لم تكن حالة الاستنفار الأمني التي تعيشها عموم مناطق المغرب خلال هذه الفترة لتمر دون إثارة قراءات من طرف متخصصين في الشأن الأمني اعتبروا أن التهديدات التي اقتضت التحرك العسكري الميداني هي "جدية ومحتملة" بشكل جعلى عموم الأجهزة المغربية تُستنفر للتصدي لكل المخاطر التي قد تنجم عنها. ويرى محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والخبير في القضايا الأمنية، أن "الحركات الجهادية تسعى إلى ضرب المغرب وتهديد أمنه من خلال عمليات إرهابية"، وقال لهسبريس: "نحن أمام تهديد إرهابي جدي وحقيقي وقائم لاستهداف المغرب". ولم يستبعد بنحمو، في نفس تصريحه لهسبريس، استعمال الجماعات الإرهابية المسلحة لطائرات مدنية في عملياتها العسكرية، خصوصا بعد إعلان السلطات الليبية سيطرة المسلحين على 11 طائرة مدنية، مشيرا أن هذه الجماعات "تسعى إلى تكرار عمليات 11 شتنبر بالولايات المتحدة". وقال بنحمو في هذا الاتجاه: "هذه الجماعات تسعى إلى إحداث وقع إعلامي كبير لإظهار تحديها للدولة المغربية.. والهدف هو الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا المدنيين وخلق حالة من الرعب وسطهم.. من غير المستبعد أن تكون المناطق الأهلة بالسكان هدفا لعملياتهم". واعتبر رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية أن حالة اليقظة والتعبئة التي بصمت عليها الأجهزة الأمنية المغربية تدخل ضمن عملها الطبيعي للتصدي لكل أشكال التهديد التي قد تطال المغرب في أي لحظة.. كما أوضح بنحمو أن "التهديدات التي يعرفها المغرب تتطلب نشاطا استخبارتيا مكثفا وهو ما تقوم به الأجهزة حاليا وبتعاون مع الأجهزة المخابراتية الدولية والإقليمية"، مؤكدا أن الهدف هو معرفة ورصد وتتبع هذه المتطرفين. وأشار بنحمو أن الأجهزة الأمنية المغربية لها صورة متكاملة على طبيعة ونوع ومناطق تواجد الجهاديين، معتبرا أن لها القدرة لتدبير هذه الفترة الحساسة بالكثير من اليقظة.. وحول الغاية من استهداف المغرب بهذه التهديدات، قال بنحمو لهسبريس: "في ذلك استهداف لنموذج استطاع تحقيق إصلاحات مهمة بدون رجات شهدتها العديد من دول المنطقة.. زيادة على قرب المغرب من أوروبا، وانفتاحه على الغرب ودوره المتميز في مكافحة الإرهاب، عوامل تجعل منه بلدا مستهدفا من طرف المتطرفين". إلى ذلك عزا نفس المتحدث هذه التهديدات إلى أن الوضع الأمني في المنطقة الذي يزداد سوء، نتيجة لتسارع الأحداث في سوريا والعراق وليبيا وما نتج عن ذلك من انتشار كبير للأسلحة والعتاد، مسجلا في هذا السياق تطور القدرات القتالية للجماعات المسلحة وتجنديها للمقاتلين وضمنهم المغاربة.. وأفاد بنحمو في هذا الاتجاه أن هناك أزيد من 40 مليون قطعة سلاح تتداول في المنطقة اليوم، مشيرا إلى سيطرة الجماعات المسلحة على العديد من المطارات والطائرات الحربية والصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى.