غداة سعيِ الجزائر إلى سحبِ البساط من المغربِ في البحث عن حلٍّ للأزمة في مالِي، عقدَ وزيرُ الشؤون الخارجيَّة والتعاون، صلاح الدين مزوَار، لقاءً مع أمين الحركة الوطنيَّة لتحرير أزوَاد، بلال آغ الشرِيف، اليوم، بالرباط. اللقاء الذِي عقدهُ الشريف في الرباط، بعدمَا سبقَ لهُ لقاء الملك محمد السادس، مطلع العام الجاري، في مراكش، أعربَ فيه وزير الشؤون الخارجيَّة والتعاون، عن دعم المغرب لكافَّة الجهُود التِي تتوقُ إلى بلوغ حلٍّ سياسيٍّ، يكون عادلًا في شمال مالِي، ما دامَ محترمًا لوحدة وسيادَة البلاد. مزوَار أردفَ أن المغرب سيدعمُ مالِي في بلوغ الحل، وأنَّ الملكَ المغربيَّ حريصٌ على أنْ يحقق الشعب المالِي استقرارهُ وأمنه وتنميته، بالنظر إلى الروابط التاريخيَّة والرُّوحيَّة، التي تجمعُ المغرب بمالي، ودرء لخطر الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء الذِي يهددُ استقرار الدول المغاربية برمتهَا، مضيفا أن اللقاء بأمين عام الحركة يأتي ضمن إطار جهود التواصل والتشاور المستمرين للمغرب مع قيادتها لدعم أسس الحل السياسي الدائم والعادل بين الحكومة المالية والحركات الجادة بشمال مالي.ً رئيسُ الديبلوماسيَّة المغربيَّة أبرز أنَّ المغرب يظلُّ يقظا إزاء المحاولات التِي تهددُ استقرار المنطقة، وأنه مبدٍ استعدادهُ الدائم لتقديم خبراته وبذل كل جهوده للتوصل إلى الحل السياسي العادل والدائم بشمال مالي ، ومواكبة جهود التنميَة بها. من ناحيته، قالَ بلال آغ الشريف، أثناء اللقاء، إنه يشكر الملك المغربي، على دورهِ في توطيد أسس استقرار مالي ودعم التنمية بها، مشددا على أن كل المكونات المالية ترحب بأية مبادرة مغربية لطي صفحة الخلافات بمالي. وشدد الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد على أن دور المغرب يبقَى مركزيًّا في أي تسوية سياسية للأزمة، يمكن أن يهتدي إليها الفرقاء، في الوقت الذِي تحاولُ الجزائر عزل المغرب عن الملف "المالي" عبر المفاوضات التي رعتها منذُ منتصف يوليو الماضي. يذكر أن الجزائر كانت قد جمعت وفدًا من حكومة دولة مالي بقيادة وزير الخارجية، عبد اللاي ديوب، بممثلي ست حركات أزوادية؛ هي"الحركة الوطنية لتحرير الأزواد"، و"الجبهات القومية للمقاومة"، "الائتلاف الشعبي من أجل أزواد"، و"الحركة العربية للأزواد "تنسيقية الحركات"، و"المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد". المفاوضات التِي جرتْ في العاصمة الجزائر، جاءت بعدما نجح النظام الجزائري في التنسيق لوقف إطلاق نار، بين الحكومة والحركات الأزواديَّة، يونيو الماضي، طلب الرئيس المالي، إبراهيم أبو بكر كيتا، مساعدةً جزائريَّة على إثره لإيجاد حلٍّ للأزمة، التِي تحركَ فيها المغرب على أكثر من صعِيد، حتَّى أنَّ الملك محمدا السادس زار باماكُو مرتين في أقل من سنة واحدة.