لقيَ قياديٌّ على مستوًى عالٍ فيما يعرفُ ب"الدولة الإسلاميَّة"، حتفهُ، في الأيَّام الأخيرة، على إثر إعدامهِ منْ قبل شركائه "الداعشيين" في السلاح، بعدَ الاشتباه في تعاونه ضدَّ التنظيم والتآمر عليه مع جهاتٍ أجنبيَّة. القياديُّ "المغربيُّ" في "داعش"، الملقب قيدَ حياته، بأبِي عبيدة المغربي، كانَ يشغلُ وظيفةً كبرى في التنظيم، توازِي مدير المخابرات، في منطقة حلب التِي تعدُّ أحد معاقل "داعش"، قبلَ أنْ يشككَّ المسؤولون في عمالته لبريطانيَا. إعدامُ أمير الأمنيِّين في "داعش" بحلب، جرى تداوله على نطاقٍ واسع، بمواقع التواصل الاجتماعي، بين النشطاء، بالنظر إلى وزن المسؤول الراحل، وكونهِ أحد رمُوز بطش التنظيم في منطقة حلب، إلى جانب الوالي على المدينة. ويتهمُ أبُو عبيدة المغربي بالضلوع في قتل العشرات من النشطاء المدنيِّين والأهالي، في مدينة إعزار المحاذيَة لحلب، بسبب الاشتباهِ في موالاتهم لجنُود الجيش الحر، الذين تضعهم "داعش" في سلَّة واحدة مع الجيش النظامِي لبشار الأسد. زيادةً على اتهامهِ بالضلوع في مقتل المدنيين بسوريا في المناطق التي سيطرت عليها داعش، تُحوم حول أبِي عبيدة، تهمة التخطيط لاغتيال القيادي الكبير في القاعدة، أبُو خالد السورِي، وذلكَ عبر تفجيرٍ عنيف استهدفَ مقرَّهُ قبل أشهر. خبرُ مقتل "الداعشي" أبو عبيدة المغربي تداولتهُ صحفٌ مؤيدَة للنظام السورِي، بمثابة مؤشر على بدءِ تفككِ "داعش"، وانطلاق مسلسلٍ من التصفيات، بين صفوفه، حتَّى لا تفتضحَ أسرارٌ كثيرة عن نشأته واشتغاله، سيما أنَّ التخمينات لا تزالُ متضاربة عن قوة "داعش" التي تعاظمت بصورةٍ مذهلة، في فترة وجيزة. التطور الأخير يأتي فيما رجح البنتاغُون قبل أيَّام، أنْ تشملَ الهجمات الأمريكيَّة على تنظيم "داعش" المقاتلِين في سوريَا، بالموزاة مع الهجمات الجارية في العراق منذُ الثامن من غشت الحالي، والتِي وصل عددها إلى التسعِين مكنتْ من وقفِ زحف قوات التنظيم، وجرائمها ضدَّ الأقليات اليزيديَّة والمسيحيَّة. التصعِيد الأمريكي أعقبَ إعلان "داعش" عن ذبح الصحافي الأمريكي، جيمس فولي، كردِّ على الهجمات الجويَّة، بصورةٍ جعلت الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يشبهُ التنظيم بالسرطان، الذِي ينبغِي استئصالهُ كيْ لا يستفحلَ أكثر في المنطقة، التِي باتتْ تشهدُ موجة عنفٍ غير مسبوقة.