سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرباط تفعل دورها الريادي في جهود المصالحة لحل أزمة مالي : جلالة الملك يؤكد حرص المملكة على وحدة و إستقرار التراب المالي و يحدد الأطراف المعنية بالوساطة
دخل المغرب رسميا على خط جهود المصالحة الوطنية بمالي ما بين الحكومة المركزية والحركة الوطنية لتحرير الأزواد، بما يكفل مصلحة الاستقرار ووحدة مالي الترابية. و أكد جلالة الملك محمد السادس لدى إستقباله مساء الجمعة الماضي بمراكش بلال أغ الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد ،الذي كان مرفوقا بالمتحدث باسم الحركة السيد موسى أغ الطاهر حرص المملكة الدائم على الحفاظ على الوحدة الترابية وعلى استقرار جمهورية مالي ، وكذا ضرورة المساهمة في إيجاد حل والتوصل الى توافق كفيل بالتصدي لحركات التطرف والإرهاب التي تهدد دول الاتحاد المغاربي ومنطقة الساحل والصحراء ، وبتحفيز التنمية وضمان كرامة الشعب المالي الشقيق ، في إطار الوئام بين كل مكوناته. و شجع جلالة الملك حركة تحرير أزواد على الانخراط في الدينامية الجهوية التي أطلقتها منظمة الأممالمتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية ، وفق مقاربة واقعية وناجعة ، كفيلة بالتوصل الى حل نهائي ودائم للأزمة الحالية. كما جدد جلالة الملك التعبير عن إرادة المغرب القوية في مواصلة العمل من أجل التوصل الى حل للأزمة المالية ، وذلك اعتبارا للروابط التاريخية التي تجمع المغرب بجمهورية مالي ، ونظرا للاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته لتعزيز علاقات الأخوة والتضامن والتعاون ، القائمة بين البلدين الشقيقين . من جهته أشاد الأمين العام الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، السيد بلال أغ الشريف، بالجهود المحمودة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل التسوية النهائية والمستدامة للأزمة المالية، وكذا مختلف المبادرات التي تقوم بها المملكة المغربية من أجل الاستجابة للحاجيات الإنسانية لساكنة إقليم أزواد. و قال السيد أغ الشريف، في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به جلالة الملك "إن المكانة التي يحظى بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس على المستويين الإقليمي والدولي، ولدى كل من الحكومة المالية وسكان إقليم أزواد، تؤهل جلالته للمساهمة في حل النزاع الذي تشهده المنطقة منذ أزيد من نصف قرن". وأضاف، في هذا الصدد، أن هذا "المجهود المبارك سيعزز باقي مجهودات الوساطة التي يقوم بها المجتمع الدولي والدول الجارة وكافة الأطراف المعنية بحل هذا النزاع، الذي يشكل أحد أبرز بؤر الصراع التي تعيشها منطقة الساحل". وخلص السيد أغ الشريف إلى أن أحد المداخل الرئيسية لحل هذا النزاع القائم بين سكان الإقليم والحكومة المالية منذ أزيد من نصف قرن، هو فتح حوار حقيقي بين أطراف النزاع، وذلك من خلال "الشروع في مفاوضات جادة بين الحكومة المالية والأزواديين، باعتبارها الطريق الوحيد لحل هذه الأزمة بدل الانخراط في مزيد من الحروب والنزاعات". ويمثل الاستقبال الملكي للوفد القيادي لحركة تحرير أزواد بشمال مالي نقلة نوعية في في ترسيخ الموقع المتنامي للمملكة بمنطقة الساحل الافريقي بعد تواتر معلومات في وقت سابق عن زيارة وفود أزوادية للمملكة و لقائها بمسؤولين مغاربة . و تؤشر الخطوة الديبلوماسية الجبارة للرباط الى توفقها في تكسير جدار محاولة الاحتكار الجزائري الرسمي لجهود الوساطة الدولية لحل المعضلة المالية خاصة بعد المساعي الحثيثة للنظام الجزائري لتعطيل مسارات المفاوضات التي رعتها المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية في شخص الوسيط البوركينابي و محاولتها الفاشلة قبل أيام لعقد لقاء مصالحة مالية بالجزائر قاطعته العديد من مكونات الشعب الأزوادي و إتضح أن الخطوة الجزائرية مبنية على أجندة مصالح ذاتية تسعى الى إحتواء جهود و قرارات المجموعة تجاه الأزمة المالية لتطرج نفسها كبديل وحيد بالمنطقة لتدبير هذا الملف الشائك . يذكر أن المغرب ساهم في مساعدة مالي في مرحلة ما بعد التدخل العسكري الغربي ضد المجموعات المتطرفة، التي حاولت السيطرة على العاصمة، وإنهاء تواجد الدولة المالية، كما أرسلت الرباط مستشفى عسكريا ميدانيا لخدمة سكان العاصمة. و كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد أصدرت بلاغا أول أمس السبت أكدت فيه أن العاهل المغربي محمد السادس دعا للحوار السياسي باعتباره مخرجًا لأزمة إقليم "أزواد". وأضافت ، أن أمينها العام بلال آغ شريف التقى العاهل المغربي وذلك في إطار الجهود التي تقوم بها الحركة من أجل "توصيل خطاب الشعب الأزوادي وطلب مواكبة جميع أصحاب النوايا الحسنة من أجل تحقيق تطلعات الشعب الأزوادي بإقامة سلام دائم بمالي". وتابعت الحركة أن "العاهل المغربي طلب من الحركة الاستمرار في الانفتاح على الحوار السياسي كمخرج من الأزمة". ولفت البيان إلى أن "وفد الحركة أكد لملك المغرب استعداده وتمسكه بالخيار السياسي لمشكلة أزواد