في الصورة مغاربة يحتجون قرب المعبر الحدودي لمليلية المحلتة-أرشيف ألغت جمعية بني زناسن للثقافة والتنمية والتضامن التحرّك الدولي الذي كان مقرّرا تفعيله يوم أول أمس الأربعاء من أجل لتخليد ذكرى الأحداث الأليمة التي نالت قبل 5 سنوات من 11 مرشّحا للهجرة السرّية، منحدرين من دول واقعة جنوب الصحراء الكبري، بمحاذاة السياجات الشّائكة المحيطة بمدينتي سبتة ومليلية.. وقد اتّخذت الجمعية المذكورة قرارها بشكل فجائي بحلول ساعة جدّ متأخّرة من ليلة "الثلاثاء الأربعاء".. هذا قبل أن يبلّغ النشطاء الحقوقيون الدوليون الذين كانوا بصدد التحرّك تحت لواء ذات الجمعية المغربية من مدينة وجدة صوب بوّابة مليلية على المعبر الحدودي ببني انصار. النشطاء المغاربة والأجانب الذين أشعروا بإلغاء تحرّكهم، وهم الذين أنهوا عشيّة الاثنين الماضي أشغال ندوة مخصّصة للتباحث الجمعوي حول شؤون الهجرة والحدود، اعتبروا بأنّ العامل الفجائي الذي أحاط بكافة جوانب القرار غير المنتظر من جمعية بني يزناسن، المعروفة اختصارا ب ABCDS، قد جاء "مُفتقدا تماما للمبرّرات القويّة".. وهو الانطباع الذي استمرّ سريانه بين تعداد نفس النشطاء رغما عن انعقاد جلسة الحوار الدّاخلية التي جمعتهم صباح يوم أول أمس الأربعاء بهشام بركة، رئيس الجمعية المنظّمة،.. وهي الجلسة التي أورد فيها بركة بأنّ "قرار الإلغاء الذي صدر تجاه التحرّك الاحتجاجي الدولي الذي دعي إليه بمحاذاة مدينة مليلية.. قد تمّ بعد الوقوف على وجود أطماع لأشخاص يرومون استغلال التحرّك لتحقيق مآرب شخصية". الحقوقيون الدّوليون المنحدرون من دول أوروبية عديدة وأخرى إفريقية أعلنوا عن احترامهم لقرار ABCDS رغم عدم وجود سبب مقنع يقف خلفه، كما عبّروا خلال ذات اللقاء الصباحي الطارئ الذي فُعّل يوم أول أمس بالطّابق السّادس من "دار الكهربائي بوجدة" عن وجود مؤشّرات تجعل المشاركين مقتنعين بصدور القرار الفجائي في آخر لحظة من قِبل أمنيين مغاربة قبل تمريره للمعنيين بالأمر عبر رئيس الجمعية المُنظّمة.. إذ قال وِينِي مِيدِينَا، بصفته نقابيا ضمن تنظيم "الفاعلين على الميادين الإسبانية"، بأنّ "ما أقدم عليه المنظّمون قد أثبت بأنّ مجهودت التوحيد والبناء هي أصعب بكثير من بساطة الهدم الذي لا يستلزم سوى قرارات سريعة تأخذ ليلا ويُشعر بها صباحا".. هذا في الوقت الذي أورد علي الباز، عن جمعية "العمّال المغاربيين بفرنسا"، بأنّ "ما أقدمت عليه جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن قد جعل قدوم النشطاء الدوليين والمغاربة إلى وجدة فارغا من محتواه" قبل أن يردف: "اتخاذ قرار الإلغاء في أواخر اللحظات يعدّ أمرا غريبا ويشير إلى وقوف ضغط أمني وراءه"، ثمّ يتسائل: "هل تمّ الضغط على المنظّمين الذين أضحوا يفعّلون رقابة ذاتية مفاجئة ضدّ خطواتهم المقرّرة؟". النشطاء الحقوقيين القادمون من تركيا واليونان وألمانيا وهولندا وإسبانيا وفرنسا والسنغال والجزائر وموريتانيا ومالي لم يقتنعوا بتبريرات رئيس جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن الذي برّأ الأجهزة الأمنية المغربية من القرار المتّخذ، كما لم يعيروه أيّ انتباه وهو يحاول الالتفاف حول المستجدّ باعتباره "تأجيلا إلى وقت لاحق".. إذ فعّل "ضيوف وجدة" مبادرة شخصية حاولوا بها قصد مدينة مليلية عبر سيّارات الأجرة الضامنة للنقل صوب النّاظور.. وهو الأمر الذي لم يتمّ جرّاء امتناع النّاقلين عن تقديم خدماتهم الحقوقيين المغاربة والأجانب، إذ تمّ التذرّع بخوض إضراب مهني لتغطية هذا الامتناع. وفي تصريح لهسبريس أفاد "آمَادُو مْبُوِي"، رئيس الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان، بأنّ عناصر ببذلة مدنية للأمن المغربي قد تمّ رصدها بمحطّة سيارات الأجرة التي قصدها الجقوقيون المغاربة والدوليون، قبل أن يضيف: "لقد حاورنا أشخاص أجانب عن قطاع النقل وحاولوا إيهامنا بخوضهم إضرابا مهني يمنعهم من مغادرة مدينة وجدة.. هذا في الوقت الذي اكتفى المهنيون الحقيقيون بمراقبة الوضع عن بُعد.. وما إن ابتعدنا عن المحطّة المذكورة حتّى عادت لنشاطها كما كان".. ويزيد: "لقد تمّ تقييد تحرّكات الوفد الدولي من طرف البوليس المغربي، وهو أمر مقبول ما دام الأمنيون يمارسون ما يتطلّبه عملهم وما دامت لنا قنواتنا المناسبة للردّ على هذا التصرّف.. إلاّ أنّ المستغرب هو تصرّف جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن التي استغلّت ثقتنا للانخراط في أنشطة بوليسية محضة".