أفاد مركز بحثي ببلجيكا أن أغلب الأقلية المسلمة في بروكسيلوبلجيكا بصفة عامة تتكون من المغاربة والأتراك، أكبر كثافتين سكانيتين من أصول مهاجرة، حيث يبلغ عدد المهاجرين من أصول مغربية حوالي 250 ألف شخص، فيما يبلغ عدد الأتراك حوالي 130 ألف نسمة. وأوردت إحصائيات حديثة أصدرها مركز Research Center Pew أن عدد المسلمين في بلجيكا ارتفع إلى أكثر من 630 ألف نسمة، ما يعني أن نسبة المسلمين في بلجيكا تشكل حاليًا 6% من عدد السكان، وذلك وفق أحدث التقديرات حول عدد السكان في البلاد. وتحتل بلجيكا، بحسب التقديرات السكانية، مركزًا متقدمًا على لائحة الدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من المسلمين، مثل فرنسا وسويسرا، حيث تبلغ نسبة المسلمين هناك 7,5% والنمسا بنسبة 5.5%. وحول توزيع المسلمين جغرافيًا في البلاد، تشير التقديرات إلى أن نسبتهم في شمال وجنوب بلجيكا تصل إلى 4% في كل منها، إلا أنها تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في العاصمة بروكسل، حيث تصل إلى 22%، وهو أمر يناقض بذلك الأرقام التي نشرتها بعض الصحف المحلية سابقًا التي أكدت أن 33% من السكان يدينون بالإسلام. ويؤكد مراقبون أن هذه التقديرات تفتح الباب أمام جدل اجتماعي وسياسي واسع حول الاندماج والهوية وسياسة الهجرة. وشهد منتصف القرن الماضي موجة هجرة جماعية من العمالة الرخيصة من دول البحر الأبيض المتوسط، وذلك في أعقاب الحرب العالمية الثانية. ويتمتع الجيل الرابع من أبناء المهاجرين المسلمين بالجنسية البلجيكية، كما يحظون بكامل الحقوق التي يتمتع بها سكان بلجيكا الأصليين. وينص الدستور البلجيكي على السماح بحرية الأديان وحرية التعبير للأفراد، كما يسمح للمسلمين هناك ببناء دور العبادة والمساجد، حيث تكثر في العاصمة بروكسل وثاني أكبر مدينة بلجيكية وهي إنفيرس. ويشكل الإسلام ثاني أكبر ديانة في بلجيكا متفوقا بذلك على الديانة اليهودية والبروتستانتية، ويتم تدريس مادة الإسلام في المدارس البلجيكية منذ العام 1975، أسوة بتدريس الديانات الأخرى، كما يقوم حوالي 700 مدرس ومدرسة من المسلمين بالتعريف بتعاليم الإسلام في المدارس الابتدائية والثانوية. وحري بالذكر أن مركز بلجيكا للمساواة والمكافحَة ضد العنصريَّة، سبق أن أصدر تقريرًا في فبراير المنصرم، أظهرَ أنَّ عدد المغاربة المقِيمين بصفة نظاميَّة في بلجيكا، بداية العام الفائت، استقرَ عند 83.271، ممثلِين بذلكَ الجاليَة الأكبر في البلاد، بعد الأوروبيين الذين يتبوءون الصدارَة.