في الجزء الثالث والأخير من هذا الحوار، يتحدث رضوان الرمضاني عن تجربته في جريدة "الصباحية" التي توقفت عن الصدور حيث عمل بها صحافيا ثم رئيس تحرير . وتحدث الرمضاني بإسهاب عن الخبر الذي نشر في الصفحة الأولى والمتعلق ب"الفضيحة" الجنسية داخل قناة "الرياضية"، حيث قال أنه وبعد كل هذا الوقت أؤكد أن نشر الخبر لم يكن خاطئا. prefix = u1 كما تحدث الرمضاني عن خلافه مع أحمد نشاطي مدير المطبوعات الصادرة باللغة العربية بماروك سوار، وعن الإشارات التي وصلتهم داخل "الصباحية" من اجل تفادي الكتابة عن فؤاد عالي الهمّة إلا وفق ما تنشره وكالة المغرب العربي للأنباء. بعد الطرد الذي تعرضت له من مجلة "نيشان" بسبب "نداء الحريات الفردية"، إلتحقت بجريدة "الصباحية" التي كانت ضمن إصدارات مجموعة "ماروك سوار" ويرأس تحريرها الصحافي حسن العطافي، كيف جاء إلتحاقك بهذه الجريدة المحسوبة على الجهات الرسمية؟ التحاقي ب"الصباحية" جاء إثر اتصال من الزميل حسن العطافي، وطبعا العطافي كان يعرفني جيدا بما أننا اشتغلنا في "الصباح" سنوات طويلة. والواقع، وحسب ما سمعت، فإن محمد الجواهري، المدير العام لمجموعة "ماروك سوار"، بعدما اطلع على قضيتي وبنشمسي وقد كتبت عليها "الصباحية"، اقترح على العطافي أن يضمني إلى طاقم هذه الأخيرة، وكذلك كان. وقد بدأت العمل في "الصباحية" مع فاتح فبراير 2008، أي أسبوعا واحدا بعدما توصلت بورقة الطلاق من "نيشان". هناك من يقول أنك "غدرت" بحسن العطافي بعد أن التحقت ب"الصباحية"، إذ بعد فترة وجيزة من اشتغالك كصحافي داخل الجريدة بدأت أطراف معينة داخل مجموعة "ماروك سوار" تهيء معك لمرحلة ما بعد العطافي؟ يا سيدي من أكون حتى تهيء معي هذه الأطراف الانقلاب على العطافي؟ كل ما حدث أنني كنت قد قدمت استقالتي من "الصباحية" شهر يوليوز، أي بعد 5 أشهر فقط على انضمامي إليها، والسبب أن الإدارة العامة قررت خصم 3 آلاف درهم من راتبي الشهري بدعوى عدم احترامي لساعات العمل، القرار مس الكثيرين، أنا والحسين يزي وآخرين. كما العادة، لم أتقبل أن أعامل مثل عامل في قطاع النسيج، فقدمت استقالتي، إنما لا أن هناك من استغلني ليصفي حسابه مع العطافي، هذا استنتاجي بعد كل هذه الفترة. إذن كيف يمكن تفسير استقالتك من "الصباحية" ثم عودتك إليها كرئيس للتحرير؟ استقلت، وقبل أن أغادر طلبت أن أودع المدير العام لهدفين، الأول "من باب الصواب"، والثاني أن أشرح له أسباب مغادرتي. في لقائي به استفسرني عن السبب، فشرحت له بأنه لا يمكنني القبول بأن أعامل مثل عامل في قطاع النسيج يؤدى له بناء على عدد ساعات العمل، وقد تفهم الأمر كثيرا، وقال لي معك حق. وهنا أذكر بأن الجواهري، وهو للتاريخ شخص لطيف ولبق جدا ما كيخرجش من فمو العيب، عبر أكثر من مرة عن احترامه وتقديره لي خصوصا بعد