فضل عون سلطة، برتبة "مقدم"، التقاط صور لنزهة، وهي واحدة من المتضررات التي انهار عليها جزء من سقف بيتها، رقم 12 بزنقة كلميمة في منطقة بوطويل من المدينة العتيقة للدار البيضاء، موثقا بذلك كل ما قالته وكل من كان يتحدث إليها عوض الانكباب على دوره المحوري في إخبار مسؤوليه بحادثة انهيار جديد لسقف ضمن وقائع مشابهة توالت خلال الأيام ال3 الأخيرة. نزهة، التي حرص "المقدم" على البحث عن هوية كل متحدّث إليها، هي أم لثلاثة أبناء هم ثمرة زواجها من ابن حيها منذ سنة 1989، وقد اكترى الاثنان شقة، بعد أسبوع من انتهاء عملية الإحصاء الأولى لسكان الأحياء التي سيمر منها مشروع "المحج الملكي"، وقد قالت إنها غير قادرة على تحمل أداء أقساط شهرية بقيمة 1700 درهم من أجل "سكن بديل" في الوقت الذي لا تتجاوز السومة الكرائية الشهرية للفضاء الذي تكتريه حاليا قيمة ال120 درهما. الأم، التي كانت ترتدي جلبابا أسود ووشاحا أبيض مزركش بالأزرق، أقرت بكونها تعيش جاليا وسط رعب حقيقيا يطالها باستمرار، مصرحة بأن كل خوفها هو على فلذات كبدها من انهيار بيتها الذي يتهددهم في كل وقت وحين. أسرة نزهة هي واحدة من بين 82 أسرة تقيم بدرب كلميمة في "بوطويل"، وهي كلها تعيش وسط مساكن يتهددها الانهيار.. ويقول موسى سيراج، رئيس جمعية "أولاد المدينة" التي تتابع عن كثب ملف ترحيل سكان المنطقة المعنيين بمشروع "المحج الملكي"، إن هناك خطرا كبير ايحدق بسكان المنطقة في ظل عدم رغبة الجهات المسؤولة التدخل لإنقاذهم من كارثة حقيقية. ويعتبر موسى سيراج الدين أن حل المشكل لا يمكن أن يمر عبر تفويت شقق في الطابق الرابع أوالأرضي، بسعر يقول ذات الجمعوي إنّه يصل إلى 20 مليون سنتيم.. وأضاف: "كل شيء واضح، فحتى لو سلمنا أن هذا المبلغ يقل عن السعر الحقيقي للشقق التي تقتنيها صُوناداك من المنعشين العقاريين، فإن الوضع الاقتصادي لهذه الفئة المحتاجة لا يتحمل أقساط شهرية من قيمة 1700 درهم ممدّدة على 25 سنة، إضافة إلى 18 ألف درهم هي واجبات التوثيق والتسجيل والتحفيظ". وقال سيراج الدين لهسبريس، على هامش واقعة الانهيار التي تم تسجيلها اليوم: "يجب تبني حلول واقعية مع استحضار قيمة العقار على الأراضي التي يقيم فوقها سكان المدينة القديمة المعنيين بمشروع المحج الملكي، حيث يزيد عن 50 ألف درهم للمتر المربع الواحد". أمّا يوسف بوخشبة، رئيس جمعية "مستقبل الدارالبيضاء"، فيصرح بأنه يجب إيجاد حل جذري لهذا المشكل قبل فوات الآوان.. ويضيف: "حياة مئات الأشخاص في بوطويل، والآلاف في باقي المناطق، مهددة.. وقريبا سيحل موسم الأمطار على بيوت ما تزال وضعياتها غير قادرة على تحمل تقلبات المناخ... كل ما نطلبه هو تحرك المسؤولين بشكل مستعجل لإيجاد حلول واقعية تأخذ بعين الاعتبار الوضع الاجتماعي للسكان". يشار إلى أن مشروع المحج الملكي كان الملك الراحل الحسن الثاني قد أعطى انطلاقته في سنة 1992، وهو مشروع يهدف إلى ربط فضاء مسجد الحسن الثاني بساحة الأممالمتحدة، وسط مدينة الدارالبيضاء، مع إنجاز مراكز للأعمال بمواصفات عالمية، ومشاريع عقارية ضخمة.