انصبت اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، على عدد من المواضيع أبرزها الحرب ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا ومشاركة مقاتلات التحالف في الضربات الموجهة لمعاقل (داعش) والعلاقة المتوترة بين الحكومة المركزية في مدريد وحكومة إقليم كاتالونيا حول استفتاء تقرير المصير المقرر يوم 9 نونبر المقبل وفوز حزب "سوغلاسيه" في الانتخابات البرلمانية في لاتفيا، وتدهور الحالة الصحية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي. وتحت عنوان "البلجيكيون ضربوا العراق"، كتبت صحيفة (لوسوار) أن مقاتلتين بلجيكيتين من نوع "إف 16" قامتا أمس الأحد ولأول مرة باستخدام أحد أنظمتها المسلحة ورمي قنابل "جي بي أو" من وزن 250 كلغ على مقربة من العاصمة العراقيةبغداد. وقالت الصحيفة إن الضربات استهدفت بالتحديد منطقة الفلوجة، المعقل التقليدي للمسلحين السنة الواقع غرب العاصمة، في صحراء الأنبار، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بضربة مباشرة لم تخلف "أضرارا جانبية" وفق ثلاث مصادر مختلفة. وذكرت (لا فونير) نقلا عن وزارة الدفاع البلجيكية، أن تدخل مقاتلات "إف 16" البلجيكية سمح "بالتصدي المباشر لتهديد العدو"، مضيفة أن قواعد الالتزام تم "اتباعها بالحرف" خلال هذه العملية. ومن جهتها، كتبت (لا ليبر بيلجيك) بأن تنظيم (داعش) أحكم قبضته على المدينة السورية - الكردية، كوباني (عين العرب)، الواقعة على بعد كيلومترات من تركيا، وذلك على الرغم من الضربات الجوية الجديدة التي شنها التحالف يومي السبت والأحد. وقالت الصحيفة إن المدينة المحاصرة تعرضت لقصف بالقذائف من قبل (داعش) التي تسعى لفرض مراقبتها على شريط طويل من الأراضي على الحدود السورية التركية. وفي إسبانيا، عادت الصحافة للتوتر المتواصل بين الحكومة المركزية وإقليم كاتالونيا بشأن الاستفتاء حول الاستقلال، وأوردت (إلموندو) تصريحات لوزير الداخلية، خورخي فرنانديز دياز، اتهم فيها رئيس كاتالونيا، أرتور ماس، "بتغذية المواجهة والانقسام والتفرقة الداخلية" في الإقليم، محذرا من تبعات ما تقوم به الأحزاب السياسية القومية الكاتالونية. وأضافت اليومية أن دياز أوضح، أيضا، أن هدف ماس هو "أن يؤثر انفصال كاتالونيا عن اسبانيا على التاريخ والمنطق السليم"، مشيرا إلى أن الدعوة إلى الاستفتاء عمل غير مسؤول. وفي سياق متصل، عادت صحيفة (إلباييس) إلى القلق الذي عبر عنه رجال الأعمال الأجانب المستقرين بكاتالونيا من عواقب استقلال محتمل لهذا الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا. وكتب اليومية أن المقاولات الأجنبية شرعت في طلب ضمانات من أجلل الاستثمار بهذه الجهة، علما أن استقلال كاتالونيا يعني أوتوماتيكيا خروجها من الاتحاد الأوروبي. من جانبها، أوردت صحيفة (أ بي سي) أن الحكومة المركزية تعد خطة لرفع دعوى قضائية ضد أي مبادرة غير دستورية تقدم عيها حكومة أرتور ماس. وفي روسيا، اهتمت الصحف بفوز حزب "سوغلاسيه" في الانتخابات البرلمانية في لاتفيا ،وقالت إن حزب"سوغلاسيه" (الوفاق)، الذي يدافع عن مصالح الناطقين بالروسية، فاز في الانتخابات البرلمانية في لاتفيا، مبرزة أن الحزب يتزعمه عمدة مدينة ريغا وأن المركز الثاني في هذه الانتخابات كان من نصيب حزب"الوحدة" الحاكم حاليا. وذكرت صحيفة (فيدوموستي) ان خصوم حزب "سوغلاسيه"من الائتلاف الحاكم حصلوا بشكل اجمالي على عدد من الاصوات يزيد على اصوات "سوغلاسيه" ولذلك ليس من المستبعد ان يكرر هذا الحزب سيناريو عام 2011 ، ويشكل ائتلافا حاكما ويترك من جديد حزب "سوغلاسيه" في المعارضة. وترى الصحيفة ان