استأثرت مجددا تطورات الأوضاع في قطاع غزة والاتصالات الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي، فضلا عن مستجدات الوضع في العراق وسوريا واليمن وليبيا، باهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد. كما تناولت الصحف العربية بعض القضايا المحلية، خاصة موضوع المديونية الخارجية للأردن والانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر، واستئناف محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ففي قطر خصصت صحيفة (الوطن) مقالها الافتتاحي للاجتماع الذي يعقده اليوم الأحد بالسعودية خمس وزراء خارجية عرب لمناقشة سبل التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، بعد تنامي تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا الذي بات يهدد الأمن الإقليمي. وقالت إن هذا الاجتماع الذي طال انتظاره، "حتى بدت معاناة الشعب السوري، كما لو كانت قد سقطت من الذاكرة السياسية العربية، أو على الأقل تراجعت في قائمة الأولويات"، يبقى على قدر كبير من الاهمية. وأكدت أن صمت العالم "على جرائم النظام السوري من أجل مصالحه، أو خوفا على أمن اسرائيل، يبدو مبررا سياسيا، - وإن كان مرفوضا اخلاقيا - سواء قبلنا بهذه المبررات أو لم نقبل، أما الصمت العربي فهو ما لا يمكن تبريره ولا القبول به". وأعربت صحيفة (الراية) عن الأمل في أن يخرج هذا الاجتماع بقرارات حاسمة لإنصاف الشعب السوري، وأن يشكل نواة وحدة عربية تواجه الإرهاب، سواء كان مصدره الجماعات المتطرفة أو الأنظمة الفاشية. من جهة أخرى، كتبت صحيفة (الراية) في مقال مماثل عن نفي قطر للاتهامات بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية على لسان وزير الخارجية خالد العطية الذي أكد أن مواقف قطر "هي ضد قتل الأبرياء وضد التشدد أيا كان مصدره ونوعه لأنه مضر بسمعة الأديان وأن هذه الجماعات الإسلامية، ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية، تحمل أفكارا هدامة لا تتفق مع الواقع الحالي بالمنطقة ولا تتفق مع التوجهات السياسية لدولة قطر ولا أية دولة إسلامية". وفي الأردن، كتبت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "التعليم وأمننا الوطني"، أن إضراب المعلمين وتوقيته يعد "واحدة من العلامات الدالة على مدى عمق مشكلة التعليم (...) وتمكنها من الجسم السياسي كله" في الأردن. وأضافت أن "الكل يأخذ على المضربين أن مطالبهم تعترف الحكومة بعدالتها أصلا، وأنها مستعدة للاستجابة لها عندما تتوفر لها الإمكانات، وأن هذه الحقيقة يعرفها المعلمون جيدا"، لتخلص إلى أن "إصرار" المعلمين على تلبية هذه المطالب فورا "على الرغم من معرفتهم تلك، يكشف عن الطبيعة السياسية لهذا التحرك الذي لا يستهدف مصالح المعلمين، بقدر ما يستهدف تحقيق غايات سياسية". وبدورها كتبت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "ما وراء الاحتياطي والمديونية"، أنه إذا كان ارتفاع احتياطي البنك المركزي الأردني "يدعو للاطمئنان" فإن ارتفاع المديونية الخارجية "يدعو للتخوف"، مشيرة إلى أن الوضع المثالي المرغوب فيه هو أن يرتفع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية وتهبط مديونية الأردن بالعملات الأجنبية ، "ولكن هذا الوضع شديد الطموح وبعيد المنال في الظروف الموضوعية الراهنة". أما صحيفة (الدستور) "فتوقفت عند موضوع تهجير مسيحيي العراق، وقالت إن موجات التهجير "لم تبدأ فقط بسبب داعش وأفعالها الإجرامية، لكنها بدأت منذ احتلال العراق من قبل الولاياتالمتحدة"، مضيفة أن المنطقة "تتفرج على هجرتهم بدلا من بقائهم في دولهم وحمايتهم، أو حتى استيعابهم في دول عربية أخرى مؤقتا". واعتبرت أن السكوت على المشهد سيؤدي إلى "رسم صورة همجية للمسلمين، يوظفها اليهود، لتأكيد صدقية دعواهم بأن هذه المنطقة تستحق الحرق، والتدمير عقابا على تخلف أهلها، وعدم قبولهم بأبناء منطقتهم". وتطرقت جريدة (الغد) لموضوع مستقبل منطقة الشرق الأوسط، فكتبت تقول أن "جميع الأطراف باتت تتعامل في هذه المرحلة مع