في الصورة: لقطة من تصوير فيلم "أبوكاليبتو" مع المخرج (يمين) كم هو مثير للعجب أن ترى الأشباه والمنتحلين يرفعون لواء الانتصار للثقافة و"الفن المغربي" ويبدون نياتهم الصادقة في دعم وإنجاح المشروع الفني الحداثي الإبداعي، في الوقت الذي لم يقدروا فيه أن ينجحوا حتى مشاريعهم الصحفية ويرفعوا مبيعات جرائدهم التي تهوي حصة سوقها أكثر مما تهوي مؤشرات الاقتصاد والسياسة في هذا الوطن؛ جرائد يمسح بها الناس كل ما يلزم المسح من زجاج وقيعان.. وربما حتى ما يلزم الطهارة! لأن محتوياتها لا تتعدى قيمة ما يحتويه البطن والأمعاء بكل الصور الباعثة على الاشمئزاز الحسي لمن يملك الذوق فعلا! وخيرا يفعل المغاربة حين يضطرون لهكذا أغراض؛ فإنهم -بذكائهم الفذ- يعرفون أي الوسائل يختارون ولو كان الفرد منهم في قمة "التشمكير". وحال هؤلاء النكرات المنافحين في هذه المعمعة، كحال غير قليل من السياسيين الذين ينتصبون للدفاع عن "التقدم" و"جودة الحكامة" التي تعرفها البلاد كلما رأى النور تقرير جديد في الساحة الدولية يبرز حجم التراجع الذي يسجله التدبير الرسمي في العديد من المؤشرات الهامة؛ لتجدهم يسبحون في تيارات لا تنهض بالواقعية إلا ما ارتبط منها بلحظة الفزع التي تعقب أضغاث الأحلام الساربة. وكم هو عجيب أن يدعي بعض النكرات فهما في الفن وينصبون أنفسهم جهابذة في الثقافة يعلمون "الخوانجية"[1] و"دهاقنة الفكر الظلامي" (بتعبيرهم) أبجديات الذوق الفني، ويحثون عقولهم "المتحجرة" على الانفتاح والاستمتاع بالإنتاجات العالمية، في الحين الذي يعترفون فيه أنهم لا يفهمون حتى مسببات التواجد الإعلامي ل"فنانة" في موقع ما من برنامج معين و"اصطفافها إلى جانب الرداءة التطبيقية"؛ وقد يسعفهم التدارك بالقول إنه "الاضطرار" الذي يفرض على "المبدع" الاشتغال لتأمين لقمة العيش، وهي الجدلية التي تجعل من غاية "العيش" مبررا لوسيلة "التعري" في تناقض صارخ حتى مع قيم الجاهلية الأولى التي أسست لمبدأ: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"؛ فأي درجة يمكن أن ننقط بها سلم الجاهلية الثانية مادامت "حرة" -في صيغة الجمع المخنث- تكشف اليوم عن كل جسمها وليس صدرها فحسب؟! بعض الحداثيين والتقدميين –اليوم- يريدون أن يلزموا المغاربة بالجلوس في قاعة الثقافة ليلقنوهم درسا في التحضر، أداتهم الوحيدة في ذلك كراس عنوانه: "كيف تكون إنسانا حضاريا في سبع (7) ثوان"، وهي المدة التي تكفي لكتابة جملة محتواها: "أمة بلا فنون لا قيمة لها ولا إشعاع ولا تأثير لها على مسار الحضارة الإنسانية"[2]، فيربطون قيمة الأمة وإشعاعها الدولي -في الحاضر والمستقبل- بما تمتلكه من فنون! وكأن الحضارة الإنسانية، والتحضر بشكل عام، مدين لسوْءات المتحضرين وعوراتهم في بلوغ ما تشهده البشرية من تقدم ومدنية، متناسين أن الأمم الغالبة لم ترْقَ لمستواها الحالي إلا حين امتلكت مفاتيح العلم[3] محترمة في الإنسان عقله المشتغل بتطويع النواميس الكونية والقوانين الطبيعية بعيدا