ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة، اهتماماتها، بالخصوص، على المظاهرة التي نظمها أمس الخميس ببرشلونة الكطالونيون احتفالا بالعيد الكطالوني "ديادا" وتأييدا للاستفتاء حول استقلال كطالونيا بإسبانيا، وقرار الرئيس الأمريكي التدخل عسكريا في العراق وسورية لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية"، وشروع شركة "غازبروم" الروسية في تقييد إمدادات الغاز لمنع إعادة تصديره إلى أوكرانيا. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بالاستفتاء حول استقلال كطالونيا بإسبانيا، مبرزة في هذا الصدد المظاهرات التي نظمها القوميون أمس الخميس. وكتبت صحيفة (لوموند) أن هذه المظاهرات تشكل استعراضا جديدا للقوة من قبل الحركة المؤيدة للاستقلال، مشيرة الى أن رئيس الحكومة الإقليمية لكطالونيا ارتور ماس، الذي حرص على التأكيد على أن هذه الاستشارة ستجري في إطار قانوني، يعتبر أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة . وأضافت الصحيفة أنه يتعين على رئيس الحكومة إيجاد جواب يقدمه لمدريد من جهة، وللحركة الاستقلالية من جهة ثانية، اذا لجأت الحكومة المركزية إلى المحكمة الدستورية وعلقت هذه الاستشارة. أما صحيفة (ليبراسيون) فأشارت إلى أن موجة بشرية اجتاحت الخميس شوارع برشلونة، مضيفة أن استفتاء تقرير المصير لتاسع نونبر، تؤيده أغلبية واسعة من الكطلانيين، مقابل رفض مدريد له. واعتبرت أنه رغم الحماس المهيمن على المتظاهرين، فإن الكثير منهم لا يخفي شعوره إزاء العقبات التي يواجهها الاستفتاء، مشيرة إلى أن حكومة راخوي، التي تتجاهل المفاوضات، سترسل الجيش إذا تطلب الأمر ذلك لمنع هذه الاستشارة. من جانبها، أكدت صحيفة (لاتريبون) أن موافقة الاسكتلنديين على الاستقلال، أو حتى رفضهم الاستقلال بأغلبية بسيطة سيعزز إرادة وموقف الاستقلاليين الكطلانيين، مضيفة أن الضغط سيكون قويا على إسبانيا من أجل نهج نفس خيار لندن، أي ترك القرار للناخبين. وفي السياق ذاته، تناولت الصحف الاسبانية أيضا هذه المظاهرة التي نظمها الكطالونيون احتفالا بالعيد الكطالوني "ديادا" وشارك فيها آلاف الأشخاص المطالبين بتنظيم الاستفتاء بكطالونيا الذي ترفضه مدريد. وكتبت صحيفة (إل باييس)، تحت عنوان "الاستقلالية تحقق غرضها في الشارع لتمديد التحدي"، أن "المسلسل السيادي تلقى أمس صفعة أخرى من خلال المظاهرة الضخمة التي نظمت ببرشلونة للدفاع عن الاستشارة التي دعي إلى تنظيمها في التاسع من نونبر المقبل". وأضافت أن المتظاهرين، الذين قدر عددهم بمئات الآلاف، ضربوا موعدا لهم بعد ظهر أمس باثنين من شوارع المدينة الكطالونية الرئيسية، وهما غران بيا ودياغونال لتشكيل سلسلة بشرية في شكل حرف "في" باللاتينية رمز النصر، مشيرة إلى كلمة رئيس الجمعية الوطنية الكطالونية كارمي فوركاديل الذي دعا إلى هذا "التجمهر"، ولإخراج صناديق الاقتراع يوم الانتخابات في التاسع من نونبر المقبل. من جهتها، ذكرت صحيفة (إل موندو)، تحت عنوان "الحركة الاستقلالية تخرج للشارع"، أنه في "احتفالات ديادا للمرة الثالثة على التوالي، نزل مئات الآلاف من الكطالونيين، أمس، للشارع للمطالبة باستقلال كطالونيا" و"الضغط" على رئيس الحكومة الكطالونية أرتور ماس من أجل إجراء الاستفتاء في تاسع نونبر القادم، مهما كان قرار المحكمة الدستورية. وأشارت اليومية إلى أن أرتور ماس خرج في المساء من خلال خطاب متلفز ل"التحدث والاستفادة من نجاح مسيرة" ديادا. وتحت عنوان "ماس يتبنى احتفالات ديادا لفرض الاستشارة غير القانونية"، أوضحت صحيفة (أ بي سي) الموالية للحكومة، أن "آلاف الأشخاص دعوا إلى عصيان مدني خلال ديادا"، مشيرة إلى أنه بعد هذه التعبئة، دعا الزعيم الكطالوني أرتور ماس الحكومة في مدريد ل"الجلوس والتفاوض". وأضافت أن المجتمع المدني الكطالوني "لم يسكت أمام التحدي الانفصالي للرئيس أرتور ماس"، وأن اثنين من الأرضيات المدافعة عن وحدة إسبانيا والرافضة ل"المغامرات الانفصالية" ردت "أمس