لم تتمكّن مديرية المنح بالسينغال من صرف منح مجموعة من الطلبة بينهم قرابة 300 طالب مغربي يدرسون بجامعاتها، الأمر الذي زاد وضعيتهم المادية سوءًا خاصة مع عدم قدرتهم على استخلاص منحهم منذ قرابة العام، وأزّم الأوضاع الدراسية بهذا البلد الذي شهد خلال الأيام القليلة الماضية مظاهرات عنيفة وصلت حدّ الاشتباك بين الطلبة وعناصر الأمن الجامعي، ممّا أفضى إلى وفاة ثلاثة طلاب سنغاليين وتأجيل امتحانات الدورة الاستدراكية. وحسب طلبة مغاربة بالسينغال، فإن المشاكل تزايدت في الآونة الأخيرة، بعد الإصلاحات التي أرادت وزارة التعليم العالي السنغالية أجرأتها بتحويل النظام الجامعي إلى صيغة "إجازة، ماستر، دكتوراه"، حيثُ ترتب عن ذلك رفع مصاريف التسجيل بالجامعة في مختلف الأسلاك، ووقوع نوع من الفوضى في توزيع المنح. كما أن سقوط ضحايا بين صفوف الطلبة، أدى بالنقابة المستقلة للتعليم العالي، المعروفة اختصارًا ب SAES، إلى إعلان إضراب عام وشلّ الامتحانات في جامعات السنغال إلى غاية تقديم وزيري التعليم العالي والداخلية لاستقالتها. وأشار الطلبة المغاربة إلى أنهم عازمون على تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة المغربية بالعاصمة السنغاليةدكار بعدما لم يجدوا آذانا صاغية لمطالبهم، خصوصاً وأن مجموع منحهم الخاص بالموسم الجامعي المُشارف على الانتهاء، قد يضيع نهائيًا، بينما أعلنت وزارة التعليم العالي السينغالية في بيان لها على موقعها الرسمي، إلى أن تمكين الطلبة المعنيين من المنحة، قد بدأ منذ 22 ماي الماضي، وأن بعض المطالب الخاصة برفع قيمة المنحة سيتم تدارسها. وقال عبد الحي المرزوقي، طالب مغربي في كلية الطب بجامعة الشيخ آنتا ديوب، في تصريحات لهسبريس، إن وزير التعليم العالي بالسنغال كان يعيد ما وقع من اختلالات على مستوى المنحة، إلى مشاكل في النظام المعلوماتي، غير أن استمرار الأزمة أكد أن الأمر أكبر من ذلك، مشيرًا، أي عبد الحي، إلى أن الإدارة السنغالية طلبت من الطلبة المتضررين إعادة دفع ملفات المنح إلى مديرية المنح وكذا إلى البريد الإلكتروني لوزارة التعليم العالي دون أن يثمر ذلك عن أي نتيجة. وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر بالمغرب قد أشارت إلى أن عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة المغاربة الدارسين بالسنغال، قد سجلت خلال الموسم الدراسي 2013-2014 زيادة صافية ب 86 في المئة، وهي المنح التي تقدمها الدولة السنغالية في إطار تبادل دراسي بينها وبين المغرب. وتعتبر جامعة الشيخ آنتا ديوب بالعاصمة السنغاليةدكار من أعرق الجامعات على المستوى القاري، حيث تصدرت ترتيب الجامعات الفرنكفونية بالقارة أكثر من مرة في مختلف القوائم الخاصة بترتيب الجامعات، كما يصل عدد الطلاب المغاربة بالسنغال إلى قرابة 800، يختار الكثير منهم الطب والصيدلة، بمنحة شهرية لا تزيد عن 600 درهم في السلك الأول والثاني، وألف درهم في السلك الثالث.