عن مهاوي البهيمية التي تعطل في الإنسان ذات العقل وحسه المتوقد إلى الانعتاق والسمو بالبشرية إلى مصاف المخلوقات المكرمة. ويبدو أن آليات الجهل المتشبعة بمفردات "الرقص الروحاني" و"العشق الصوفي" و"الإبداع الفني" التي يمتلكها البعض هي التي تجعلنا قابعين -لحد الآن- في الحضيض على هامش الحضارة وفي ذيل مسيرتها، وهي ذات العقلية التي جعلتنا كأمة مغلوبة، في حقبة من الزمن، نتراجع في سلم الرقي بعد أن ركن الإنسان فيها إلى نوازعه الحيوانية حيث تتفشى آليات تخدير العقل والوعي وقتل الحس بسمو إنسانية الإنسان. أحرار (اللطيفة في عين أحرارها!) التي أرادت لعريها أن يأخذ سيطا عالميا بمنح جسمها فرصة التحدث على خشبة دار الثقافة (الداوديات) بمراكش، لم يتناه إلى علمها أن اللغة العالمية التي تريد للجمهور المغربي فك طلاسمها في القرن الحادي والعشرين (ق.21م) تعود لموضة قديمة عفّت عنها أسواقها الأصلية ليحملها إلينا "تجار الرخيص" كما تحمل "خوردة" الأثاث والأواني والإلكترونيك بالجملة من المزابل وقارعات الطريق؛ وهذه الموضة تعود بالضبط لسنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي حيث شكلت المبيعات ذات البعد الجنسي -قراءةً ومشاهدةً- أكبر نسبة رواج بعد تحسن الاقتصاد الغربي وارتفاع معدلات الدخل الفردي في بلدانه ونزوع الإنسان، الغربي عموما والأمريكي خصوصا، نحو تفريغ مكبوتاته التي تنفست الصعداء بانتهاء الحروب والتطاحن العالمي بين القوى الإمبريالية. والحالة هذه؛ فليس هناك أدنى قاسم مشترك قد يبرر ل"أحرار" ما أقدمت عليه ولو من منطلق التقليد الذي لا يحتاج لأدنى وصف، فلا اقتصادنا حصد النمو! ولا إنتاجنا المعرفي والفكري والثقافي سجل الرقي (ممارسة وتذوقا)! ولا حتى بلداننا المسلمة ومكوناتها الداخلية أنهت تطاحنها المؤسس على عقدة الضعف في جميع دروبه ومناحيه! يتناسى الخائضون في معارك القيم الوهمية أن غالبية المتفرجين انسحبوا ساخطين من العرض الذي قدمته "الفنانة الرقيقة"، ويغضون الطرف عن الأسئلة الحقيقية التي يمكن أن تطرح في كذا موقف قبل أن يطلقوا ألسُنهم للسباب والشتائم والنعوت والأحكام المسبقة الجاهزة؛ فهل كل الذين انسحبوا من العرض المسرحي يندرجون في خانة ال"خوانجية"؟ لو تمهلت تلك الكائنات الصحفية، التقدمية باندفاعها السطحي، ونقّبت قليلا على الجواب لوضعت لجاما في أفواهها وما فتحت على كيانها ردود القراء المستهجِنة. وسواء أكان الجواب سلبيا أو إيجابيا؛ فإنه لا يدعم الموقف الحرج للحداثيين المعنيين في أدنى شيء؛ بل يكشف عوار ادعاءاتهم الباطلة ويعري تهافتهم المريب؛ وحتى نسهل الفهم -على من يستعصي عليهم الفهم- نفكك المعنى حتى لا توأد الحقائق مرة ثانية: ما ذنب "الخوانجية" إذا استعملوا حقهم في الانسحاب بسبب مشهد يعتقدون (وهم أحرار في اعتقادهم) أنه يخدش الحياء؟ وإذا لم يكن المنسحبون "خوانجية" على اعتبار أنهم لا يغشون دور المسرح والسينما (كم يفتري المدعون)، فما الذي يحمل المتفرجين على الانسحاب ساخطين ماداموا لا يتبنون "الفكر الظلامي" كما تقول الغوغاء؟! وعلى عكس ما حاول البعض أن يظهر في قصة "القوق"؛ فإن ما يضمره محترفو التحليل الحداثي هو أن "الخوانجية" يشكلون "القوق" الفعلي والعقدة المستعصية التي تطير بمخ من لا موضوعية في كتاباتهم الصحفية؛ إذ "الخوانجية" ليسوا "مساليين" حتى "ينوّض لهم القوق" كل من هب على صدره ودب على مؤخرته؛ لأن المعركة الحقيقية التي جعل منها الأحرار فنّهم الوحيد ويبدعون في أساليب مواجهة خططها وتطبيقاتها، هي تلك المعركة التي تدور رحاها بين ثنايا الفساد المستشري في المؤسسات التي تسعى لتخدير الوعي وحرف اهتمام المواطن عن قضاياه الحقيقية؛ أما بقية اللاعبين (كبارا كانوا أم صغارا) ضمن هذا الإطار فيشكلون تتمة القصة فقط، سواء بقصد منهم أو عن غفلة من أمرهم؛ وعليه، فبعض من يتمسحون بالفن لا يشكلون سوى بيادق تؤثث المشهد وتظهر صورة الواقع البئيس بشكل جلي؛ فلا عجب أن تجد إلى جانب الفكاهة المريضة، والكاميرا الخفية الحاطّة من كرامة الإنسان، والمسلسلات الشوهاء الفاقدة للحس الفني الرفيع.. لا غرابة أن تجد أحد أصناف الدعاية الإعلامية في بعدها المثير جنسيا من خلال التعري والإيحاء الجسدي والإيماء المتغنج واللفظ الماجن والصورة الساقطة... وهلم جرا؛ ومن يتابع واجهتنا الإعلامية، صاحبة الرداءة المسجلة، يجد أصنافا لا حصر لها من الأمثلة الموثقة التي لا ترقى إلى مستوى العشر من القيمة النوعية للإنتاج الفني العالمي الذي يحترم الذوق العام ويعالج قضايا المجتمع والتكتلات البشرية وكل الإنسانية بشكل عميق ورصين، موظفا في ذلك إمكانات مادية وبشرية هائلة. ولمن يتهم "الخوانجية" بشتى النعوت الفارغة نقدم له مثالا قريبا من الموضوع الذي نعالجه؛ وذلك من خلال فيلم "أبوكاليبتو" (Apocalypto) لمخرجه "ميل جيبسون" (Mel Gibson) الذي يصور حياة بدائية لقبائل المايا الأصلية التي تعيش البراري اللاتينية، في قصة مثيرة ورائعة ذات أبعاد إنسانية تبلغ ذروتها مع المشاهد الطبيعية التي تظهر السكان الأصليين -طيلة الفيلم- وهم مستوري السوءات فقط (على شاكلة الهنود الحمر)، دون أن يمس ذلك بالذوق الجماعي أو يخدش الحياء العام، ودون أن يجعل الإنسان، بما فيهم "الخوانجي"، في موقف المتحرج من مشاهدة الفيلم وسط عائلته لأزيد من ساعتين. ويبدو أن مثل هذا الذوق الرفيع الذي قدمنا أنموذجا بسيطا عنه، لا يرقى إلى مستوى الطموح الرديء الذي يجسده أصحاب العقد النفسية (وحتى الفكرية والروحية) ممن تعشش العناكب في جنباتهم، كما مخيلاتهم السادية، حين يركنون إلى قنوات الإباحية بنكهة ألمانية ليشبعوا نزاوتهم المنهزمة أمام الحضارة العليا والسفلى على السواء! والحمد لله أن شهد شاهد من أهلها! ما قد يعارضه المغاربة عموما، ويتشرف بذلك "الخوانجية" خصوصا، هو أن يُبتذل الفن المغربي فيصبح رخيصا لدرجة تُطمَر معها كل الإمكانات والكفاءات، وتحل محلها معايير شكلية حداثية لا تهتم إلا بعنصر الإثارة الغرائزية