اختار رئيس الدبلوماسية الجزائرية، رمطان لعمامرة، تجاوز التعليق على قضية الحدود بين المغرب وبلده، بالقول إنه لا يريد الخوض في جزئيات ما يحدث على ذلك المستوى مع "المغرب الشقيق"، معتبرا أن كل ما يحدث في الملف "ليس بالجديد". لعمامرة، الذي كان يتحدث بالعاصمة الجزائر في ندوة تهم "دور النساء في الحفاظ على الإستقرار"، قال إنه بلده تأمل في التوصل، في المستقبل، إلى "بعث بناء المغرب العربي الكبير على أسس واضحة وشفافة"، موضحا ضرورة احترام هذه المنظمة لحقوق "الجميع" و فتحها المجال "لكافة الشعوب للاستفادة من منفعة الاندماج و التكامل"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية. ويعد هذا التعليق عن العلاقات مع المغرب، الثاني من نوعه لوزير الخارجية الجزائري في أقل من 3 أيام، حيث كان لعمامرة قد نفى، يوم الاثنين الماضي في مؤتمر اقتصادي بتونس، وجود "أي خلاف أو نزاع" بين الرباطوالجزائر، مضيفا أن الجارتين المغاربيتين "محكومان بالعمل على تدارك التأخر المسجل في مجال الاندماج الاقتصادي"، حسب تصريحه للصحافة. ورهن المسؤول الجزائري، وفق زعمه، استقرار منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا بما أطلق عليه "الدور الريادي الذي تقوم به الجزائر كدولة محورية"، مدعيا أنها تتوفر على الموارد والإمكانيات "ما يؤهلها للقيام بهذا الدور الريادي". كما دعا لعمامرة إلى مزيد من التنسيق المغاربي من أجل "تحقيق قفزة نوعية تنموية"، فيما اعتبر أن "التكامل" أهم الشروط التي تتيح فرض وجود الدول المغاربية في العالم والدفاع عن مصالحهم "في عالم تسوده العولمة وترتبط فيه المصالح و الاقتصاديات بشكل يجعل الاقتصاديات الفردية و المبادرات غير المنسقة تكاد تكون تحديات يصعب رفعها". من جهة أخرى، أثار لعمامرة، في لقاء العاصمة الجزائر، احتمال تدخل عسكري مشترك بين الجزائر وفرنسا في ليبيا، خاصة بعد ترقب زيارة قائد أركان الجيش الفرنسي للمنطقة، حيث نفى المسؤول الجزائري أي قرار في ذاك الاتجاه، موضحا أن زيارة العسكري الفرنسي "طبيعية" و"لا علاقة لها بالأوضاع الأمنية في ليبيا". إلا أن لعمامرة عاد وأكد أن مباحثات ثنائية بين باريسوالجزائر تجري في الآونة الأخيرة بخصوص الملف الليبي، وتصفا بلده بالتي تعلب "دورا محوريا في المنطقة"، مشددا على أنه مع الموقف الأممي الداعي إلى منع وصول الأسلحة إلى البلد المغاربي "الأخضر"، الذي يعيش تمزقا سياسيا وعسكريا أعقب سقوط نظام الراحل معمر القذافي منذ سنتين من الآن.