تناولت الصحف المغاربية، اليوم الثلاثاء، اجتماع المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني في الجزائر، ومستجدات المشهد السياسي والمسار الانتخابي في تونس، والجدل الواسع القائم في موريتانيا بشأن قرار الحكومة تحويل عطلة نهاية الأسبوع إلى يومي السبت والأحد. ففي الجزائر، توقفت الصحف عند اجتماع المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني المنعقد أمس الاثنين، كحدث فرض نفسه على الساحة السياسية على خلفية قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة (الرئيس الشرفي لهذا الحزب العتيد)، مؤخرا، بفصل ممثله الشخصي عبد العزيز بلخادم من كافة مؤسسات الدولة وكذا من جميع هياكل الجبهة التي سبق لبلخادم أن تولى أمانتها العامة. وتناقلت الصحف مداخلة عمار سعيداني، الأمين العام للجبهة، التي وصف فيها تنحية بلخادم من منصبه في رئاسة الجمهورية ب"اللاحدث"، موضحا أن الفصل في ملفه الانضباطي "سيستند إلى القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب". وتعليقا على عدم إدراج ملف بلخادم ضمن جدول هذا الاجتماع، قالت (الشروق) إنها "خطوة تؤكد استشعار سعداني بالحرج"، وكتبت "الأوساط السياسية والإعلامية كانت تتوقع أن تكون مسألة فصل بلخادم من الحزب، في مقدمة جدول أعمال اجتماع المكتب السياسي، سيما وأن برقية وكالة الأنباء الجزائرية التي حملت نبأ إقصاء بلخادم من الدولة والحزب، كانت قد أشارت إلى +اتصالات جرت مع الأمين العام للأفلان قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء مهامه داخل الحزب، ومنعه من المشاركة في نشاطات كل هياكله+، غير أن سعداني خالف كل التوقعات باستبعاد الملف". كما تناقلت صحف مناشدة سعيداني خلال الاجتماع السياسيين "الانخراط في النقاش حول تعديل الدستور، من أجل تجاوز المرحلة الراهنة"، ودفاعه عن "التقارب الحاصل بين حزبه وجبهة القوى الاشتراكية" المعارضة. ارتباطا بمشروع تعديل الدستور الذي لم يبرمج في الدورة الخريفية للبرلمان، أوردت صحف تصريحا لخليل ماحي وزير العلاقات مع البرلمان عزا فيه ذلك إلى "عدم إصدار الوثيقة النهائية المتضمنة التعديلات الدستورية من طرف وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى"، مضيفا أن هذه المسألة "ليست مطروحة على مجلس الحكومة ولا على مجلس الوزراء، وبالتالي لن تكون مطروحة على البرلمان في هذه الدورة". من جهة أخرى، أفادت صحيفة (الفجر) بأن أحزاب قطب التغيير (معارضة) قررت استضافة أعضاء تنسيقية الانتقال الديمقراطي (تضم شخصيات سياسية ورؤساء حكومة سابقا وأكاديميين)، يوم الأحد المقبل، بهدف ضبط أجندة الثلاثة أشهر المقبلة وتحديد نوعية الأنشطة التي سيتم عقدها "والتي تستهدف المواطن من خلال محاولة إقناعه بتبني خيار التنسيقية والمتمثل في ضرورة الانتقال الديمقراطي". وأولت الصحافة التونسية، على الخصوص، اهتماما لمستجدات المشهد السياسي والمسار الانتخابي. في هذا السياق، وتحت عنوان "بعد أسبوع من فتح باب الترشحات للانتخابات الرئاسية ستة مترشحين إلى حد الآن، والمرزوقي وبن جعفر في الانتظار"، كتبت صحيفة (المغرب) أن فوزي السعيدي رئيس حزب 17 ديسمبر للتنمية قدم يوم الجمعة ترشحه للانتخابات الرئاسية ليصبح عدد المرشحين ستة، وهم الصحفي سعيد الصافي والهاشمي الحامدي مؤسس (تيار المحبة)، والعربي نصرة رئيس حزب (صوت الشعب)، والباجي قائد السبسي رئيس حزب (نداء تونس)، والقاصي الحبيب الزمالي"، مضيفة أن حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية (معارضة) سيقدم ترشيحه يوم الخميس القادم. وتحت عنوان "إنهم عائدون"، توقفت صحيفة (الصباح) عند عودة منذر الزنايدي، الوزير في عهد النظام السابق وأبرز عضو في عدة حكومات متعاقبة عينها بن علي، إلى أرض الوطن، مضيفة أن "حشدا غير مسبوق من أصدقائه وأنصاره والمؤيدين له لخوض غمار الانتخابات الرئاسية فضلا عن عدد من السياسيين وأنصار (حزب التجمع) المنحل، كان في استقباله. وفي نفس السياق، كتبت صحيفة (الشروق) أن الحديث عن منذر الزنايدي في اليومين الأخيرين لم يقتصر فقط على عودته وعلى الاستقبال الذي حظي به وعلى براءته من القضية التي علقت به، بل تعداه إلى الحديث عن استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية، مضيفة أن ما جرى "يدفع إلى التساؤل عن مدى تأثير ذلك على المشهدين السياسي والانتخابي اليوم في تونس". في المقابل، كتبت صحيفة (الضمير) أن استقبال منذر الزنايدي "أثار استياء كبيرا في صفوف المواطنين وعدد من السياسيين، منهم من رأى في استقباله عملية استفزازية لشعب وثورة كانت من أهم مطالبها القطع النهائي مع النظام السابق ومنظومة الفساد، ومنهم من ذهب إلى كون رجوع الزنايدي إلى تونس ما هو إلا دليل على معركة داخل المنظومة السابقة ورموزها ولن تتأثر بها تونس الثورة". وما يزال الجدل الواسع القائم في موريتانيا بشأن قرار الحكومة تحويل عطلة نهاية الأسبوع إلى يومي السبت والأحد، ابتداء من فاتح أكتوبر المقبل ، يستأثر باهتمام الصحف المحلية على مختلف مشاربها. وفي هذا الصدد، كتبت (الأمل الجديد) بخصوص معارضة طيف واسع العمل صباح الجمعة "يقينا يوم الجمعة يوم عبادة جماعية بامتياز عند كل الشعوب المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها ( .... ) ولكنه يوم عمل استثنائي وانتشار بأمر من الله لابتغاء فضله جل جلاله". أما صحيفة (القلم) فترى من جهتها أن قرار تحويل العطلة الأسبوعية إلى السبت والأحد أملته إكراهات اقتصادية. وقالت "موريتانيا لا يمكن أن تدير ظهرها للعالم خاصة وأنها تستورد 90 بالمائة من حاجياتها من الخارج". وبخصوص معارضة شريحة من المجتمع للقرار بدعوى أن العمل صباح الجمعة يحول دون أداء البعض صلاة الجمعة، اعتبرت الصحيفة أن هذا التبرير واه، مبينة أن الوقت الفاصل بين انتهاء العمل في منتصف النهار وموعد صلاة الجمعة كاف لذلك، بالاضافة إلى كون المساجد متواجدة بكثرة خاصة في العاصمة نواكشوط، كما أن العديد من المؤسسات لها مساجدها الخاصة. ومن جهتها، أكدت (لوكوتديان دو نواكشوط) أن دوافع اقتصادية موضوعية كانت وراء قرار تغيير عطل نهاية الأسبوع، وذلك مراعاة للمصالح الاقتصادية للبلاد وتمكين الفاعلين الاقتصاديين والإدارات المعنية من تحسين تنافسيتهم". على صعيد آخر، توقفت مجموعة من الصحف عند دعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، رئيس الاتحاد الإفريقي، أمس الاثنين في مالابو ، إلى تسريع تنفيذ مشروع المركز الإفريقي للوقاية من الأمراض ومحاربتها، الذي كانت قمة أديس أبابا قد أقرت إنشاءه، وتذكيره بالتحدي الذي تواجهه بعض بلدان القارة الإفريقية بفعل تفشي فيروس (إيبولا) الفتاك، الذي قضى، في فترة وجيزة على العديد من الضحايا دون أن تمكن الإجراءات المتخذة من الحد من خطورته أو إيقاف انتشاره. كما أبرزت دعوة الرئيس ولد عبد العزيز إلى إنشاء مركز إفريقي للبحوث الزراعية والبيطرية يمثل إطارا معرفيا للباحثين الأفارقة ويساهم في تحسين المحاصيل الزراعية ويتيح استغلالا أمثل لمنتجات الثروة الحيوانية بغية تحقيق الأمن الغذائي في القارة.