البهيمية، ولتصبح بذلك الأرداف والأثداء هي كل ما بقي من مقومات الفن المنسوب للمغرب الذي يحتل مكانة متقدمة في السياحة الجنسية، وتعاني صورته الخارجية ارتجاجا خطيرا يمس عفة نسائه وشرف رجاله ومستقبل أبنائه، في الوقت الذي تحاول فيه العديد من الجهات إعادة الاعتبار لصورة المرأة المغربية خصوصا، والشخصية المغربية عموما، لكسب التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الأمة. لكن وفي ظل مؤسسات إعلامية مترهلة فاقدة لروح الوطنية يصعب أن يتحقق الهدف؛ إذ تتقاذف المواطن المغربي –اليوم- ثقافات متناثرة لا يربط بينها عنصر ناظم إلا ما اجتمع في سياق الغثائية والإمعية والاستلحاق، لتجد بعض النكرات من بناتنا مأسورات بلهجة شامية أو مصرية هي مصدر كل فخرهن وهن يتحدثن في مقاهي الأنترنيت إذا لم يقدرن على لغة "موليير"، أو تجد بعضهن الآخر مأسورات بمظهر مكسيكي مستورد مع فيلم مدبلج، وبين الشرق والغرب تجد من تتطلع لعلاقات حميمية بمسحوق تركي يزيل بياض الأسلمة بطبائع العلمنة! وهكذا تتظافر معاول الهدم بإنتاج "وطني" يزعم البعض أنه "يكشف المستور" (وكأن الستر عار!) أو "يكسر الطابوهات" أو يؤسس ل"سينما الواقع"، وكل ذلك في قالب هزيل على جميع المستويات (تأليفا وإخراجا وتصويرا ومونتاجا وديكورا و....) بعيدٍ -بُعد السماء والأرض- عن الفن الهادف والإبداع الواعي الذي يؤسس للواقعية الحقيقية بالحديث عن هموم الناس ومظالمهم المتعددة وواقعهم الصعب بشكل جدي وواضح، يصدح بالحق في وجه السياسة والاقتصاد كما الثقافة والمجتمع، وليشكل بذلك مكونا أساسيا من مكونات السلطة الخامسة التي لا يراد لها قائمة في ظل تهميش واضح لكل من سلك هذا الطريق من أمثال أحمد السنوسي وسعيدة فكري ورشيد مسرور المراكشي... وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لذكر من ثبت منهم ومن تم احتواؤه -جزئيا أو كليا- في إطار سياسة التمييع والتخدير الفكري المنتهجة. الذين يدافعون عن الحق في "التصرف في اللباس والجسد" في اتجاه التعري لا ينتصبون للدفاع عن ذات الحق في اتجاه الستر حين تختار المرأة أن تلبس حجابها أو نقابها، ومن يتوهمون "القوق" نبت في رأس "الخوانجية والظلاميين" لا يرفعون ريشة تنافح عن النساء الأحرار المضطهدات في ربوع أوروبا الحاضنة لقيم التنَوّر والنهضة (بزعمهم)، واللاتي يكابدن كل أشكال التمييز والإقصاء والتهميش بسبب قطعة قماش يرتضينها لأنفسهن عن قناعة وحرية اختيار. وهي ذات "القناعة" و"الحرية في الاختيار" التي يسمح بها لمن تريد التعري أو التسكع أو خوض المغامرات الجنسية أو التطاول على المعتقدات بالإفطار في رمضان جهارا نهارا... ونحوها من التصرفات التي تقر بها أعين المتذوقين للفن والجمال والكمال! وهاهنا يتضح بالملموس (لمن يحتاج للإيضاح) أن من ينصبون أنفسهم حماة للحرية والحقوق، ودعاة للمواطنة والمساواة، ورعاة للفن والإبداع، وبناة للحداثة والديمقراطية؛ إنما يتاجرون بمصطلحات لا تمثل لهم في الواقع أي قيمة مبدئية