 أكتوبر 1914 بالقصرين، حيث أصرت على القيام بواجبها الوطني رغم معاناتها من ضعف السمع وكبر سنها، ورافقها أفراد من عائلتها إلى مركز الاقتراع. صحيفتا (المغرب) و(الصباح) نشرتا استطلاع رأي لأحدى المؤسسات المختصة، أظهر أن نتائج هذه الانتخابات تبرز تقدم (حركة نداء تونس) ب37 في المائة من الأصوات تليها (حركة النهضة) ب26 في المائة، و(الجبهة الشعبية) ب4ر5، و(الاتحاد الوطني الحر) ب8ر4 في المائة، و(آفاق تونس) ب8ر2 في المائة، وبقية الأحزاب ب23 في المائة. الاهتمام نفسه أبدته الصحف الجزائرية التي أجمعت على أن هذه الانتخابات "تاريخية" و"مفصلية"، وهامة في "رسم استقرار المنطقة" ككل. ففي قراءتها لهذا الحدث، قالت صحيفة (الخبر) إن التونسيين أقبلوا بكثافة على مركز الاقتراع أمس في انتخابات تشريعية وصفت ب"التاريخية"، ملاحظة أنه بالرغم من نسبة المشاركة "الضئيلة" خارج الوطن بسبب القوائم الانتخابية التي لم يتم تجديدها منذ انتخاب المجلس التأسيسي في 2011 المنتهية عهدته، شهدت مراكز التصويت في الداخل نسبة مشاركة مرتفعة، حيث بلغت 26 في المائة بعد ساعتين من فتح مراكز التصويت، "ويعتبر هذا في حد ذاته رقما قياسيا مقارنة بالانتخابات السابقة". ورأت أن أقطاب المعارضة والحكومة مجمعة "على ضرورة التوافق بين الإسلاميين والعلمانيين في تشكيل الحكومة مهما كانت النتيجة. فمن النهضة إلى أقصى اليسار مرورا بنداء تونس، لا أحد يريد الانفراد بالحكم"، مشيرة في هذا الصدد أن "التجاذبات التي طبعت عملية صياغة الدستور ثم تنازل النهضة لصالح حكومة تكنوقراطية، والتنازلات في النص الدستوري ذاته لتجنب تعميق الفوارق"، كشفت أن "التجربة ناجحة إلى حد ما، ما جعل القريب والبعيد يشهد بنجاح التجربة الديمقراطية في تونس". ونقلت (الشروق) التي خصصت صفحة كاملة لهذا الاستحقاق، عن باحث في العلوم السياسية قوله إن "الانتخابات التشريعية الحالية ستقدم نموذجا للتوافقات بين مختلف مكونات العملية السياسية في الجارة تونس"، معبرا عن تفاؤله بمستقبل تونس لأن "من مصلحة الجميع أن يكون الوضع في تونس مستقرا"، لاسيما الجزائر "لحالة الترابط الكبيرة" بينها وبين تونس. ورأت صحيفة (المحور) أنه "مهما كانت نتائج الانتخابات التشريعية الديمقراطية الأولى في تونس، بفوز الإسلاميين أو قوائم نداء تونس المقربة من رموز النظام السابق، إلا أنها ستبقى مثلا حيا على قدرة الشعب التونسي على إحداث التغيير كلما شاء". واستبقت صحيفة (البلاد) النتائج الرسمية بقولها إن أنباء تتحدث "عن تقدم حزب (نداء تونس) في هذه الانتخابات بحصده 38 بالمائة من الأصوات"، فيما حزب (النهضة) أتى في "المرتبة الثانية وحصد نحو 31 بالمائة من الأصوات". وعن الأجواء التي جرت فيها التشريعيات التونسية، كتبت صحيفة (صوت الأحرار) أنه "لم يحدث ما يفسد الانتخابات التونسية، كل شيء جرى كما يجب، ولم يكن هناك داع لتمديد فترة التصويت، والطوابير التي تشكلت أمام مكاتب الاقتراع، حسب الصور التي نقلتها وسائل الإعلام، عكست إصرار التونسيين على عدم تفويت فرصة المشاركة في بناء الدولة التي يريدونها". وتابعت أن هذه الانتخابات جرت "في ظل دستور صاغه الشعب التونسي من خلال مجلس تأسيسي، وأهم من ذلك، فإن حكم الإسلاميين في الفترة السابقة لم يمنع هذا الشعب من البقاء متنبها إلى كل محاولات سرقة