اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، بجملة من المواضيع أبرزهاº الوضع في غزة بعد الهدنة التي تم التوصل إليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتطورات الأزمة الأوكرانية، إلى جانب مواضيع وطنية أخرى. ففي إسبانيا، استأثرت عدد من المواضيع باهتمام الصحف، منها الجدل الدائر حول الاستفتاء المقرر في تاسع نونبر المقبل بكاطالونيا وتأثيره على الحياة السياسية بهذه المنطقة، وترحيل الراهب الإسباني المصاب بفيروس إيبولا من ليبيريا. وبخصوص الاستفتاء في كاطالونيا، كتبت صحيفة (إلموندو) أن رئيس الإقليم، أرتور ماس، لا يستبعد إعلان انتخابات مبكرة إذا لم تنجح خطته السيادية، وإذا ما رفض اليسار الجمهوري الكاطالوني المشاركة في الحكومة. وسجلت أن أرتور ماس يدرك، أكثر من أي وقت مضى، أنه لن يحقق هدفه المتمثل في استكمال ولايته إلى غاية 2016 ، لعدم وجود توافق في الآراء بشأن الاستفتاء، ورفض اليسار الجمهوري الكاطالوني المشاركة في الحكومة، مما سيؤدي إلى انتخابات مبكرة متوقعة في مارس 2015. وأضافت أنه سيتعين على أرتور ماس، الذي أضعفته العديد من الفضائح، آخرها قضية التهرب الضريبي المتورط فيها عرابه السياسي، جوردي بويول، إعلان انتخابات مبكرة للمرة الثانية في ظرف أربع سنوات. وأوضحت (أ بي سي)، في السياق ذاته، أن ماس، الذي بات ضعيفا، لا يزال مصرا على إجراء الاستفتاء، لكن في إطار "القانون والديمقراطية والحوار"، معتبرا أن القوانين الكاطالونية تسمح بأخذ رأي السكان حول استقلال محتمل لها. وأشارت اليومية إلى أن رئيس حكومة كاطالونيا صرح أنه كان أيضا ضحية هجمات الجهات الرافضة للاستفتاء، في إشارة إلى الحكومة المركزية. وأوردت الصحف الإسبانية، من جهة أخرى، قرار الحكومة بإعادة الراهب الإسباني المصاب بفيروس إيبولا من ليبيريا إلى البلاد، مشيرة إلى أن إسبانيا "ستبدأ بروتوكول ترحيل" ميغيل باخاريس، المنحدر من طليطلة. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بمواضيع محلية ودولية متعددة، أبرزها إسدال الستار على قضية البريطاني مالك الحقوق التجارية لسباقات فورمولا واحد، بيرني ايكليستون، المتهم في قضية فساد، وتداعيات هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن الحرب في غزة طويلة وكبدت المنطقة أفدح خسارة وما تزال مؤهلة للمزيد، مشيرة إلى أن الهدنة التي وافقت عليها إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمدة 72 ساعة تشمل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. وعبرت الصحيفة عن الأمل في أن تسفر المفاوضات في القاهرة بين الجانبين عن وقف لإطلاق النار بشكل متواصل، خاصة وأن هذه الحرب زادت من كراهية المهاجرين المسلمين في جميع أنحاء أوروبا للكيان الإسرائيلي. وترى الصحيفة أنه يتعين على حكومة الكيان الإسرائيلي أن تأخذ بعين الاعتبار كل الانتقادات الموجهة إليها وتعمل في اتجاه بناء دولتين مستقلتين، إسرائيلية وفلسطينية، ووقف بناء المستوطنات مستقبلا. أما صحيفة (فرانكفورت روندشاو) فأكدت أنه بدون إبرام معاهدة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "لن يكون هناك حل حقيقي للأزمة"، مشيرة إلى أن السلام والتفاوض من أجل حل الدولتين هو الاقتراح الوحيد والأنسب الذي يمكن أن يوصل الجانبين إلى وقف لإطلاق النار بشكل مستمر. