قال رشيد بن المختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، إن اليوم العالمي للمدرس مناسبة لاستحضار المجهودات للارتقاء بالمدرسة المغربية، وتحسين مردودية المتعلمات والمتعلمين، وتقاسم الخطوات الإصلاحية للمنظومة التربوية التي يحملها المشروع التربوي الجديد، والذي هو نتاج وخلاصة آراء وملاحظات واقتراحات جميع المشاركين في اللقاءات التشاورية". وأضاف بن المختار، في رسالة وجهها إلى المدرسات والمدرسين بمناسبة اليوم العالمي للمدرس (5 أكتوبر)، أن نسبة مشاركة الأستاذات والأساتذة في اللقاءات التشاورية حول المدرسة المغربية التي أطلقتها الوزارة خلال الفترة الممتدة من 28 أبريل إلى منتصف شهر يوليوز 2014، بلغت أزيد من 67 في المائة من العدد الإجمالي للمشاركين، وأن عدد هؤلاء المشاركين بلغ 102 ألف مشاركة ومشارك، فيما بلغت نسبة الأستاذات من بين هؤلاء المشاركين 31 في المائة. وأوضح أن الغاية من هذه المشاورات الموسعة كانت "الوقوف على تحليل موضوعي للأسباب الكامنة وراء إخفاقات المنظومة التربوية والتعرف على انتظارات الفئات المستهدفة ومنها هيأة التدريس، ثم الوصول بعد ذلك، إلى تقديم اقتراحات عملية لتجاوز الوضعية الحالية في أفق رسم معالم وأولويات مشروع تربوي جديد". وأضاف أن الوزارة ارتأت، بالموازاة مع بلورة الاستراتيجية المستقبلية للقطاع 2030، أن تبادر إلى تحديد التدابير ذات الأولوية ودراسة سبل تنزيلها. وتمكنت بفضل مساهمة نساء ورجال التعليم في اللقاءات التشاورية، من الوقوف على تسعة محاور أساسية انبثقت عنها عدة إجراءات تربوية، ستعمل على تقاسمها معهم ليتجند الجميع في المدى القريب والمتوسط، من أجل تفعيلها على أرض الميدان. وأكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني أن هذا الانخراط من نساء ورجال التعليم دليل على الرغبة في إصلاح منظومة التربية والتكوين والتطلع إلى غد أفضل لأجيال المستقبل، مشيرا إلى أن "هذا هو ما لمسه من خلال الصراحة التي طبعت تشخيصهم للوضع التعليمي وهم العارفون به، ومن خلال وجاهة الاقتراحات وقابليتها للأجرأة والتفعيل، وهي الاقتراحات التي يحرص كل الحرص على أن يتبناها المشروع التربوي الجديد الذي يسعى إلى تغيير المدرسة المغربية لتتيح بشكل منصف، لكل المواطنين تعليما وتكوينا ذي جودة، مرتكزا على القيم والمبادئ العليا للوطن، ولتأهيلهم للاستعداد إلى المستقبل والانفتاح والمساهمة الفاعلة في بناء الرأسمال البشري". وشدد الوزير على أن هذه التدابير ذات الأولوية، التي تتوخى تحسين مردودية المنظومة التربوية على المدى القريب، وتؤسس، في نفس الوقت، للانخراط في تدابير مهيكلة واستراتيجية، تحتاج من الجميع أكثر من أي وقت مضى، إلى تعبئة شاملة ومتواصلة من أجل إرساءها على أرض الواقع ومصاحبة عملياتها ومواكبة تنزيل إجراءاتها، وهو ما تأمله الوزارة وتنتظره من الفاعلين التربويين والممارسين الفعليين للشأن التعليمي. وتوجه بن المختار بالشكر الخاص للأستاذات والأساتذة الذين كانوا سيحالون على التقاعد وتم تمديد مهامهم إلى غاية إنهاء السنة الدراسية "ضمانا لحق التلميذات والتلاميذ في موسم دراسي قار، على موقفهم النبيل وتضحيتهم الكبيرة وقبولهم بالاستمرار في أداء مهامهم بروح وطنية عالية ليست غريبة عن الأسرة التعليمية والتربوية".