مساعٍ حثيثة باتتْ تبذلهَا جبهة البوليساريُو، في الفترة الأخيرة، لعرقلة أشغَال التنقيب عن النفط في سواحل المملكة، بدعَوى الضلوع في استغلال ثروات منطقة لا تزالُ محلَّ نزاعٍ سياسي، سائرةً في البحث عن مؤيدِين. جبهة عبد العزيز فتحتْ نيرانهَا على شركةغلينكور إيكس ستراتا المسجلة في سويسرا، متهمةً إياهَا بالدخُول في عملية غير قانونية للتنقيب عن البترول في سواحل المملكة، في إشارة إلى التوقيع اتفاقيتين للتنقيب عن البترول والغاز مع المغرب تهمُّ منطقة فم أوغنيت نواحي العيُون. البوليساريُو توجهتْ أيضًا بالانتقاد إلى إقبال شركة "كوسموس إنيرجي" الأمريكية على سواحل الجنُوب المغربي، واتهمتهَا بالوقُوف إلى جانب المغرب وتقويض جهُود التوصل إلى تسوية للنزاع تحت مظلَّة الأمم المتحدَة. فِي غضُون ذلك، روَّج منسقُ البوليساريُو لبعثة المينورسُو، محمد خدَّاد، كلاما يفيدُ بصدُور رأي عن المحكمة الأوروبيَّة في الموضوع، بالرغم من عدم ورُود أيِّ مقرر رسميٍّ عنها بخصوص التنقيب عن البترول بجنوب المغرب. وموازاةً مع انتقادِ اتفاقيَّات التنقيب عن البترول في المغرب بمحاولة التأثير على الشركات، وتحميلها ما تراها البوليساريو "مسؤولية أخلافيَّة"، لمْ تنصرف الجبهة الانفصالية بعيدا عن ملف الصيد البحرِي، مجددة الدعوة عبر ذراعها الإعلاميَّة الرسميَّة للاتحاد الأوروبي إلى التراجع عن بروتوكول الصيد الموقع مع المغرب، صاحب السيادة الفعليّة، وذلك بعدما عادت السفن الأوروبيَّة قبل مدَّة قصيرة إلى سواحل المملكة. وتراهنُ البوليساريُو على آراء أدلَى بها عدد من المسؤولين الدوليِّين لتؤكد عدم قانونيَّة استغلال المغرب ثرواته بالأقاليم الجنوبيَّة، منهَا تقريرُ الأمين العام للأمم المتحدَة بان كِي مُون الأخير حول الصحراء، وإثارته مسألة الثروات، في نسخته الأُولَى، قبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إيجاد حلّ أوْ مراجعَة مجمل مسار التسويَة. وفي سياقٍ ذِي صل، بعث زعيمُ جبهة البوليساريُو، محمد العزيز، رسالةً جديدة إلى الأمين العام للأمم المتحدَة، بان كِي مُون، يشكُو إليه فيها ما قال إنَّها "تجاوزات مغربيَّة"، متهمًا المغرب ب"عرقلة عمل مبعوثه الشخصي إلى الصحراء"، كريستوفر رُوس، الذِي كان من المنتظر أنْ يحلَّ في المنطقَة خلال الشهر الماضِي.