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (نيدرواخسيشه) أن مفاوضات القاهرة تعد نجاحا سياسيا بالنسبة لحماس وفرصة لمطالبتها ليس فقط بإعادة إعمار قطاع غزة، ولكن أيضا بإنهاء الحصار المفروض عليها، وهو المطلب الحاسم بالنسبة لها. ومن جهة أخرى، احتلت قضية توصل البريطاني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لسباقات فورمولا واحد، إلى تسوية مع محكمة في ميونيخ على خلفية اتهامه في قضية رشاوى، الصفحات الأولى لعدد كبير من الصحف الألمانية. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (زوددويتشه) أنه أسدل الستار على قضية ايكليستون، بتسوية جيدة عبر دفع 100 مليون دولار، مشيرة إلى أن هذه التسوية جعلت صاحب الحقوق التجارية لفومولا واحد يفلت من عقوبة حبس محققة. أما صحيفة (ساغبروكه) فرأت في هذه التسوية حلا ملائما يصب في صالح ميزانية الدولة وفي صالح ايكليستون ، إلا أن إنهاء القضية بهذه الطريقة كان مثار انتقادات العديد من المواطنين الذين اعتبروا أنها تسيء لسمعة القضاء وأنه كان من الضروري أن يكون حكم المحكمة أكثر وضوحا وقيمة من المال الذي سيدفعه إيكليستون مقابل إفلاته من عقوبة السجن. وفي روسيا، واصلت الصحف متابعتها لتداعيات العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على موسكو. وتحت عنوان "روسيا تفكر في كيفية الرد على العقوبات التي فرضت على بعض شركات الطيران الوطنية"، أوضحت صحيفة (فيدوموستي) أن معلومات تفيد بأن روسيا قد تفرض قيودا أو تمنع بعض شركات الطيران الأجنبية من استخدام الممر الجوي فوق سيبيريا، وذلك ردا على العقوبات الأوروبية المفروضة على شركة الطيران الروسية "دوبروليوت" وهي شركة طيران منخفضة التكلفة (لوكوست) وتابعة لشركة ايروفلوت الروسية. وأشارت الصحيفة، التي أكدت أنها استقت معلوماتها من مصادر مستقلة، إلى أن هذه الأنباء أثارت ردود فعل وتسببت في تراجع أسعار أسهم الكثير من شركات الطيران العالمية، مذكرة بأن الممر الجوي فوق سيبيريا يعد الطريق الأقصر للطيران من أوروبا إلى آسيا. ومن جهتها، أشارت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) إلى أن شركة "دوبروليوت"، وهي شركة الطيران الروسية الوحيدة المنخفضة التكاليف، بدأت نشاطاتها قبل شهرين فقط وتوقفت عن العمل اعتبارا من الاثنين الماضي بعد تعرضها لعقوبات أوروبية. وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي، الذي طالما تحدث وأعلن عن حرية التنقل، أشعل الضوء الأحمر أمام هذه الشركة التي سمحت لآلاف المواطنين الروس من التنقل جوا بتكلفة منخفضة. واعتبرت الصحيفة أن هذه العقوبات هي "بمثابة إعلان الغرب لحرب ضد أبناء دولتنا"، بالرغم من الترويج لفكرة أن العقوبات غير موجهة ضد المواطن الروسي العادي وإنما فقط لكبار المسؤولين والأوليغارشيين. وقالت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) إن روسيا قد اعتادت على نفاق العقوبات الغربية، وأن قادة الغرب كثيرا ما رددوا أن المواطن العادي بمنأى عن عقوباتهم، إلا أن هذه العقوبات سرعان ما تضرب مصالح الآلاف من المواطنين الروس. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بهدنة 72 ساعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي بدأت منذ صباح أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أنه ما تزال هناك 48 ساعة من أجل وقف الصراع الأعنف الذي تعيشه غزة منذ نهاية الاحتلال الإسرائيلي في 2005. وكتبت (لا ليبر بلجيك) أن غزة شهدت، أمس الثلاثاء، أطول فترة هدوء منذ 29 يوما، يوم بدون دوي المدافع أو الانفجارات، ودون أجساد متناثرة ومشوهة مما سمح للفلسطينيين بتقييم الأضرار الناجمة عن هجوم قوات الاحتلال على غزة. ومن جهتها، أوردت (لاديرنيير أور) أن من بين 1527 جثة التي حددت هويتها الأممالمتحدة، من أصل 1867 شهيد فلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يوجد 1312 من المدنيين، بينهم 408 أطفال و241 امرأة، في وقت تدعي فيه إسرائيل قتل 900 "إرهابي". وبدورها، كتبت (لوسوار) أن كل طرف سيقيم حصيلته ويحاول تقدير المكاسب الاستراتيجية والسياسية أو الصورة التي ترسخت أو فقدت في هذه المرحلة، وليس هناك، للأسف، سوى ملاحظة هي أن الكراهية وحدها فازت بشكل مأساوي مرتين الآن ومستقبلا. وأشارت اليومية إلى أن عدد القتلى وعدم توازنه يصدم الضمائر، إذ أن عدد الضحايا، لاسيما المدنيين بلغ 80 في المائة، بينهم أكثر من 400 طفل، هو ما سيمنع الفلسطينيين وعدد من المراقبين الأجانب من طي الصفحة وفتح أخرى جديدة، وتلك، برأيها، هزيمة إسرائيل الكبرى. وفي سويسرا، تعرضت الصحف للموضوع نفسه، إذ كتبت صحيفة (لوتون)، تحت عنوان "اللجوء الصعب للفلسطينيين للعدالة"، أن لجوء الفلسطينيين لمحكمة لاهاي بات ضروريا في أعقاب القصف الإسرائيلي، إلا أن الرئيس محمود عباس يتعرض لضغوط كثيرة. وأضافت اليومية أن "شبح اللجوء إلى القانون الدولي ما فتئ يتأكد بالنظر لعدد الضحايا المدنيين المتزايد، واستهداف المستشفيات والمدارس التي تديرها الأممالمتحدة، ومحو شوارع بأكملها من على الأرض، وتشريد أسر وتدميرها". وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (لا تريبيون دو جنيف) أن "المدافع صمتت مؤقتا من أجل فسح المجال أمام مزيد من المفاوضات"، متسائلة عما إذا كانت "هذه المرة هي اللحظة الأنسب لتحقيق سلام دائم" في قطاع غزة. وأضافت أن "تساؤلات تطرح نفسها هذه المرة حول ما إذا كان طرفا الصراع على استعداد لاستخلاص النتائج المناسبة بعد هذا الضرر والدمار الكبيرين"، مشيرة إلى أن كل الهدنات السابقة تبخرت بعدما تم خرقها. وبدورها أوردت (24 أورو) أن آلاف الفلسطينيين عادوا لديارهم بعد أربعة أسابيع من القصف، ليكتشفوا في ذهول وفزع ويلات الحرب، مشيرة إلى أن كل طرف متمسك بموقفه، فحماس تدعو لرفع الحصار الذي يخنق اقتصاد غزة، فيما تصر إسرائيل على مسألة أمنها. وفي فرنسا تعرضت الصحف أيضا للوضع في غزة، وكتبت (ليبراسيون) أن "الأضرار الناجمة عن 29 يوما من الحرب بهذه المنطقة الممتدة على 362 كلم مربع والتي تأوي 1,8 مليون نسمة كبيرة جدا". ونقلت اليومية عن نائب وزير الاقتصاد الفلسطيني، تيسير عمرو، أن الأضرار تتراوح ما بين 4 و6 مليار دولار، وأن "الرقم لا يأخذ بعين الاعتبار الأضرار المباشرة التي تؤثر على اقتصاد غزة، والتي قد ترتفع ما إن تضاف الآثار غير المباشرة على السكان". أما صحيفة (لوموند)، فعادت للنجاح الذي حققه المسبار الفضائي الأوروبي "روسيتا"، الذي أطلق سنة 2004، والذي من المقرر أن يدخل مدار أحد المذنبات، وهو ما سيشكل سبقا علميا في هذا المجال. وأضافت أن مهمة "روسيتا"، التي تندرج ضمن برنامج وكالة الفضاء الأوروبية، هي تتبع أصول النظام الشمسي وتحديد دور المذنبات في ظهور الحياة على الأرض. وفي سياق آخر، تطرقت صحيفة (لا تريبيون) لتصنيف وكالة موديز، الذي نشر أول أمس الاثنين، وتضمن توقعات متشائمة حول آفاق الاقتصاد الفرنسي، معتبرة أنه "بالرغم من أن العجز سيحافظ على مسار نزولي، فإن البلاد تبدو غير قادرة على تحقيق أهدافها المالية برسم 2014 و2015". وأضافت أن هذه الخلاصة تستند إلى النمو المنخفض ودون التوقعات، مذكرة بأن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية سبق وأن توقع، في متم يونيو، نموا بنسبة 0,7 في فرنسا خلال السنة الجارية، وهو دون واحد في المائة الذي حددته الحكومة. وفي بولندا، اهتمت الصحف بقرار روسيا اتخاذ تدابير للرد على العقوبات