أظهرت دراسة جديدة أجراها معهد PEW أن عدد المسلمين في القارة الأوروبية سيزداد حتى من دون الهجرة الخارجية. وقد وضع الباحثون ثلاثة سيناريوهات، مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة السكان المسلمين الأوروبيين ابتداء من منتصف 2016، والبالغ عددهم 25.8 مليون نسمة، أو ما يعادل حوالي 4.9 % من مجمع سكان القارة العجوز. واعتمدت الدراسة، بالإضافة الى نسبة المسلمين، إلى عدة عوامل رئيسية، كمعدلات النمو السكانية وبيانات البحوث وبيانات الهجرة. واستندت الدراسة إلى ثلاثة سيناريوهات؛ ففي حالة عدم وجود أي هجرة على الإطلاق، وهو سيناريو غير محتمل حسب الباحثين، فإن نسبة نمو المسلمين الأوروبيين سترتفع من 4.9 % إلى حوالي 7.4% بحلول العام 2050. ويعزو الباحثون في معهد PEW ارتفاع هذه النسبة إلى اعتبار أن متوسط الأعمار لا يقل عن 13 سنة بالمقارنة مع باقي السكان الأصليين، وغالبا ما تتكون العائلات المسلمة من أكثر من فرد، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الخصوبة لدى المرأة المسلمة بمقابل نظيراتها الأوروبيات. وفي هذا السناريو، سترتفع نسبة المسلمين في هولاندا من 1.2 مليون نسمة إلى 1.5 مليون بحلول العام 2050. ووفقا لسيناريو الهجرة المتوسطة، والتي تنشأ لاعتبارات اقتصادية، أو الدراسة، أو لم شمل الأسر، وإذا قمنا بإضافة اللاجئين الراغبين في الحصول على اللجوء في أوروبا . وحسب معهد PEW ستصل نسبة السكان المسلمين الأوروبيين إلى حدود 14.2% وهو ما يعادل حوالي 58.8 مسلما بحلول العام 2050، وستصل نسبة السكان المسلمين في هولاندا مثلا إلى 12.5 %، في فرنسا ستصل هذه النسبة إلى 17,4%، في السويد إلى حوالي 20.5% من مجموع السكان. في المقابل، ووفقا للسناريو الثالث أو سيناريو الرعب وفقا للساسة الأوروبيين، ويفترض فيه الباحثون ارتفاع معدلات الهجرة، وارتفاع أعداد اللاجئين، في هذه الحالة يتوقع استمرار تدفق اللاجئين بالإضافة إلى الهجرة من سنة 2014 مرورا بسنة 2016 وحتى العام 2050 في هذا السيناريو. ووفق المصدر، ستصبح نسبة المسلمين في عدد من الدول الأوروبية كالآتي: السويد 30.5%، وألمانيا 19.7%، والنمسا 19.9%، وبلجيكا 18.2%، وبريطانيا 17.4%، وهولاندا 15.2% من مجموع السكان. ويعتبر الباحثون أن هذه النسب لن تؤثر في تركيبة السكانية للقارة العجوز، بل سيظل المسلمون الأوروبيون أقلية بكثير بالمقارنة مع نظرائهم الأصليين المسيحيين واللادينيين. في السنوات الأخيرة، ظل هاجس أسلمة أوروبا هاجس الساسة والأحزاب والانتخابات الأوروبية، مع ارتفاع نسبة المسلمين في فرنسا وهولاندا وألمانيا وغيرها من البلدان الأوروبية، كما كانت الهجرة والإسلام من أهم القضايا المطروحة، ويخشى اليمين الأوروبي من أن يؤدي تدفق الملايين من طالبي اللجوء، بمن فيهم الكثير من المسلمين، إلى تهديد القيم الثقافية، الاجتماعية لأوروبا المسيحية .