الانتخابات البرلمانية في لاتفيا أكدت من جديد ثبات المنظومة السياسية في هذه الدولة على شكل واحد واستقرار الشكل الحزبي السائد حاليا في لاتفيا. وعن نفس الموضوع ، لاحظت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الكثيرين من الناخبين في لاتفيا اثبتوا أنهم اذكى من السياسيين المحليين الذين يضعون المصالح الامريكية أعلى من مصلحة بلادهم الوطنية. ونوهت الصحيفة بان سكان لاتفيا باتوا اكثر براغماتية من السابق، وخاصة في النظرة الى العلاقات مع الدولة الكبيرة المجاورة لبلادهم. وفي برنامجه الانتخابي عرض عمدة مدينة ريغا نيل اوشاكوف على ابناء لاتفيا وجهة نظر اقل حدة واقل مواجهة في الحوار مع موسكو. الصحيفة ذاتها ألقت الضوء على اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء الحكومة، والذي أعلن فيه عن توقيعه لقانون بشأن التصديق على معاهدة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يجمع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان. وقالت الصحيفة "إن هذه الخطوة مهمة في عملنا المشترك من أجل التكامل مع أقرب الشركاء والحلفاء، بل هو تطور إيجابي، كبير". وفي موضوع آخر، تناولت صحيفة (كوميرسانت) تداعيات تدهور الحالة الصحية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي. وفرضت مسألة من سيخلف المرشد الأعلى نفسها بقوة داخل البلاد. واضافت الصحيفة أن شخصية خامنئي كانت على مدى الÜ25 عاما الماضية حجر الزاوية لمنظومة السلطة في إيران. واهتمت الصحف الألمانية والفرنسية من جانبها بإعلان السويد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين ، وبالنقاش الذي أثاره تصريح وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين وما كشفت عنه من نواقص في أسلحة الجيش الألماني ، وبإعدام الرهينة البريطاني ألان هينينغ وحالة الغضب التي تعم الرأي العام البريطاني وخاصة منه الجالية المسلمة. ففي ألمانيا ، تطرقت صحيفة (تاغسشبيغل) إلى التقرير ذي الألف صفحة الذي أعده خبراء خارجيون حول الجيش والذي ستتسلمه وزارة الدفاع اليوم الاثنين ونشرت مضامينه مسبقا، مشيرة إلى أنه يعتبر اختبارا لوزيرة الدفاع فون دير لاين وتقييما للأشهر الأولى من عملها في الوزارة وللمشاريع الكبرى للتسلح. وأبرزت الصحيفة أن التقرير تضمن 140 مخاطرة ومشكلة تعترض المشاريع الكبرى للتسلح واصفة الوضع بالصعب، و"بالرغم من ذلك فإن التقرير يقرب من الحقيقة" حسب الصحيفة . من جانبها، اعتبرت صحيفة (تورينغيشه لانديستسايتونغ) أن وزيرة الدفاع لديها "متجر أسلحة غير مرغوب فيه" بسبب سوء إدارة لعدة عقود وبيروقراطية الوزراء والجنرالات السابقين، مشيرة إلى أن الوزيرة فعلت الشيء الصحيح لأنها وضعت "الحقائق الكارثية بكل صراحة على الطاولة، بينما لم يجرؤ أي من الوزراء السابقين لها على ذلك". أما صحيفة (فيستدويتشه أليغماينه تسايتونغ) فجاء في تعليقها حول ذات الموضوع أن التقرير سيكون بمثابة دليل للوزيرة أورسولا فون دير لاين، مضيفة أنه أيضا بمثابة اختبار يمكن بعد اجتيازه الحديث عن ميزانية الجيش التي دعت الوزيرة إلى الرفع منها من أجل الاستجابة لمتطلبات الصيانة، وكذا عن الاستثمار الذي يستدعي الأداء الجيد والكفاءة وجدول زمني محدد. ووفقا لصحيفة (فرانكفورتر روندشاو) ، فإن فون دير لاين التي ترغب في تقوية الجيش، في حاجة إلى دعم كبير من قبل المستشارة أنغيلا ميركل والحكومة بجميع مكوناتها، وتحتاج إلى سياسة دفاعية متماسكة مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي، منبهة أنه على البرلمان (البوندستاغ) أن يكون بدوره أكثر انخراطا. كما