"بدون شك أن هذه المحاكمة ستكون منطقية"، كان هذا الاستنتاج الذي خلص إليه التحليل القضائي للمدعى العام الهولندي بعد شهور من التحري، ضد الدعوى القضائية المرفوعة بحق زعيم حزب الحرية الهولندي المتطرف "خيرت فيلدرز"، والمتهم بالتحريض على كراهية المغاربة ، والتمييز العنصري ضدهم . وكان زعبم حزب الحرية اليميني المتطرف في هولاندا ، والذي يعد ثالث أكبر الأحزاب الهولندية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قد تعهد في مارس الماضي أمام حشد من أنصاره في أحدى الحملات الانتخابية بمدينة "den haag" جنوب هولاندا بالسعي إلى التقليل من أعداد المغاربة في المدينة. وكان هذا التصريح قد لقي استياء كبيرا في أوساط الهولنديين من أصول مغربية، حيث رفعت على إثره ألاف الشكاوي، بلغ عددها حوالي 6400 شكوى مقدمة ضده . وفي تعليق أولي على قرار المدعي العام، قال فيلدرز إنه قرار"غير مفهوم"، وبمثابة "فضيحة"، وزاد " أنه من غير المقبول توجيه السهام إلى ممثل الشعب ، الذي يسمي الأشياء بمسمياتها، ويقول ما يجب قوله". وأكد أنه من المفيد أن تستغل النيابة العامة كل طاقاتها، من أجل مواجهة الجهاديين الهولنديين في سوريا، والذي يمثل المغاربة من أصول هولندية حوالي الثلثين، مضيفا أن "هذا العالم انقلب رأسا على عقب". عداوة فيلدرز مع الإسلام والمسلمين ليست وليدة اليوم، حيث إن تاريخه السياسي مليء بالاستفزاز والتحريض على الكراهية ضد المسلمين ، والتمييز العنصري ضدهم، حيث شبه الدين الإسلامي بالنازية، كما وصف القرآن بأنه كتاب فاشي يجب حظره مثل كتاب "كفاحي " لأدولف هتلر. وخير فيلدرز المسلمين في الغرب بين الاستسلام والاندماج الكلي في الثقافة الغربية، باعتبارها الثقافة المهيمنة وبين الرحيل، بالإضافة إلى إنتاجه فيلم "فتنة"، والذي يتضمن محاولات لربط القرآن بالعنف، الذي نشر في الانترنيت، وأحدث ضجة كبيرة في حينه.