بعدَ أيَّام قلائل من دعوةِ ما يعرفُ ب"اتحاد الطلبَة الصحراويِّين، في تندوفُ، الخريجِين الجدد، إلى الالتحاق بالجيش، والانصراف إلى الشعب العلميَّة والتقنيَّة، بغية معاودة النظر في خيار "السلاح" مع المغرب، طفتْ تسريباتٌ مثيرة عنْ التجنِيد الإجبارِي للشباب في المخيمات". أحد أفراد شباب "التغيير" في مخيمات "تندُوف"، يسمَّى لارباس ولد محمد لمِين، قالَ إنَّ قيادة البوليساريُو تجبرُ الشباب قسرًا على الخضوع للتجنِيد، وإنَّها تصرفُ لهم أجرًا هزيلًا كلَّ ثلاثة أشهر، لا يكفِي البتَّة لإعالة أسرهم. لارباس البالغ من العمر خمسةً وعشرين عامًا، يوضحُ في فيديُو مسجلٍ له بالمخيمات، أنَّهُ أجبر على دخُول سلك الجنديَّة في عام 2006، ومنذُ ذلك الوقت وهو يكابدُ شظفًا في العيش، لإعالة بناته ووالدته، فيما تعيشُ قيادة البوليساريُو مترفةً، غير عابئةً بمعاناة اللاجئِين. المتحدث زاد أنَّ قيادةَ البوليساريُو لا تقدمُ شيئًا للصحراويِّين، بالرغم من تنصيب نفسها مدافعًا واحدًا عن "قضيتهم"، بحيث إنهم لا يدافعُون سوى عن مصالحهم الضيقة والشخصيَّة، حسب لارباس، الذِي يأملُ أنْ تتيقظَ الأوساط التي تتعامل معها البوليساريُو. لارباس يخبرُ المنظمات التِي تبعثُ بمساعداتٍ إنسانيَّة، إلى تندوف، أنَّ المحتجزِين لا يتوصلُون بشيءٍ، ممَّا يشيرُ إلى تلاعب بحجم المساعدات، غالبًا ما تباعُ معه للمستهلكِين. ويوردُ المتحدث أنَّ أطفالًا صغارًا يجرِي تجنيدهم في تندُوف، بصرف النظر عن قبولهم من عدمه، وهو ما تقوم به تنظيمات كثيرة مسلحة ومتطرفة حول العالم، تسخرُ الأطفال لصراعاتها، وتدعوها منظَمة "اليونيسيف" سنويًّا إلى العدُول عنْ تجنيد الأطفال، الذِين يتأثرون في مرحلةٍ مبكرة بمنسوب الشدة والعنف. وناشدَ الشابُ "الصحراوِي" الذِي طردَ من "الجنديَّة" بعد قضائه تسعة أعوامٍ في صفوفها، المنظمات الأجنبيَّة بمساندَة غير المستفِيدِين، والنظر في الطرق التِي يجرِي بها توزيعُ المساعدات الدوليَّة الموجهة لسدِّ حاجاتٍ إنسانيَّة بالأسَاس. في غضون ذلك، كان ما يعرفُ ب "التجمع الصحراوي الديمقراطِي"، قدْ بعث في وقتٍ سابق برسالةٍ، إلى الأمين العام للأمم المتحدَة، بان كِي مُون، يحيطهُ فيها علمًا بوجودٍ تلاعبٍ في توزيع المساعدات الإنسانيَّة بتندوف، ومساومة اللاجئين في حقوقهم مقابل الاستفادة من المواد الغذائية الموجهة إليهم بالأساس، في الوقت الذِي تشكُو قيادة الجبهة نضوب صنبُور المانحِين، في السنوات الأخيرة، بسبب الأزمة الاقتصاديَّة.