ملزمة للفكر والسلوك، إلا ما كان منها إيديولوجيا بالية أو انتصارا للهوى المؤلَّه. وحين يوزع هؤلاء القوم بالذات صكوك النصيحة على أمتهم بضرورة التطبيع مع العري والسفور والمجون؛ فإن الذهنية المغربية لا تجعل منهم سوى نسخة إنسية طبق الأصل لذاك الذي نزع عن أبوي البشرية لباسهما وكشف سوءاتهما في تكرار مطرد للقصة الأزلية التي يحكيها كل بني آدم المتألمين حسرة من سم الغواية التي دست في عسل النصيحة. ولعل القصة برمتها تحتاج هي الأخرى لتعريف إبداعي ونظرة تاريخية جديدة وتفسير حداثي متقدم على ضوء المفاهيم التي يقدمها "فقهاء الفن" لمصطلح "التعري"! إن مثل هذه السلوكات المراهقة المتسمة بالطيش وعدم النضج تضرب في العمق كل المقومات القيمية والثقافية التي تنبني عليها الشخصية المغربية، لا بل وتحرض على خرق القانون الذي يتوعد بالسجن والغرامة كل من أخل علنيا بالحياء سواء بالعري المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال (الفصل 483 من القانون الجنائي). ونحن لما نرفع بالممانعة صوتا في التصدي لآليات الإفساد والمفسدين، تحذونا القناعة بأن البقاء للأصلح، والأقوى فكرا وقناعة وعزيمة (وليس عتادا وسلطة وصلاحيات)؛ ولعل هذا ما يجعل البعض يعلق مشاجب حرمانه من رؤية واقع وردي مأمول على فزاعة "الخوانجية"، وبدل أن يتحلوا بشيء من الواقعية والموضوعية والشجاعة في النقاش والتحليل العلمي، تأخذهم العزة بالإثم إلى شيء من الغيظ والحقد والكراهية، خاصة وأنهم يصطدمون -يوميا- بواقع يرفضهم ويمجّهم ويلفظهم، فيزداد لدى مخيلاتهم الواهمة إصرار على المواجهة وبجرعات أكبر، مع تطويع الإمكانات المتاحة لتفريغ المكبوتات السادية على الطرف الذي يعتبرونه الأضعف في حلقة التمكين السياسي والإعلامي، كل ذلك إمعانا في إثبات ذاتٍ تجعل الهوى إلها لا يقوى أن ينصر نفسه أمام الشهوات والمغانم بله أن ينصر ملة معتنقيه من أسرى الجهل المكعب. ونحن ندعوا هؤلاء أن يكونوا –فعلا- أحرارا.. أحرار من قيود الإيديولوجيا الضيقة النتنة، وأحرار من الهوى المستصنم الذي يخنق قنوات الإبداع، وقبل كل ذلك أحرار في اختيار قناعاتهم الفكرية والمعرفية بعد وقوف نقذي متجدد مع الذات، وبالتالي أحرار في إنتاجهم الإعلامي المكتوب والمسموع والمرئي، فلا يبيعون عقولهم وضمائرهم مقابل الاستقواء على بني جلدتهم كما يبيع البعض أجسادهم مقابل ثمن تذكرة بخسة رخيصة لتأمين لقمة مهينة! *** [1] حتى نؤسس قاعدة فهم مصطلحية سهلة مع السيد "المختار لغزيوي" من خلال مقالته: "أحرار ولكن!" [2] هكذا قال السيد "محمد مشهوري" في مقاله: "تطفل "خفافيش الظلام" على الفن محاولة لقتل العقل" [3]علما أن جل المفكرين والمنظرين المتخصصين يتحدثون اليوم عن الأخلاق المهنية وأخلاقيات العلم بشكل أولى؛ لأن الاعتبار الأخلاقي هو الذي يعطي للعلم قيمته، ومن دونها يفقد ماهيته التي تجعل منه علما في خدمة الإنسانية. وهو ما قد نرجع إليه لاحقا في مقالة مستقلة مع مزيد من التفصيل والتدقيق.