الأوروبية والأمريكية الجديدة ضد موسكو، والصعوبات التي تواجه الاقتصاد البولندي الذي يعاني من الإجراءات المضادة لروسيا التي فرضها الاتحاد الأوروبي. وكتبت (لا غازيت إلكتورال)، تحت عنوان "رد بوتين"، أن الحكومة الروسية أعدت تدابير للرد على العقوبات الأوروبية والأمريكية، من بينها على الخصوص، منع طائرات شركات الطيران الأوروبية من التحليق فوق روسيا في اتجاه آسيا. وأضافت أن شركات الطيران "لوفتهانزا" و"إير فرانس" و"بريتش إيروايز" هي الأكثر تضررا لكون طائراتها تعبر أجواء سيبيريا متوجهة إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية، مبرزة أن موسكو قد توسع هذا الحظر ليشمل الطريق ترانسيبيريان نحو آسيا، مما سيرفع تكاليف الوقود والأجور. وبدورها، تطرقت (لاريبوبليكا) لآثار عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو على الاقتصاد البولندي، بعد إغلاق روسيا حدودها في وجه الواردات من الفواكه والخضر البولندية، مشيرة إلى أن الناتج الداخلي الخام للبولندي سينكمش ب0,3 إلى 0,4 في المائة بسبب هذه العقوبات. وأضافت اليومية، التي ذكرت بأن حجم التبادل التجاري بين وارسووموسكو يبلغ خمسة مليارات دولار سنويا، أن الحكومة البولندية ستضطر لخفض طلبها في السوقين الألماني والفرنسي، مشيرة إلى أن الرد الروسي سيؤدي إلى تباطؤ اقتصادي بمنطقة الأورو لأن الجزء الأكبر من التجارة الروسية يتم مع الاتحاد الأوروبي. وفي هولندا، تركز اهتمام الصحف، أيضا، على التطورات الأخيرة للوضع في أوكرانيا، إذ أوردت صحيفة (فولكس كرانت) أن روسيا دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني المتردي في أوكرانيا بسبب القتال بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا. وأضافت اليومية أن الآلاف من الجنود الروس متمركزون على الحدود مع أوكرانيا، وهو ما اعتبرته الحكومة الأوكرانية استفزازا روسيا جديدا. وأشارت صحيفة (تراو) كذلك إلى أن روسيا دعت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومجلس أوروبا والأممالمتحدة والصليب الأحمر إلى إرسال بعثة إنسانية لجنوب شرق أوكرانيا، حيث الوضع الإنساني خطير. أما (إن.إر.سي) فأشارت إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرد على عقوبات الغرب والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن موسكو لم توضح طبيعة هذا الرد لكنها أكدت أنها ستضمن ألا يؤثر على المستهلك الروسي. وبدورها، كتبت (أ د ي) أن العقوبات غير المسبوقة على موسكو جاءت بسبب دورها في الصراع الدائر في أوكرانيا، مشيرة إلى أن روسيا هي المسؤولة، في نظر الغربيين، عن تسليح المتمردين شرق أوكرانيا مما يزيد من تفاقم الصراع. وفي السويد، واصلت الصحف اهتمامها بالحرائق المشتعلة وسط البلاد، وكتبت (داغينس نيهيتر) أن الحريق المشتعل منذ ستة أيام، لا يزال خارج السيطرة وأن نحو 350 شخصا ما زالوا يكافحون ضد أكبر حريق بالسويد الحديثة، وأن الدخان الذي يرتفع في المنطقة يعقد مهمة طائرات إخماد الحرائق، مشيرة إلى أن شخصا لقي حتفه وأن آخر أصيب بحروق خطيرة. ومن جانبها، كتبت (سفنسكا) أن طائرات إخماد الحرائق الإيطالية تأخر بسبب سوء الأحوال الجوية بجبال الألب، مضيفة أن عددا من المتطوعين يشاركون في عمليات إخماد هذا الحريق، وأن جفاف الغابة يجعلها عرضة للاحتراق جراء أدنى شرارة. أما (افتونبلاديت) فأوردت الانتقادات التي وجهت لإدارة الحكومة لعمليات إطفاء هذا الحريق، وتأخر تدخل خدمات الطوارئ، مستحضرة تأكيد رئيس الوزراء السويدي، فريدريك راينفيلدت، على أهمية الموارد التي تم نشرها لإخماد الحريق.