المكون الثقافي الذي طالما تم تجاهله، فالشرق الأوسط الكبير في العيونالأمريكية اليوم هو الشرق الأوسط الإسلامي، ولكن أي إسلامي¿"، معتبرة أن هذا الأمر "ربما هو الأكثر حرجا والذي يحتاج إلى رؤية جديدة وأدوات مختلفة في التعامل معه، وهذا ما سيبرز خلال المرحلة القادمة. فآباء الشرق الأوسط القادم كثر وسط ازدحام الكيانات الدينية والأفكار الغامضة ورائحة الغاز". وفي اليمن، تطرقت صحيفة (الثورة) اليمنية الرسمية إلى تنظيم مسيرة جماهيرية حاشدة في صنعاء عصر اليوم تحت شعار "دعم وطن" وذلك لدعم التغيير الديموقراطي و"رفضا لمحاولات التمرد على مخرجات الحوار وحفاظا عل النظام الجمهوري ووحدة الوطن"، مشيرة الى أن هيئة رئاسة "الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية" هي التي تقف وراء تنظيم هذه التظاهرة. وتحت عنوان "الوضع معقد"، كتبت صحيفة (الاولى) ان لقاءات اليوم الثالث بين اللجنة والقيادة الحوثية انتهت أمس بدون التوصل الى أي اتفاق حول القضايا الخلافية، مع استمرار تمسك الحوثيين بتراجع الحكومة عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، قبل الحديث عن أية تفاصيل أخرى، بما فيها تشكيل حكومة جديدة. وفي المقابل، تضيف (الأولى) تتمسك اللجنة بالحديث أولا عن الحكومة وعدم التطرق لموضوع الجرعة السعرية، مشيرة إلى دخول أطراف أخرى على الخط، من بينها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر "الذي يبذل جهودا لدى الرئيس هادي ولدى حزب الإصلاح"، مؤكدة أن الرئيس قبل بتعديل في قرار الجرعة السعرية وليس التراجع عنه، بينما يرفض الإصلاح بشكل مطلق التراجع عن أية نسبة من الجرعة معتبرا التراجع عنها "انتصارا للحوثي". من جهة أخرى، كتبت (أخبار اليوم) أنه "في ثاني أيام أسبوع الصرخة الحوثية الذي دشنه عبد الملك الحوثي بخطاب تحريضي على الآخرين ... بدأ الحوثيون عملياتهم في العاصمة أمس باقتحام حي مسيك وقتل اثنين في جامع النور". وفي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحية تحت عنوان " شلال الدم"، أنه " عندما اقترحت مصر مبادرتها بشأن غزة في بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، كان الهدف الأساسي هو منع إراقة الدم الفلسطيني بوقف إطلاق النار فورا، ثم الجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة مطالب الطرفين ". وأكدت على "ضرورة تفعيل المصالحة الفلسطينية، على أن تبدأ حكومة الوفاق الوطني في القيام بدورها، ليكون للشعب الفلسطيني المتحدث الوحيد في مواجهة التعنت الإسرائيلي والانقسام الدولي". وكتبت الصحيفة في مقال آخر تحت عنوان "جرائم تستحق محاكمات عسكرية"، أن جرائم تدمير أبراج الكهرباء وتخريب السكك الحديدية وإحراق حافلات ومركبات النقل العام في مصر " ذات أثر بالغ على حياة الشعب المصري"/ وأنها " لن تتوقف ما لم يتم إدراجها في قانون جديد يعجل بمحاكمة مرتكبيها ميدانيا أمام محاكم عسكرية، ويرفع عقوبتها إلى حد الإعدام". وفي الشأن الليبي، كتبت صحيفة (الوطن) أن "أما يحدث الآن في ليبيا من حرب أهلية وانقسامات سياسية، يؤثر في الأمن القومي المصري إلى الحد الذي يمكن أن نصفه بأنه "شأن داخلي مصري"، مشيرة إلى أن "ما يحدث في ليبيا هذه الأيام مخيف ومروع وستكون له تداعياته على دول الجوار الليبي وأهمها: تونس والجزائر وتشاد والمغرب وأيضا مصر". أما صحيفة ( جمهورية) فاعتبرت أن أداء قطاع الكهرباء "تحسن خلال ال 48 ساعة الماضية بدرجة ملموسة وخفت حدة الشكاوي الجماهيرية من انقطاع التيار مباشرة بعد استدعاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الوزراء وثلاثة وزراء مسؤولين عن الأزمة لبحث الوسائل الكفيلة بتجاوزها"، معربة عن أملها في عودة قطاع الكهرباء الحيوي إلي حالته الطبيعية. وتناولت الصحف المصرية مواضيع أخرى همت بالخصوص المفاوضات التي تنطلق اليوم بين مصر وإثيوبيا والخرطوم حول سد النهضة، والتحالفات التي يشهدها المشهد الحزبي في أفق الانتخابات البرلمانية المقبلة، ونفي الجيش المصري شنه غارات على ليبيا.