بانتخابه رئيسا للوزراء، ينهي زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ستيفان لوفين، عهد حكومة يمين الوسط التي ظلت في السلطة لمدة ثماني سنوات. وعرف ستيفان لوفين، الذي كان لحاما (سودور) في هاغلوند والذي ليست لديه خبرة سياسية كبيرة على المستوى الوطني، بمكانته في الأوساط النقابية باعتباره رجل الحوار والتفاهم. ولا شيء منع لوفين، الذي ينحدر من أسرة متواضعة، من أن يصبح رئيسا للوزراء. فبعد ولادته في ستوكهولم في سنة 1957، لم تكن والدة لوفين العازبة تتوفر على الإمكانيات للتكفل به ورعايته، فقد ترعرع في أسرة احتضنته في شمال البلاد، حيث كان والده بالتبني يعمل أيضا عاملا. وبدأ في سنة 1979 العمل كلحام في هاغلوند حيث ظل هناك إلى غاية سنة 1995، وفي هاغلوند شغل أولى مهامه النقابية سنة 1981 حينما انتخب مسؤولا نقابيا في المعمل الذي كان يشتغل فيه. وانتخب لوفين في اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي الديمقراطي سنة 2006، وتولى رئاسة أقدم حزب سياسي في السويد في سنة 2012 بعد أن غادر هاكان جيهولت فجأة منصب رئيس الحزب. وعلى رئيس الوزراء السويدي الجديد أن يحكم دون التوفر على الأغلبية في البرلمان ويشكل تحالفا مع خصومه السابقين من يمين الوسط من أجل تمرير مشاريعه. ويرجع ذلك إلى الانتصار الصغير الذي حققه اليسار بفوزه ب43 في المائة من الأصوات مقابل 39 في المائة للائتلاف الحاكم المنتهية ولايته المتكون من وسط اليمين والاختراق الذي حققه حزب اليمين المتطرف للديمقراطيين السويد الذي حصل على نحو 13 في المائة من الأصوات. ورغم أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التي جرت في 14 شتنبر الماضي بنحو 31 في المائة من الأصوات، وهي نتيجة أعلى قليلا من التي تحققت في الانتخابات السابقة لسنة 2010، أي 30.7 في المائة، فإنها تعتبر نتيجة جيدة. ويدخل ستيفان لوفين التاريخ حيث انتخب بنسبة ضئيلة، وحتى شركائه من اليسار لم تلمع صورتهم خلال الانتخابات، حيث لم يؤكد حزب الخضر نتائجه الجيدة في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، أي بعد حصوله على أكثر من 15 في المائة من الأصوات. ولم يحصل حزب البيئة سوى على 6.8 في المائة من الأصوات، في حين أن حزب المعارضة الآخر وهو حزب اليسار لم يجمع سوى على 5.7 في المائة من الأصوات. وفي الوقت الذي كان من المنتظر أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة من الأحزاب اليسارية الثلاثة، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أزاح حزب اليسار من السلطة التنفيذية، في محاولة لإقناع أحزاب يمين الوسط الذين يترددون في التحدث إلى هذا الحزب الذي يعتبرون أفكاره راديكالية، وهو مقترح لم يستسغه حزب اليسار الذي غاب عن التصويت خلال الجلسة التي عقدها البرلمان من أجل انتخاب لوفين وزيرا أول للسويد. وهكذا، قرر زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل حكومته مع الخضر فقط، مع السعي لحل وسط مع خصومه السابقين من يمين الوسط. وسيكون الاختبار الأول لزعيم الاشتراكيين الديمقراطيين هو المصادقة على مشروع الميزانية العامة من قبل البرلمان.