عمدت جريدة الشروق وواجهتها الإلكترونية على مدى أسابيع وأشهرعلى نشر ما قالت إنه اختراق حققه الصحفي أنور مالك أثناء حلوله بالمغرب ، وزار خلاله مدينة الداخلة جنوبه. الصحفي أنور الذي أنارت له المخابرات الجزائرية جيوبه ومخيلته مقابل أن يتحول إلى بيدق وبوق ودمية متحركة ، قبل أن يتقمص هذا الدور عله يحقق له الشهرة التي طالما حلم بها رغم خرجاته الإعلامية وآرائه الساقطة سهوا وعمدا .. هل دخل مالك " المقابل " المغرب بصفته صحفيا من جريدة الشروق ، وببطاقة مهنية ممنوحة من مؤسستها الإعلامية ؟ إن " رصيده " غير كاف لمواصلة إنجاز دور المعارض الهمام للرئيس والأزلام ، فمكانته لا تسعفه ولا " ترضيه " لكي يصرح أنه مكلف بمهمة صحفية يضطلع بها صحافيون وليس عسكريون سابقون مطرودون ؟؟ هذا المالك، الذي لم يتمالك نفسه إزاء عروض مخبري الشروق المغرية ، لم يستطع أن يتحرر بعد من ممارسات كانت سببا في دخوله السجن لقضايا نصب واحتيال وخيانة الأمانة و تخابر مع جماعات مسلحة وأمور أخرى كما اتهمته بذلك حركة مجتمع السلم الجزائرية... فوصف زيارته العلنية للمغرب واستقباله وتنظيم رحلات على شرفه باختراق ؟؟عجيب؟ يكشف عن جدوى مهمته من حيث لا يحتسب ، فكما يقول المثل " قد يصبح العسكري سياسيا ، لكن لسانه يظل عسكريا "؟ ما لم يقله مالك في الصحراء وعن الصحراء، بعدما أصبح من غير المغضوب عليهم من طرف عسكر النظام الجزائري ، أنه دخل هذه البلاد السعيدة واستقبلته بحسن نية ، وتنقل بين مدنها كما شاء ، وقال ما أراد ، وخاطب وسائل الإعلام بما أحب وبما كره ، وهو يعترف أنه تواصل مع الناس وامتطى سياراتهم وغاص في دوائر الظل ، وجال الأزقة والشوارع بحرية وأمان ،فهل يا ترى يقدر "صحفي" مثله أن يقوم بذلك بمخيمات البوليساريو ، ويتنقل ويصرح بما يريد ؟؟بالتأكيد لا ، فها هو المفتش العام لشرطتها يعتقل من قبل الاستخبارات الجزائرية وأعوانها لكي لا يقول رأيه جهارا وفي عين المكان بتأييده لمشروع الحكم الذاتي لأقاليم الصحراء ، فما بالك أن يتجول ويتنقل بين خيامها وثكناتها حرا طليقا ، في الرأي والحركة؟ وها هما الصحافيون يحتجزون ويطردون ويمنعون تباعا من القيام بمهمة صحفية وتغطية إعلامية طبيعية في الجزائر،حيث لا تسمح السلطة العسكرية الجزائرية لشخص أن " يخترق"ترابها ومجالها الأرضي إذا كان يحمل رأيا يخالف أجندتها، سواء في شمالها أو جنوبها حيث تعتقل أكثر من 40000 مواطن مغربي ؟ إذا كان أنور مالك يتحدث عن "اختراق " على إثر زيارته " الودية " للمغرب ، فهو في حقيقة الأمر مجرد " اختلاق " متعدد الأوجه ، اختلاق للصفة و للدور و للمهمة و للهدف و للغاية و للواقع و للحقيقة.. وقبل هذا وذاك ، فهو اختلاق جديد لشخصية قديمة سنخترقها لنكشفها له عل الذكرى تنفعه و تنفع أولياء نعمته وأمره .