اهتمت الصحف بإعلان السويد عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين لتكون أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تعترف بفلسطين. وقالت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يتحمل المسؤولية ، لأن العالم قد نفذ صبره من تصرفاته". أما صحيفة (تاغستسايتونغ)، فاعتبرت اعتراف السويد بفلسطين "ربما لن يغير أي شيء من الوضع ، لكن ستكون له أهمية رمزية كبيرة في الشرق الأوسط"، ولاحظت أن الحكومة الالمانية تثير قضية بناء دولة فلسطين مستقلة كلما أعلنت إسرائيل عن بناء مستوطنات جديدة، لكن حسب الصحيفة، فإن الرئيس عباس يحتاج إلى دعم سياسي أكثر من أي وقت مضى. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بإعدام الرهينة البريطاني ألان هينين، حيث كتبت صحيفة (لوموند) أن تنظيم الدولة الاسلامية قتل هذه الرهنية لمعاقبة لندن، مذكرة بأن الامر يتعلق برابع رهينة (امريكيان وبريطانيان) اضافة الى الفرنسي هيرفي غورديل الذي قتل على يد مجموعة تابعة للتنظيم بالجزائر. وقالت ان القتل البشع لألان هينينغ يذكر بإعدامات المتطوع الإنساني الإيرلندي دافيد هانس والصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيف سوتلوف، مشيرة إلى قتل الرهينة الفرنسي بالطريقة نفسها. من جهتها، ذكرت صحيفة (ليبراسيون) أن الرأي العام البريطاني يعيش حالة من الغضب، وخاصة الجالية المسلمة بهذا البلد معتبرة أن إعدام المتطوع الانساني البريطاني من قبل هذا التنظيم الارهابي ليس مفاجأة. وأضافت ان عائلة هينينغ والحكومة البريطانية كانت تتخوف من وقوع الأسوء، منذ موافقة البرلمان الأسبوع الماضي على توجيه ضربات جوية في العراق، معتبرة أن اختيار اعدام الرهينة البريطاني يوم عيد الاضحى، عيد التسامح والتضحية، يبعث على الاستياء. من جانبها، تساءلت صحيفة (لوفيغارو) عن إمكانية نجاح استراتيجية التحالف ضد (داعش) خاصة أمام عدم فعالية الضربات الجوية، وعدم يقينية التوصل إلى حل سياسي في العراق. وقالت إن استراتيجية الضربات الجوية ليس لها حتى الآن تأثير على الأرض، كما أنها لن تكفي لاستئصال التنظيم.(يتبع). أما الصحافة السويدية، فعادت إلى موضوع الاعتراف المقبل للسويد بدولة فلسطين، إذ ذكرت صحيفة (داغن نيهيتر) بأن إعلان ستيفان لوفين أمام البرلمان عن الاعتراف القريب لبدله بفلسطين، أثار انتقادات مسؤولين إسرائيليين وأن إسرائيل استدعت سفير السويد للتعبير عن احتجاجها. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الانتقادات كانت منتظرة من الحكومة الجديدة للسويد، كما أكدت ذلك وزيرتها في الشؤون الخارجية، مارغو والستروم، التي صرحت أن بلادها ستستمر في الحفاظ على الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبحسب الوزيرة، فإن الأمر يتعلق بخطوة نحو حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأشارت ذات الصحيفة إلى رغبة المسؤولة السويدية في أن "يلهم هذا القرار بلدانا أخرى". من جانبها، قالت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) إن قرار السويد قوبل بانتقاد شديد من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتانياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي رأى فيه "قرارا متسرعا". وتابعت الصحيفة أن السويد تعد أول دولة في الاتحاد الأوربي تعترف بفلسطين، مشيرة إلى أن هذا القرار تعرض أيضا لانتقادات الولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة من وزارتها في الخارجية التي اعتبرته "سابقا لأوانه". وتطرقت صحيفة (أفتونبلاديت) لنفس الموضوع موردة تصريحات رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين التي قال فيها بأن الهدف هو تشجيع حل لإقامة دولتين يمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش جنبا إلى جنب في سلام. وتابعت نقلا عن ذات المسؤول قوله، بأن "130 دولة اعترفت فعلا بفلسطين وأن السويد لم تكن لوحدها من اتخذ هذا القرار، فالاعتراف بفلسطين يروم إطلاق مسلسل المفاوضات بين الطرفين". وفي بولونيا اهتمت الصحف الصادرة هذا اليوم بفوز الحزب الاجتماعي الديمقراطي، الذي يمثل الأقليات الناطقة باللغة الروسية والموالية لبوتين، في الانتخابات البرلمانية بلاتفيا. وكتبت (ريسبوبليكا)، في هذا الصدد، بأن هذا الفوز لا ينبغي أن يقلق الأحزاب الأخرى بما في ذلك الائتلاف اليميني في السلطة، لأن الحزب الاجتماعي الديمقراطي مضطر لتشكيل تحالف بهدف الحصول على أغلبية برلمانية. ولاحظت أن الناخبين في لاتفيا صوتوا وأعينهم صوب أوكرانيا، حيث تدعم روسيا الناطقين بالروسية، مبرزة أن جزءا من الناخبين صوت احتجاجا على المؤسسة السياسية لصالح اليسار الذي يدعم حقوق الأقليات. وتطرقت الصحافة السويسرية لموضوع الحرب على الإرهاب وشن التحالف لضربات ضد "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حيث تساءلت (لوتون) عما بعد الحرب، مشككة في "قدرات التحالف الدولي للقضاء على الجهاديين وتضميد الجراح". وقالت، في هذا الصدد، "إن نطاق التدخل دقيق، والهدف واضح والوسائل ملائمة أكثر من أي مشروع طويل الأمد، مضيفة أنه إذا كان القضاء على (داعش) قد يتأتى بالنيران، فليس هناك ما أعد لفترة ما بعد الحرب، وتساءلت بالمناسبة عن مآل الوضع في سوريا والعراق وجميع أنحاء المنطقة بعد انتهاء الحرب المعلنة ضد الإرهاب. وترى (لاتريبين دي جنيف)، من جهتها، أن تنظيم (داعش) يبدو أنه آخذ في التوسع خارج قواعده في سوريا والعراق، وذلك بعد إعلان حركة طالبان الباكستانية تحالفها مع هذا التنظيم الإرهابي، وأوضحت أن هذا النمو الجهادي لا يبشر بالخير بالنسبة للجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية. وفي نفس المنحى، لاحظت صحيفة (24 ساعة) أن الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي لا تبدو كافية لوقف عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المصممين على إحكام السيطرة على المدينة السورية التركية كوباني (عين العرب). وتابعت تقول "على أرض الواقع، المقاتلون الأكراد هم وحدهم من يواجه تقدم الجهاديين منذ أسبوعين، بينما نزح 186 ألف لاجئ إلى تركيا هربا من القتال". وطرحت الصحف البريطانية نفس التساؤلات بشأن فعالية الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ونقلت (الغوارديان) تصريحات لمقاتلين سوريين أكراد عبروا فيها عن اعتقادهم بأن الحملة الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها فشلت في وقف تقدم جهاديي (داعش)، الأمر الذي يثير التساؤلات حول فعالية استراتيجية الضربات الجوية دون الدعم الأرضي لتوجيه الغارات. وقالت "إن الضربات الجوية ليست كافية ولا تستطيع لوحدها طرد الجهاديين من مدينة كوباني بشمال سوريا، الواقعة تحت سيطرة المتطرفين الإسلاميين التابعين لداعش". أما (الدايلي تلغراف)، فاهتمت بقضية السيدة بريندا ليلاند (63 عاما) التي عثر عليها ميتة يوم السبت الماضي في أحد الفنادق شرق البلاد. وكانت القتيلة، حسب الصحيفة، أحد أفراد المجموعة التي تحرشت عبر الأنترنيت بأسرة الفتاة الإنجليزية مادلين ماكان، التي اختفت في البرتغال عام 2007 في الوقت الذي كان والداها يتناولان الغذاء مع أصدقاء في مطعم بالقرب من الإقامة الصيفية لبرايا دا لوز.