إرتفعت معدلات الفقر في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوى لها في نصف قرن، إلي حد أن تجاوز عدد الفقراء في العام الماضي 43,6 مليون مواطن إمريكي. وجاءت هذه البيانات في تقرير لمكتب الإحصاء الأميركي أفاد أيضا أن معدلات الفقر في الولاياتالمتحدة قد إرتفعت إلي نسبة 14,6 في المئة من إجمالي السكان في عام 2009، مقارنة بنسبة 13,2 في المئة في سنة 2008، لتبلغ أعلي مستوي لها منذ بداية إحصاء الفقراء في عام 1959. وإزدادت معدلات الفقر خاصة بين الأميركيين الأفارقة، يليهم المواطنون البيض غير اللاتينيين. فصرح ريد كريمر، المدير بمؤسسة "أمريكا الجديدة"، لوكالة انتر بريس سيرفس "من الواضح أننا نرى تأثير الركود وإنتشار المشقة في جميع فئات المجتمع". وقال أن معدلات الفقر "وخيمة" لا سيما في صفوف الأطفال، حيث يعيش 20،7 في المئة منهم حاليا في حالة فقر. “إنهم يتحملون ثمن الركود الذي سوف يؤثر علي التحصيل التعليمي وعلى الصحة أيضا". وبالفعل، فقد كشف تقرير مكتب الإحصاء الأميركي النقاب عن واحدة من تداعيات الركود على الصحة، فقد إرتفع عدد سكان الولاياتالمتحدة المحرومين من التأمين من 46،3 مليون في عام 2008 إلي50،7 في سنة 2009، ما يعني 16.7 في المئة من مجموع السكان. وذكّر كريمر بأن البيانات الواردة في التقرير تم جمعها في عام 2009 "ونظرا لأن الركود ما زال مستمرا ولأن والاقتصاد لا يتعافى بسرعة، فمن الأرجح أن تكون بيانات عام 2010 أعلى من ذلك". كما قيل أن الأرقام قد تقلل من أهمية هذه المشكلة نظرا للطريقة المستخدمة لقياس الفقر. ففي الولاياتالمتحدة، يتم تعريف الفقر بمقياس إنخفاض الدخل أو بما يتدني عن عتبة الفقر على الصعيد الوطني. لكن هذه العتبة لا تأخذ في الاعتبار التباينات الإقليمية في تكاليف المعيشة ولا الأصول التي قد تملكها الأسرة أو المنافع التي قد تحصل عليها. وبالإضافة إلى ذلك، فقد حُددت عتبة الفقر منذ عقود طويلة وعلى أساس تكلفة سلة من السلع التي تعتبر ضرورية لبقاء الأسرة، وفقا لكريمر. فتتغير الكمية كل عام بتغير كلفة الضروريات، لكن محتويات السلة لا تتغير لتعكس أسلوب معيشة الأهالي. فاليوم، على سبيل المثال، ينفق الناس مزيدا من المال علي رعاية الأطفال والنقل مقارنة بالستينات حين وضعت الولاياتالمتحدة تعريف عتبة الفقر. وقالت غويندولين مينك ، مؤلفة كتاب "نهاية الرفاه"، أن ضعف شبكة الرفاهية الاجتماعية على مدى العقود القليلة الماضية، يلعب دوره أيضا، فمنذ عام 1980 "تآكل الدعم المقدم لذوي الدخل المنخفض بل وتم تجميده"