ثورته، والأهم من هذا أن الشعب التونسي خاض معركته من أجل الديمقراطية قبل الانتخابات بكثير"، مضيفة "مهما تكن نتائج هذه الانتخابات، فإن الشعب التونسي سيكون منتصرا، وهو اليوم يملك أدوات الدفاع عن الدولة الديمقراطية التي شرع في بنائها، وسيواصل هذا العمل بشكل يومي خلال الفترات اللاحقة، وستكون له مواعيد كثيرة مع مزيد من الانتصارات". ووصفت صحيفة (الشعب) الانتخابات التونسية ب"المفصلية" في عملية التحول السياسي والديمقراطي الجاري في تونس، ملاحظة أن هذا الاستحقاق كشف "عن مشهد سياسي جديد آخذ في التبلور في البلاد، تتنافس فيه كتلتان رئيسيتان وهما التيار الإسلامي بقيادة حركة النهضة وتيار وطني علماني بقيادة نداء تونس، الذي يقوم على مرجعية بورقيبية بما تحمله من مزج بين تقاليد وعادات المجتمع التونسي والحداثة". وكتبت "على كل حال، من السابق لأوانه الحكم على المستقبل السياسي لتونس بعد هذه الانتخابات التي لم تظهر نتائجها بعد، إلا أن الانطباعات الأولية توحي أن البلاد خرجت من عنق الزجاجة. والرهانات التي تنتظر المؤسسات التونسية القادمة التي انتخبها الشعب كبيرة وفي مقدمتها الاستجابة لمطالب كبيرة يدخرها الشعب التونسي الذي انتظر طويلا ثمار ثورة الياسمين وفي مقدمتها التشغيل وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي ازدادت سوءا بفعل تراجع المداخيل جراء الأحداث الذي شهدها هذا البلد الشقيق". أما في موريتانيا، فاهتمت الصحف بوباء الإيبولا القاتل في ظل أنباء عن ظهور حالة مشتبه فيها بالبلاد. وأشارت بعض الصحف إلى حالة الذعر والهلع التي أثارتها أنباء نشرتها وسائل إعلام محلية عن وجود حالة اشتباه في الإصابة بهذا الوباء، خصوصا مع تأكيد وجود إصابة في مالي المجاورة لطفلة أعلنت وفاتها يوم الجمعة الماضي . وأوردت الصحف نفي السلطات الصحية لأن تكون الحالة التي تداولتها وسائل إعلام محلية لمواطن أجنبي في مركز (تكند)، إصابة بفيروس 'ايبولا'، " حيث تبين من خلال الفحوصات الأولية أن الأعراض التي ظهرت على المريض لا تشبه أعراض "إيبولا". من جهة أخرى، تطرقت الصحف لانطلاق حملة وطنية كبرى لتنظيف مدينة نواكشوط، حيث أوردت أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز أشرف على الانطلاقة الرسمية لهذه الحملة التي تدوم أسبوعين بمشاركة القطاعات الحكومية والمجموعة الحضرية والمؤسسات العمومية والمجتمع المدني وجميع فئات المجتمع بشكل تطوعي بما فيها الشباب والنساء والصحافة، استجابة لنداء الحكومة بالتعبئة الشاملة للمشاركة في تنظيف مدينة نواكشوط. وعن ذات الموضوع جاء في افتتاحية صحيفة ( الشعب) تحت عنوان "من أجل خارطة طريق للنظافة"، أنه "لا بد من التفكير في خارطة طريق متكاملة تولي ظهرها لكل أنصاف الحلول التي اعتدنا اختبارها في كل مرة نضيق ذرعا بجبال من القمامات تحاصرنا وتمنع علينا الراحة وتنغص علينا الحياة". وترى الصحيفة أن أول الغيث في خارطة الطريق "إيلاء البعد الديني والأخلاقي والصحي ما يستحق في حملات التحسيس والتوعية"، فيما يقوم البعد الثاني على "الترغيب والترهيب، العصا والجزرة ، العقوبة والمكافأة". وفي الشق الرياضي، تطرقت الصحف إلى انطلاق البطولة الوطنية لكر القدم والتي حملت دورتها الأولى سقوط حامل اللقب (إف سي نواذيبو) بمدينة روصو بهدف دون مقابل أمام فريق (جمل سطارة).