اجتماع شهير إثر قرار صحافيي الصباحية عدم توقيع مقالاتهم، احتجاجا على الوضعية التي كانت تعيشها الصباحية، وقد تدخلت في الاجتماع إياه، وأنا حينها حديث الالتحاق بالصباحية وأول مرة أرى الجواهري مباشرة، شرحت له مشاكل "الصباحية" مثلما أتصورها، وقد ظل ينصت إليّ بإمعان، وربما تلك اللحظة اعتقد فيها الجواهري أنني أستحق منصبا في "الصباحية". ولا بأس أن أذكر بأن الزميل حسن العطافي، بعدما كان قدم استقالته، اقترح على الجواهري أن يختار الخلف بيني وبين الزميل محمد معتصم، إلا أن الأخير تحفظ على العرض، فخاطبني الجواهري، ذات اجتماع، "وحصلات فيك أولدي"، إنما رفضت أن أتحمل مسؤولية والعطافي ما يزال رئيسا للتحرير، وسيطلب مني الجواهري ذلك فيما بعد، وأكد لي أنه لا علاقة بيني وبين قرار رحيل العطافي، لأن الأخير قرر الرحيل بمحض إرادته. وما هي هذه المشاكل التي كانت في نظرك تعاني منها "الصباحية"؟ تحريريا، حالة تعيش تيهان حقيقية، الجريدة كانت بدون هوية، ولا خط تحريري، مشروع تائه لو أردنا الاختصار. وحتى على مستوى مؤسسة "ماروك سوار"، "الصباحية" ظلت تشكل "ضرة" لباقي المنشورات، كأنما تفتقد الشرعية، وبنت ضالة قد يحدث أن تكتب عكس ما تكتبه "الصحراء المغربية" أو "لوماتان" أحيانا، البعض كان ينظر إلى صحافيي "الصباحية" كما كانوا انفصاليين الله يستر، زد على ذلك أن الإمكانيات لم تتوفر أبدا من أجل عمل صحافي مناسب، الهاتف، وتعويضات التنقل وما جاور ذلك، وقد لخصت للجواهري هذا الأمر في جملة واحدة: الشروط التي أنتجت "المغربية" لا يمكن إلا أن تنتج "مغربية أخرى". لكن هذا لم يتغير في عهد رئاستك للصحيفة، فبعد توليك رئاسة التحرير طلبت تغيير التصور والماكيط الأساسي للجريدة وهو ما كلف حينها مايزيد عن 80 مليون سنتيم دون أن تكون هناك أي نتائج تذكر على الأقل على مستوى المبيعات؟ ابدا، لم يكلف ولا سنتيما واحدا، لأن التغيير كان اجتهادا خالصا للإخوة في القسم التقني، وهذه مناسبة لأشكر لهم تعاونهم الكبير معي. هذا هراء في هراء، الماكيط في شكله الأول هو الذي أنجز في الإمارات العربية المتحدة إنما لم يكلف هذا المبلغ، الذي يروج مثل هذا الكلام جاهل أبو جاهل أخو جاهل. بدأت مهامي واهما بأن الأهم هو الاجتهاد، بما أن الهدف المعلن هو تطوير "الصباحية" لتصبح جريدة غير معنية كثيرا ب"إكراهات" المؤسسة، إنما اتضح، فيما بعد، أن الأمر مستحيل. اعطتك المؤسسة الصادرة ل"الصباحية" هامشا كبيرا من الحرية في الاشتغال، غير أنك حولت "الصباحية" وفي وقت وجيز إلى نسخة رديئة من مجلة "نيشان" بعناوين دارجية من كلمة أو كلمتين؟ هل من العدل اختصار "الصباحية" في هذا الأمر فقط؟ هل من العدل اختصار تجربة شهور من العمل والجد في "نسخة رديئة" من مجلة "نيشان"؟ "نيشان" أكبر من أن تُقلد، وهي تجربة متفردة لا ينجح متنطعو الصحافة في استنساخها. ثم إن المجهود الذي بذل في "الصباحية" على مستوى الماكيط، والتبويت، وترتيب الأخبار، والحوارات، والروبورتاجات، والملفات الأسبوعية..أعتقد أنه كان عملا كبيرا جدا، والدليل أن كثيرا من الزملاء، من منابر أخرى، كانوا يتساءلون: ما ينقصكم لكي تبيعوا أكثر؟ وهذا هو السؤال اللغز. ألا ترى أن "الصباحية" على عهدك وأنت رئيس تحرير اعتمدت على خط تحريري يعتمد أسلوب الإثارة من أجل الرفع من رقم المبيعات، وهو ما جعل الجريدة تدخل في دعاوى قضائية كما حدث مثلا مع قناة "الرياضية" بعدما نشرتم في الصفحة الأولى مانشيط عريض حول "فضيحة جنسية بمقر قناة الرياضية"؟ الإثارة ليست عيبا، الإثارة سلوك مهني، يكفي أن يكون الخبر صحيحا، وهنا أتساءل: هل كان الخبر المتعلق بالرياضية خاطئا؟ هل الخطأ المهني هو أن تنشر خبرا صحيحا أم أن تنشر صورة رئيس التحرير «مشبح» في الأرض على صفحة كاملة؟ أم تنشر سلسلة من السب في حق المندوب السامي للمقاومة لمجرد أهواء شخصية؟ أم أن تنشر قصة «جلاد» لمجرد أنه «تكرفص» على فرد من أفراد العائلة؟ بخصوص "قضية الرياضية"، المتضرر من نشر خبر زائف لا يقبل ببضع دريهمات ليستيعد كرامته مثلما حدث مع الزملاء في الرياضية. على كل حال أقول لهم هنيئا لكم بالغنيمة، وهنيئا لكم بكرامتكم التي استعدتموها بهذه الطريقة. وبعد مرور كل هذا الوقت أؤكد أن نشر الخبر لم يكن خطأ. لكن هذا لا يلغي أنك فعلا اعتمدت على أسلوب الإثارة خصوصا أنه سبق لك أن صرحت أمام طلبة معهد خاص لتدريس الصحافة أن ما يهمك هو الرفع من رقم المبيعات فقط؟ اسألك: ما العيب؟ هل من صحيفة في المغرب، أو في العالم، لا تمارس الإثارة؟ أنا أؤمن بأن الصحافة نوع من التجارة، بل هي تجارة، والسلعة لا بد أن تكون في شكل جيد، وهذا لا يكفي، فلا بد أن يكون المضمون جيدا، ولا أتذكر أننا في "الصباحية" ما يوما نشرنا خبرا لمجرد النشر، كما أننا لم نتعرض لأعراض الناس أو شيء من هذا، وحتى المواضيع المتعلقة بالجنس كنا نناقشنا بطريقة علمية، وأؤكد مرة أخرى أنني مقتنع تمام الاقتناع بالطريقة التي كانت تعمل بها "الصباحية" على المستوى التحريري، الإثارة في دماغ البعض ممن يستغل حاسوبه الشخصي لتخزين صور النساء العاريات والفنانات الفاتنات، أما في شؤون المهنة فللإثارة مفاهيم أخرى. ما سبب صراعك مع أحمد نشاطي، مدير المطبوعات الصادرة باللغة العربية في مجموعة "ماروك سوار"، لدرجة دفعته إلى رفع رسالة إلى محمد الجواهري المدير العام للمجموعة ينتقد فيها بحدة جريدة "الصباحية"؟ الأمر لا يتعلق بصراع، فالصراع يعني أطرافا متساوية، فيما أنا أعتبر نفسي أصغر من نشاطي، تجربة، وسنا، وطموحا، وأساليب، فعلى ما سمعت، وأؤكد، حسب ما سمعت، الرجل قديييم فالصحافة، وأنا حديث العهد، المفروض أن يكون مثلا أستاذا لا ندا ولا عدوا ...