استهلّ تنظيم البوليساريو يوم أمس الثلاثاء الاحتفال بما يسميه ذات التنظيم ب "الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة الوطنية" إذ ترأس الاحتفال عبد القادر الطالب عمر عوض زعيم التنظيم محمّد عيد العزيز المتنقل إلى نيجيريا.. كما حضر ذات الاحتفالات عدد من قادة الجبهة إلى جانب مدنيين متبنّين لأطروحات البوليساريو.. هذا في الوقت الذي تحدّثت وكالة أنباء ذات التنظيم عن مشاركة أفراد من "بوليساريو الدّاخل" ضمن هذه الاحتفالات الرّائجة بمنطقة "ميجك" الواقعة على مرمى حجر من الحدود الجزائرية الموريتانية. وقد شهدت الكلمات المتداولة ضمن استهلال الاحتفالات، والتي حضرها ضباط جزائريون بشكل غير رسمي، التهديد بالعودة إلى حمل السلاح وكسر الهدنة المفعّلة بالمنطقة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وهو التهديد الذي حاول تأجيج الحاضرين والميليشيات الحاملة لأسلحة خفيفة أثث بها فضاء الموعد. وحاول عبد القادر الطالب عمر القيادي بالجبهة ورئيس وزراء الحكومة الصحراوية المزعومة، أن يلعب على ورقة "تنمية المغرب الكبير" ضمن كلمته، إذ قال بأنّ الوضع الحالي بالصحراء "يعطل التعاون المغاربي في مكافحة الإشكالات دولية المتمثلة في مكافحة الإرهاب ونشاطات شبكات المخدرات والهجرة السرية بشكل يتجاوز أمن المنطقة ليطال الدول الأوروبية والعالمية". البوليساريو حاولت استدعاء النماذج العسكرية البائدة ضمن احتفالها، إذ نظّمت "الناحية العسكرية الثالثة" عرضا لبعض "الميليشيات" وبأيديها أسلحة رشاشة خفيفة، إذ أشرف على إعداد هذا العرض قائد "النّاحية" حمدي خليل أعلمياره الذي أفاد ضمن قصاصات أخبار البوليساريو بأنّ المقاتلين قد خضعوا هذه السنة لإعادة تأهيل بعدد من الدول التي تجنّب ذكرها بالاسم. وترتكز البوليساريو ضمن احتفالها على تفعيل برنامج ضامّ لمخيم فولكلوري بمحتويات تقليدية، وفقرات رياضية، وسباق للهجن، وسهرات فنية.. هذا في الحين الذي حاول بعض المساندين للبوليساريو التمهيد لهذا الاحتفال، منذ مساء أوّل أمس الاثنين، بترويج إشاعة عن عزم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الاعتذار عن مساندته لمشروع الحكم الذاتي المغربي بالصحراء أمام الملأ.. وكذا تأديته للتحيّة العسكرية أمام علم الانفصاليين الصحراويين.. وهي الإشاعة التي نفتها الأخبار القادمة من التراب الجزائري والتي لم تشر بعد إلى مصير المسؤول البوليسي السابق بذات التنظيم الانفصالي.