شيع لبنانيون في بلدة جبشيت (جنوب)، اليوم الجمعة، جنازة العلامة الشيعي السيد هاني فحص، الذي عرف بإسهاماته الكبيرة في حوار الأديان والتقريب بين المذاهب الإسلامية، والذي كان من الرافضين لتدخل حزب الله في القتال في سوريا. وشارك في مراسم تشييع جنازة فحص، الذي توفي يوم أمس الخميس عن عمر ناهز 68 سنة بعد صراع طويل مع المرض، عدة مئات من المواطنين وممثلين عن مختلف القوى السياسية اللبنانية، وعدد من سفراء الدول العربية، إضافة لحشد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، الذين توافدوا إلى جبشيت مسقط رأس فحص. وانطلق المشيعون من حسينية (مسجد للشيعة) البلدة، حيث حمل النعش الذي لفّ بالعلمين اللبناني والفلسطيني على الأكتاف، وساروا في شوارع البلدة التي عمها الحزن والأسى على وفاة فحص الذي طالما اشتهر بمواقفه المعتدلة الداعية لنبذ العصبيات وتوحيد صفوف الأمة الإسلامية والتقريب بين مختلف المذاهب، والداعمة بشكل مطلق لقضية الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ورفع كثيرون من أهالي البلدة صور السيد فحص والشارات السوداء واللافتات التي اكدت أن لبنان خسر بوفاته عالما من علماء الاعتدال والفكر والأدب، كما حمل المشاركون بالجنازة الأعلام اللبنانية والفلسطينية إضافة لأعلام حركة فتح، التي انتسب إليها الراحل في سبعينيات القرن الماضي. وفحص، من مواليد العام 1946، أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة، كما عرف عنه معارضته الشديدة لمشاركة حزب الله بالقتال الى جانب قوات النظام السوري، معتبرا أن هذه المشاركة ستؤثر سلبا على الشيعة في المنطقة. ترشّح للانتخابات النيابية الفرعية عام 1974 متحالفا مع الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، لكن سرعان ما انسحب من المعركة بسبب اعتراض السيد موسى الصدر آنذاك، ثم عاد وترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية ولم يحالفه الحظ. انتسب فحص إلى حركة فتح أثناء وجودها في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، وهو من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وعضو في الهيئة الشرعية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وكان أيضا عضوا في الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين قبل أن يستقيل منه بعد المؤتمر الأول، وهو عضو مجلس إدارة وعضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية. ويعتبر الراحل أديبا وكاتبا وله ما يقارب من 13 كتاباً مطبوعاً منها: "ماضي لا يمضي"، "ذكريات ومكونات عراقية"، "تفاصيل القلب"، "في الوحدة والتجزئة"، "الشيعة والدولة في لبنان". *وكالة الأناضول