مرة أخرى، ومن باب تصحيح المعلومات، أنا لم أصارع الرجل يوما، وحقيقة لا أملك من الوسائل ما يجعلني قادرا على مصارعته، فهو تمرس في اليسار، وأنت أدرى بقدرات اليسار في هذا الباب، فإن كان يكن لي الكره فلك أن تسأله حول الموضوع، إنما لا بأس أن أشرح كيف تعرفت على الرجل. لعمري ما سمعت يوما باسم الرجل إلى أن "جلبه" إدريس العيساوي إلى "الصحراء المغربية"، وبالتأكيد الجميع في "الصحراء المغربية" يتذكر كيف تعامل معه عثمان العمير بعد "مرافعة" طويلة استعرض فيها مساره المهني، فإذا بالعمير، الله يذكرو بخير، حاد بوجهه وقال ما يفيد "الجرائد التي اشتغلت فيها كلها أغلقت"، والتعليق يحمل ما يحمل على كل حال، حدث أن التقيته في محطة القطار، ولا أتذكر من بالتحديد من الزملاء قال إن هذا صحافي يسمى أحمد النشاطي ملتحق حديثا ب"الصحراء المغربية"، ما من يوم تبادلنا حتى التحية، فأنا "جاهل" باليسار، وبالتالي لا أعرف "رموزه"، ولم أقرأ جريدة "أنوال" يوما التي يُحكى أنه جاء منها وغادرها لأسباب ما (هو أدرى بها)، ولا أعرف اليسار الاشتراكي الموحد، ولا منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وبالتالي لا يمكن أن أعرف "النشاطي"، لأنه يتحدر من ذلك كله، وهو محظوظ حقيقة أنه تربى في هذا الوسط النبيل رفقة شخصيات أثرت وما زالت تؤثر في البلاد، شخصيات ناضلت وضحت. على كل حال، وددت فقط أن أشرح بأنه لم يسبق لي أن عرفته، أو تعاملت معه، إلى أن التحقت ب"الصباحية". وحتى بعد التحاقي لم نتبادل يوما التحية، فهو كان ميالا إلى عدم التعامل مع من لا يعرفهم، وأعتقد أننا ربما تبادلنا الكلام أول مرة ونحن على متن سيارة المؤسسة التي كانت تنتظره في محطة القطار، ومن ضمن الكلام الذي قال لي ملاحظات حول "نيشان"، وكنت جالسا في المقعد الخلفي أكتفي بالإنصات، وبين الفينة والأخرى أقول نعم، فهذه عادتي مع أي كلام "على العواهن". توالت الأيام إلى أن عينت رئيسا للتحرير، وكان أول ما قال أن هنأني، وانتقد أيام حسن العطافي وكيف أن الأخير، على حد قوله، يكره "الصحراء المغربية"، ويصر على وضع الحواجز بين هيأتي تحرير "الصحراء المغربية" و"الصباحية"، وغير ذلك، فقلت له، إن كنت أتذكر، إيوا الله يهدي ما خلق، وهذه أيضا طريقتي في التعليق حين أكون راغبا في إنهاء حديث لا يروقني، كان أول ما أثارني في الزميل الجديد هو أنه حذرني من إزالة مكتب رئيس التحرير، فللعلم أول ما طلبت من الجواهري بعد تعييني رئيسا للتحرير أن أتخلص من المكتب الخاص برئيس التحرير، فكنت أفضل أن أكون قريبا من الصحافيين، هذا الأمر حذرني منه النشاطي، وقال ما يفيد إنه يجب أن أحتفظ بمكتب مستقل، وكان حينها لا يملك مكتبا خاصا به كرئيس تحرير ل"الصحراء المغربية". استمرت العلاقة عادية، أقرب إلى البرود، فهو كان ميالا إلى الثرثرة معي، وأنا كنت مشغولا أكثر بالعمل، وكنت أكره فيه أنه كثير الملاحظات، مرة حول العناوين، ومرة حول "البرا كاصي" اللي عندو، لم أكن رافضا للملاحظات، وإنما أرفضها ممن لا يعمل بها هو نفسه، يعني شطب باب دارك عاد شوف مع الجيران، على محال، وقد بقيت شهورا أتساءل: آش كيدير هاد الراجل، وشنو هي خدمتو؟ الحاصول الله يكمل بيخير، والله يسامح. هل خلافك مع النشاطي كان هو السبب وراء مغادرتك جريدة "الصباحية" أو هناك أسباب أخرى؟ كان من ضمن الأسباب، فالرجل اكتشفت فيه قدرة خارقة على الانتحارية والارتماء في بعض المعارك المجانية، يكفي أن تقول له إن فلان قال سوءا في "ماروك سوار" حتى تجده دبج مائة صفحة ينتقد فيه بأسلوب غير مقبول أحيانا، حدث يوما أن بلغنا أن صحافيا قال في حضرة ياسين المنصوري إن "الصباحية" تشكل النشاز في "ماروك سوار" وأنها تنشر أخبارا حول التعذيب في معتقل تمارة، فاجتمعنا، أنا والنشاطي والجواهري، ندرس كيف سنرد على الأمر، خصوصا أن الخبر نشر في واحدة من الصحف، اقترحت افتتاحية تصدر في "الصباحية" تذكر بالخط التحريري لها، فيما هو حضر أربعة صفحات كلها كلام أقرب إلى "التقلاز"، وصراحة كنت أعاف أسلوبه في الرد على منتقديه، وفي نهاية المطاف قلت لهم أرجو أن تتركو "بوصنطيحة" يتكلف بالرد، فرد "بوصنطيحة" في مائة كلمة أو أقل أو أكثر بقليل وكفى الله المؤمنين شر القتال، الأمر نفسه فعله مع رشيد نيني قبل ذلك. وعلى ذكر "بوصنطيحة"، رحمه الله، فقد أغضب زميلنا بشكل لا يوصف، الحكاية وما فيها أن "الصحراء المغربية"، في أسفل صفحتها الأولى، كتبت يوما مقالا من لبنان يتحدث عن انتقادات كبيرة لبرنامج بثته قناة لبنانية واستضاف مغربية احتفت باحترافها الدعارة، المقال كان عاديا جدا، إنما ما كان مثيرا فيه هو أنه أضيفت إليه عبارات من قبيل: وهؤلاء لا يعرفون المكانة التي وصلت إليها المرأة المغربية في ظل كذا وكذا وكلام غليض جدا لا يقوى على نطقه لسان، والواقع أن صحفا كثيرة كتبت حول الموضوع، فقام "بوصنطيحة" بسذاجته، كما اتفقت عليها مع المدير العام قبل خلق هذه الشخصية، منتقدا هذا "الجهل"، والغضب كل مرة بسبب مغربية ترقص هنا أو تتحدث هناك، وبين الفينة والأخرى الحديث عن المؤامرة، وهذا الهراء. والغريب أن الزميل النشاطي اعتقد جازما بأن بوصنطيحة "طحن" الصحراء المغربية، وهذا غباء ما بعده غباء وقصر نظر لا يوصف.ضحكت لرد الفعل بعدما بلغني بعض "الطشاش" حول الرجل. إنما حين تلقيت نسخة من الرسالة التي عممها على العاملين في "ماروك سوار"، وليس إلى المدير العام كما يفترض ذلك احترام مؤسسة العمل، يكيل فيها السب ل"الصباحية" ويتهمها بأنها تنشر قيم الانحلال، وأنها صارت صوتا للمهربين الدينيين وغير ذلك، وما عرفت شنو شي مصائب كحلا، وينصب نفسه حاميا للمؤسسة، بحال يلا ما عندهاش ماليها، ويهدد بالمغادرة في حالة استمر هذا التسب على حد تعبيره، الله أودي مالك أوليدي على حالتك، استغربت وقلت مع نفسي أواااه، هذا كله بسبب "بوصنطيحة" لعنه الل عليه (زعما على بوصنطيحة)، يا للغباء. حاولت أن أصدق بأن الأمر ربما حقيقة، وأن الرجل "جاتو الغيرة" على "الصباحية"، وليس منها، فإذا به يواصل "غزواته" المعادية، وللتاريخ لم أحاول أن أفهم منه ولا أن أفهمه الحقيقة، اتصلت بالمدير العام وطلبت منه، منفعلا، بأن يوقف هذا الرجل عند حده لأن الأمر فيه بسالة، وقلت له بالحرف: إذا رغب في ا"لصباحية" فأنا متنازل عنها له ولا داعي لمثل هذه الأساليب. وهكذا قدمت استقالتك؟ منذ هذه الواقعة شعرت بأن في الأمر إن، وبأن رضوان الرمضاني يزعج، ومن عادتي أنني لا أقبل أن أكون ثقيلا، فقصدت الجواهري، الذي كان مهيأ للأمر، وقدمت استقالتي وشرحت الأسباب.إنما حاشى أن يكون النشاطي وحده سببا، فهذا شرف لا ينبغي أن يدعيه، ربما كان أتفه الأسباب، فقد كان هناك خروج عن الاتفاقات التي التزم بها الجواهري لأقبل برئاسة التحرير، خصوصا على المستوى التحريري، وقد تفهم الأمر، وربما كان ينتظره، بل ربما كان يبحث عنه فتفاديت إحراجه، وقلت له بالحرف "ما غاديش نسالي معاك بحال اللي ساليت مع بنشمسي"، فضحك ملء فمه. كنت أشعر كما لو أن هناك من يحارب "الصباحية" ولا يرغب في أن تتطور. تصور مثلا: إقفال العدد يكون في الساعة 12 إنما لا تصل إلى الأكشاك إلا في العاشرة ليلا، إيوا بعنا بكري، وهنا لا بأس أن أحيي كل من رافقني في هذه المدة، كان هناك مجهود رائع، لهيأة التحرير، رغم الاختلافات الكبير في تقدير بعض الأشياء أحيانا، إنما فضلت الاستمرار بدل التركيز على الأشياء الصغيرة التي يفضل البعض الوقوف عندها. قاومت التهجمات، قاومت الإشاعات، قاومت الكثير من أجل مشروع آمنت به، إنما فشل الرهان، وهذه ليست نهاية الحياة، رب ما يخطئ فيعترفالمهم أنني اجتهدت، ويكفي أنني كنت أصر على أن أرافق توضيب الصفحة الأولى، وكنت أقرأ جميع الصفحات، كل يوم، وأصر على أن المقال إذا لم يستجب للشروط لا يجب أن ينشر.في هذا الوقت كان البعض يحترف "السفر" إلى الطابق السابع، لأنه ما كان عندو ما يدار، على كل حال التاريخ يحتفظ للحقيرين بصفة الحقارة، ومن يرضى لنفسه أنه يكون "كورسيي" فلِم تحاول أن تقنعه بأن يكون غير ذلك. وبالمناسبة أستغرب كيف لمح إلى أنني أتعامل مع الأجهزة بدعوى أن "الصباحية" لم تنشر خبرا حول تعرضه ل"اعتداء" على يد رجال العنيكري، دابا حنا نخليو الشعب كيقتلو الفيضان ونكتبو النشاطي ضربوه المرود؟ هذا يذكرني بعادل إمام في "الواد سيد الشغال" ساخرا من بونابارت "ساب الممالك والجيوش وقعد يسني عالأطباق"، وقد لمح، في حرب إلكترونية حقيرة على الفايس بوك، استدرجني إليها بأسلوب يساري متقادم (أعترف بذلك)، لمح إلى أنني أتعامل مع الأجهزة، تهمة تافهمة، وبالمناسبة أؤكد للرجل أن الجهاز الوحيد الذي أتعامل معه هو التلفزة والمولينيكس، أما تهمة العمالة فتهمة وسخة لا توجد إلا في أدمغة من ألفوا العمالة، يشتغلون مع صحف اليسار، ويكتبون في صحف اليمين بأسماء مستعارة..وقد كان جوابي عليه واضحا، أكرره بالمناسبة، فلتثبت أنك صحافي أهل للمهمة التي تتقاضى عليها أجرا شهريا، أتحداه أن يقرأ 20 في المائة من المواد التي تصدر في المطبوعات التي "يشرف" عليها. أتحداه أن يصنع عنوانا واحدا مقروءا، أتحداه في كل ما شاء من شؤون المهنة، وأتحداه أن يتلخص يوما من أسلوبه البذيء في مناقشة الآخرين، وقد كنت صريحا معه حين قلت إنه أول رئيس تحرير في العالم يفشل في إدارة جريدة مجانية، "فابوروأرجو" ألا يضيع وقته في الرد على هذا الكلام في منبر آخر غير "هسبريس"، وأنا مستعد لمناظرته إن هو استطاع إلى ذلك سبيلا، مع العلم أنه مشغول بأمور أخرى، لتدعيم طاقم "المغربية". كم كانت تبيع "الصباحية" من نسخة في اليوم وأنت تغادرها؟ أؤكد لك أنني لم أعرف يوما كم تبيع "الصباحية" ولا كم يجب أن تبيع، وصل بي الأمر إلى درجة أن قلت لجواهري المدير العام أعباد الله حاسبوني، كان هناك تجاهل تام ل"الصباحية".أعرف أن المبيعات تراجعت بعد تغيير الماكيط إنما شرعت في التطور تدريجيا، هذا مجرد استنتاج من جولاتي اليومية على الأكشاك، على كل حال كانت تبيع أكثر من "الصحراء المغربية"، الأخيرة التي قيل، إبان إغلاق "الصباحية"، إنها ستتطور، وستصدر في 24 صفحة، ووو.. هل صحيح أن فؤاد عالي الهمة كان يعتبر بأن جريدة "الصباحية" تعمل على انتقاده بإيعاز من جهات معينة وكان يشتكي من هذا الأمر كثيرا لإدارة مجموعة "ماروك سوار"؟ ربما، كثيرا ما تلقيت هذه الملاحظة، وأنا شخصيا كنت الوحيد الذي يكتب عن الهمة وحزبه، وقد تأكد لي الأمر بعد "أوامر" بعدم الكتابة عن الهمة إلا وفق ما تنشره وكالة المغرب العربي للأنباء. حدث هذا وقد كنت في عطلة، ممهدة للاستقالة، بعد عودتي قلت للجواهري بما أن ما اتفقنا عليه لم يعد قابلا للتحقق فلأنسحب إذن، قال لي ما يفيد بأنه معي حق، فتوادعنا على أمل اللقاء.غير أنه قال لي في اللقاء الأخير بيننا: يا لطيف انت روفيكس، حمدت الله لأن "ماروك سوار" لم تغيرني. فقد كنت دائما أردد: الداخل ليها مفقود، والخارج منها موجود، إنما للتاريخ أحتفظ بذكريات رائعة منها. ممن جاءك "الأمر" بعدم الكتابة عن فؤاد علي الهمة؟ الأمر لم يأت إلي، إنما إلى الزميل محمد معتصم، سكرتير التحرير، لأنني كنت في عطلة مدة أسبوع، وخلالها قدمت الاستقالة. قبل مغادرتك لجريدة "الصباحية" راجت أنباء عن إنشاء مجلة "الصباحية" وتحويلها إلى شركة مستقلة، فإذا بالمشروع يتم إقبار الحديث حوله، ما الذي وقع؟ صحيح، وقد كان الجواهري قد كلفني بالتفكير في المشروع، وفاتحت الزملاء في المشروع، وكان العدد الأول يفترض أن يصدر في ذكرى عيد العرش إلا أن الأمر لم يتحقق، قد تسألني: لم؟ سأجيب الله أعلم، كما لا أعلم لم تعثر مشروع رفع عدد صفحات "الصباحية" إلى عشرين. باختصار "الصباحية" في الحقيقة لغز كبير. واللغز الأكبر هو أن "الصباحية" أغلقت بعدما كان الاستعداد لتحويلها إلى شركة مستقلة، وقد أخبرنا الجواهري بالأمر رسميا في اجتماع مع هيأة التحرير، كما أخبرني بذلك في عز "الحرب" مع النشاط، وقال لي ما يفيد "صافي ما بقاش ليك بزاف معا حنا كنقلبو على المقره". صدر العدد الأول من "الصباحية في شتنبر 2007، وبعد عامين من صدورها اختفت الجريدة من الساحة، ما الذي حدث في اعتقادك؟ أجبتك: هي لغز كبير، الله أعلم، إنما تقديراتي تفيد بأن "ماروك سوار" بحر لا يستوعب ما في قيمة "الصباحية"، لا يمكن لمؤسسة صحافية أن تعيش الانفصام، وإقفالها كان عودة إلى الصواب، ما كان يجب لمشروع "الصباحية" أن يكون أصلا. راج اسمك كثيرا خصوصا بعد استقالك من الصباحية للانضمام إلى "الجريدة الأولى" لعلي أنوزلا رفقة العديد من زملائك السابقين في "نيشان" أمثال أحمد نجيم واسماعيل بلاوعلي؟ لم يعرض علي الأمر أبدا، وحدث مرة واحد، وقد كان ذلك بعد استقالتي من الصباحية، أن فاتحني الزميل علي أنوزلا في الأمر، إنما لم يتصل بي مرة أخرى، وأعتقد أن المشاكل المادية التي كانت تعيشها الجريدة الأولى كانت تصعب عليهم التفكير في إلحاق صحافيين آخرين. فيما يتعلق بنجيم وبلاوعلي وضعهم كان مختلفا لأنهم كانوا مساهمين في المشروع. خلال هذا الحوار قلت أنك "زير صحف" بعد تنقلك بين العديد من الجرائد في وقت وجيز، متى ستستقيل من إدارة تحرير إذاعة "ميد راديو" لتصبح أيضا زير إذاعات"؟ يضحك.. حاليا ليس هناك أي مؤشر على أنني سأغادر، فيبدو أن "ربي جاب لي اللي يعرف لي". أنا حاليا مرتاح جدا مع مولاي أحمد الشرعي، ونشتغل في تناغم كبير، بما يكفي من الاحترام المتبادل وأكثر، وأعتقد أنني سأتجاوز معدل سنة ونصف الذي اعتدت أن أغادر بعده كل منبر. خلال هذا الحوار الذي قسم لثلاث حلقات، كانت هناك العديد من التعليقات التي تخص الجوانب التي تحدثت عنها في مسارك الصحافي، أي من هذه الردود تود التعقيب عليها؟ شكرا لمن استقطع قليلا من وقته ليقرأ أمورا قد لا تعنيه، شكرا لمن علق وأشاد، وشكرا لمن علق وأنصف، وشكرا لمن علق وظلم، وشكرا حتى لمن علق باسم مستعار ليسب ويشتم ويقذف في أعراض الناس. أنا مستعد للحوار مع أي كان، حتى أشد أعدائي، إنما أكره الجبناء ممن يفضلون البقاء في الظلام، للأسف الأسماء المستعارة تجعل من الجبناء أبطالا، خليت ليكم الراحة، مسامحة. [email protected]