في مشهد أقرب إلى الخطاب الرئاسي، جاءت مرافعة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، التي ألقاها اليوم من داخل قفص الاتهام "مدافعا" عن نفسه خلال إعادة محاكمته في قضية قتل متظاهرين إبان ثورة 25 يناير2011. وسبق صدور حكم بالسجن المؤبد على مبارك (86 عاما) في نفس القضية عام 2012 بعد إدانته بتهم تتصل بقتل متظاهرين وتعاد محاكمته حاليا بعد قبول الطعن على الحكم. وخلال جلسة اليوم التي بثتها عدد من القنوات الفضائية المصرية، دافع الرئيس الأسبق عن نفسه أمام هيئة المحكمة قارئا من ورقة مكتوبة إن "محمد حسنى مبارك لم يكن يأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين وهو الذى أفنى عمره فى الدفاع عن المصريين، وقضى حياته مقاتلا عن وطنه". وأضاف في مرافعته التي استمرت قرابة نصف ساعة وضمت جملا كررها مبارك في خطاباته قبيل تنحيه عن السلطة: "تعرضت أنا وأسرتي لحملات تشهير وإساءة طوال فتره حكمي (30 عاما) وما بعدها ". واستخدم مبارك في إفادته أمام المحكمة جملا استخدمتها في خطابه الثاني في 1 فبراير 2011 خلال أيام "الثورة" وقبيل أيام من تنحيه من بينها "سيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا وما علينا"، "مصر هي أرض المحيا والممات". واستطرد مبارك في رصد ما اعتبره انجازات في فترة حكمه قائلا: "انتصرت علي الإرهاب، ونجحت في إسقاط 27 مليار دولار أمريكي عن مصر، والاقتصاد بلغ أعلي معدل في تاريخي". وفي انتقاله بين الفقرات داخل الكلمة، كان أحيانا يختار عبارة "أيها الإخوة"، وهي تلك التي كان يستخدمها في خطاباته، بدلا من استخدام تعبير "سيدي القاضي، " كما لم تغب نبرة صوته الشهيرة في الخطابات، وبدا اهتمامه بالحديث عن ما وصفها ب "الإنجازات" أكثر من اهتمامه بالحديث عن "الثورة" التي أفضت به السجن، والتي حرص على تسميتها ب " أحداث يناير" متجنبا وصفها ب "الثورة". وكما كان خطابه الثاني أثناء أحداث ثورة يناير 2011، دافعا لخروج بعض من أنصاره ممن يسموا أنفسهم ب "أبناء مبارك" داعين إلى استمراره في الحكم حتى إكمال فترته الرئاسية، استقبل بعض من هؤلاء داخل قاعة المحكمة كلمته اليوم بالتصفيق والتهليل له ونادوا عليه بكلمة "الرئيس مبارك"، وهي نفس الكلمة التي استخدمها محاميه "فريد الديب" عندما طلب من رئيس المحكمة السماح لموكله بالحديث. وفي المقابل، استقبلت حركة 6 إبريل الشبابية كلمة مبارك اليوم باستعادة لقطة "رفع الحذاء" على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهو المسلك الذي كان المتظاهرون في ميدان التحرير يستقبلون به خطابات مبارك أثناء أحداث الثورة. وعقب انتهاء مرافعة مبارك، حددت المحكمة جلسة 27 شتنبر المقبل للحكم في القضية والمتهم فيها، بجانب الرئيس الأسبق حسني مبارك، نجلاه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعدي الأخير. * وكالة أنباء الأناضول