أبدَى محمد ضرِيف، مؤسسُ حزب "الديمقراطيِّين الجُدد"، المقبل على عقدِ مؤتمرهِ التأسيسِي في 12 وَ13 منْ شتنبر الجارِي، عدمَ اكتراثِه بمَا قالَ إنَّها "قوالب جاهزة" يضعهَا البعضُ للتجربة الولِيدة، منْ قبيل نعتها بالنسخَة الثانيَة منْ "الأصالة والمعاصرة"، أوْ تسخيرهِ لاحتوَاء منتسبِي جماعة العدل والإحسان. ضرِيف الذِي يقبلُ على تولِّي رئاسة "الديمقراطيِّين الجُدد"، في الأيَّام القادمة، قالَ في حديثٍ مع هسبريس، إنَّ المسعَى منْ وراء تأسيس الحزب، هُو الاستفادَة من الهامش المتقدم الممنوح للأحزاب، في دستُور 2011، والفصل السابع منهُ تحديدًا، "لقدْ كان خطابُ التاسع من مارس إيذانًا تاريخيًّا بالانتقال إلى الملكيَّة الثانيَّة، ونحنُ نرى أنَّ المشهد الحزبِي بالمغرب يحتاجُ نفسًا جديدًا". وعنْ الأسباب التِي تكبحُ انتقال المغرب نحو الديمقراطيَّة رغم وجود دستُور متقدمٍ، يقُول ضريف إنَّ الإشكَال يكمنُ في طبيعة النُّخبَة السياسيَّة، التي لم تستطع تفعيل الدستُور، وهُو ما نبه إليه الملك، في الخطاب الأخير للعرش، بالإشارة إلى دستور متقدم ونخب عاجزة. "النخب السياسيَّة العاجزة، في المغرب تبحثُ عن الحلول السهلة، حسب ضريف، أمَّا إشكال بلوغ الديمقراطيَّة، فلا علاقة له بالنص الدستوري، لأن الأخير جد متقدم، سيمَا أنَّ تطورات كبيرة طرأت على أحزاب تاريخيَّة مثل الاتحاد الاشتراكِي والاستقلال، أوْ حتَّى التقدم والاشتراكيَّة المتواجد داخل الأغلبيَّة الحُكوميَّة. وعنْ قراءته للمشهد السياسي الراهن، يقول ضريف إنَّ الحُكومة عجزت عن الوفاء بما سبق لها أنْ تعهَّدتْ به للمغاربة، على أنَّه من غير الممكن تسوِيغ العجز، بوجود العدالة والتنمية، المتزعم للتجربة، ضمن ائتلاف حكومِي إلى جانب أحزاب أخرى". مردُّ ذلك، حسب المتحدث، إلى أنَّ البيجيدي، كان يعلمُ شأنَ آخرين، أنَّ لا حزبَ في المغرب يستطيعُ أنْ يشكلَ الحكومة لوحده دون الدخُول في تحالفٍ مع أحزاب أخرى، بسبب نمط الاقتراع، ممَّا يعنِي أنَّه كان على دراية بمَا ستفضِي إليه الخارطة السياسيَّة وهُو يسطرُ برنامجًا انتخابيًّا جدَّ متفائل. وينبهُ الأكاديميُّ المغربيُّ، إلى أنَّ ضعفَ المعارضَة لا ينبغِي أنْ تنظر إليه الحكومة كأمر إيجابِي، لأنَّ قوة المعارضة والأغلبيَّة تظلَّان متلازمتيْن، ويصعبُ تحقيقُ واحدة منهمَا دونَ الأخرى. سيما أنَّ المعارضة التي تعيشُ ضعفًا اليوم بالمغرب، توازيهَا أغلبيَّة عاجزةٌ أيضًا عنْ تحقيق وعودهَا. وعمَّا إذَا كان "الديمقراطيُّون الجدد" يعتزمُون خوض غمار الانتخابات الجماعيَّة والتشريعيَّة، القادمة في المغرب، يقول ضريف إنَّ من الأليق بحزبٍ لا يفكرُ في المشاركة في الانتخابات ألَّا يتأسس بالمرَّة، ويظلَّ بمنأى عن العمليَّة السياسيَّة، "نحنُ مقبلُون على المشاركة، وعلى تمثيلِ منْ يضعونَ ثقتهم فينا، وإذَا حظينا بحصَّة ناخبة، سنكُون جدَّ واقعيِّين". الواقعيَّة التِي اختارها الحزبُ الجديد لنفسه، حسب ضرِيف، تجعلهُ ينأى عن إبداء اصطفافٍ مسبق، إلى جانب توجه يساري أوْ ليبرالِي أوْ نحو ذلك "المشروع المجتمعِي، يهمُّ الكل، وليس لحزبٍ يديرُ الشأن العام، أنْ يتحدث عنه، يستطردُ المتحدث محيلًا إلى العدالة والتنميَة الذِي كانتْ له مواقف من حزب التجمع الوطني للأحرار، لكنهُ لمْ يتوان عن مطالبته بالانضمام إلى تحالفه بعد انسحاب الاستقلَال. وينهِي ضرِيف كلامه بالقول إنَّ البراغماتيَّة السياسيَّة، والانكباب على الإشكالات التي تعنِي المغاربة أكثر، هُو ما دعَا الديمقراطيِّين الجدد إلى أنْ يجعلُوا شعارَ مؤتمرهم التأسيسي المقبل "قليل من الإيديلوجيَا وكثير من النجاعة والفعاليَّة".