على الديادا بتنظيم مظاهرة في تاراغونا، المدينة الرئيسية الأخرى بكطالونيا، مطالبة أرتور ماس بالامتثال للقانون الإسباني". أما صحيفة (لارواثون) فأوضحت أن الجمعية الوطنية الكطالونية "تدفع أرتور ماس نحو العصيان المدني من خلال +في+ (حرف في باللاتينية) مكثف"، مشيرة من جهة أخرى إلى أن القناة التلفزية الكطالونية المحلية (تي في 3) خصصت 15 ساعة من البث لهذه المظاهرة و15 دقيقة فقط للعمل الدستوري". وفي بلجيكا، علقت الصحف المحلية على قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما القاضي بالتدخل عسكريا في العراق وسورية مع الشركاء العرب من أجل ضرب وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم (داعش). وكتبت صحيفة (لوسوار) أن الأمريكيين سيعيدون بشكل أفضل ما تم القيام به دون جدوى خلال السنوات العشر الأخيرة في المنطقة، أي تدريب وتكوين وتسليح جيش الدولة العراقية والقوات الكردية ومساعدة المعارضة السورية "المعتدلة". وأشارت إلى أن قيام الولاياتالمتحدة بمهاجمة تنظيم "الدولة الإسلامية" سيصب في مصلحة الدكتاتورية السورية، مضيفة أن مسلحي التنظيم يقومون بالفعل بالترتيب للتعامل مع الضربات الجوية. وفي السياق ذاته، تساءلت (لا ليبر بلجيك) ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تقوم بخلق وحش جديد على حدود العراق، مبرزة أن التاريخ يعيد نفسه بالفعل. نفس الاستنتاج، خلصت إليه صحيفة (لادرنير أور)، التي صنفت قرار باراك أوباما بتسليح المعارضة السورية المعتدلة من أجل محاربة عناصر "الدولة الإسلامية" بالمقامرة، مبرزة أن إرسال قوات برية خطوة محفوفة بالمخاطر. وفي روسيا، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن شركة "غازبروم" الروسية العملاقة، التي بدأت بتقييد إمدادات الغاز لمنع إعادة تصديره من أوروبا إلى أوكرانيا، أظهرت أنها قادرة على التأثير بفاعلية على هذه العملية، بعد رفضها توريد كميات إضافية طلبتها بولونيا بسبب موجة برد خفيفة، مما اضطر وارسو للتراجع عن إعادة التصدير. واعتبرت الصحيفة أن ذلك ليس فحسب تهديدا لكييف، وإنما أيضا إشارة لبروكسيل بضرورة التحرك النشيط لتسوية مشكلة الغاز الأوكرانية. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (فيدوموستي) عن المحلل ببنك "رايفايزن" أندري بوليشيوك قوله إن أسعار التسليم الفوري ستزداد في الشتاء، وكذلك استهلاك الغاز في أوروبا، ولن يتوفر لدى سلوفاكيا آنذاك فائض من الغاز للإمدادات إلى أوكرانيا. وبالمقابل، قال رئيس صندوق أمان الطاقة الوطني قسطنطين سيمونوف إن "غازبروم" لن تتمكن من وقف إعادة تصدير الغاز بالكامل عن طريق تقييد الإمدادات، مضيفا أن الشركة "لن تتمكن من توريد أقل الكميات للمستهلكين الأوروبيين لفترة طويلة، لأن ذلك قد يؤدي إلى الإخلال بالتزاماتها التعاقدية". من جانبها، نقلت صحيفة (إزفيستيا) عن بافيل زافالني نائب رئيس لجنة الطاقة في مجلس الدوما الروسي قوله إنه "من وجهة نظر علاقات العمل الطبيعية، فإن تصرفات الدول الأوروبية غير صحيحة، إذ أنها حصلت على تخفيض في سعر الغاز، وفي الوقت نفسه تحصل على ربح إضافي عن طريق إعادة بيعه. وبذلك لم يبق ل"غازبروم" إلا الإصرار على إلغاء إعادة التصدير، وإلا ستضطر لرفع الأسعار وإلغاء التخفيضات للدول المخالفة". أما صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) فذكرت أن الأزمة الأوكرانية وما ترتب عنها من توتر في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، أثار تساؤلات حول إمكانية الاعتماد على إمدادات موارد الطاقة إلى أوروبا. وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن على روسيا والاتحاد الأوروبي الاستعداد معا لاحتمال تعذر توريد الإمدادات المقررة عبر الأراضي الأوكرانية بحوالي 80 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، مشيرة إلى أن روسيا قد تقوم في هذه الحالة بزيادة نقل الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي".