عاد الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، لاستفزاز غريمه السياسي، رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، من جديد، حين عمد إلى رفع ورقة بيضاء كتبت عليها عبارة "أنتَ كذّاب"، وأخرى صيغت عليها كلمة "المعتصم"، في إشارة إلى قضية اعتقال عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، جامع المعتصم، قبل 3 سنوات، على خلفية شكاية ضده تتعلق بالفساد، إبان مسؤوليته على مقاطعة تابريكت بسلا ونيابته لعمدة المدينة ذاتها. شباط استغل كلمة رئيس الحكومة اليوم الأربعاء بالبرلمان، التي رد خلالها على الهجوم اللاذع الذي تعرض له من فرق المعارضة خلال جلسة مناقشة حصيلته المرحلية أمس، ليرفع الورقتَين، الواحدة تلو الأخرى، مصحوبة بضحكات موجهة إلى بنكيران، أثناء حديث اﻷخير على مواقف شباط بالتلميح، والتي أثارت جدلاً سياسيّا حين طالب رئيسَ الحكومة بالكشف عن علاقته ب"داعش" و"الموساد" الإسرائيلي. وبدأ بنكيران تصريحات رده على المعارضة، بالحديث عن حميد شباط بِلُغةٍ تلميحية، بقوله "تأسفت على بلادي.. في أن بعض الأحزاب ذات المجدّ العريق (في إشارة إلى حزب الاستقلال) أصبح يرأسها من يأتي ليلقي بالبهتان الكبير ويشكك في رئيس الحكومة ويساءله عن علاقته بالمخابرات الإسرائيلية في هذه الأوقات". وهي العبارات التي دفعت شباط إلى رفع ورقة مكتوب فيها "أنت كذاب"، أتبعها بعبارة "المعتصم"، محيلا بذلك إلى قضية ترجع إلى حوالي ثلاث سنوات ونصف، حين اعتقل جامع المعتصم، مدير ديوان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران حاليا ونائب عمدة سلا ورئيس مقاطعة تابريكت سابقا، على خلفية شكاية رفعها ضدّه إدريس السنتيسي، عمدة المدينة السابق؛ إلى أن أطلق سراحه، بعد شهر من الاعتقال، وقبل يومين فقط من انطلاق حراك 20 فبراير عام 2011. وعلاقة بتعقيب رئيس الحكومة اليوم على هجومات فرق المعارضة، دعا بنكيران هذه الأخيرة إلى تفعيل دورها الدستوري في أن "ترعى شؤون العباد وتَقدُّم البلاد.. بدل تضييع الوقت في مناورات فاشلة"، مضيفا "بهذا الأسلوب لن تصلوا إلى شيء، الدنيا تْغْيّرَات ما بْقَاشْ اللسان تَيْكْفِي في التضليل". وعلق بنكيران على مداخلات قيادات أقوى أحزاب المعارضة، من ضمنهم "الاستقلال" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" و"الأصالة والمعاصرة"، بقوله "تخيلت أن الانتقادات ستكون لاذعة وقاسية وهذا مفهوم، لكن لم أتصور سوء الكلام يصل إلى تلك الدرجة ويختلط بالكذب والبهتان ونحن في رمضان"، واصفا تلك المداخلات ب"المخجلة" و"المضحكة" التي "لا يمكن أن يصدقها مجنون أحرى عاقل". وكانت فرق المعارضة قد انهالت على رئيس الحكومة بسيل من الانتقادات اللاذعة، ردا على الحصيلة المرحلية للحكومة، وصلت إلى حد الاتهامات، من قبيل مطالبة الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، لبنكيران بالكشف عن علاقته بما يسمّى "الدولة الإسلامية" المعروفة سابقا ب"بداعش"، وجبهة النصرة، المقاتلة في سوريا، وجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد". أما الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، فاتّهم بنكيران باستغلاله للمبادرات الملكية، بغرض "النفخ" من حصيلته الحكومية التي وصفها ب"الهزيلة"، فيما اتهم من جهته حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، حزب العدالة والتنمية وأمينه العام، عبد الاله بنكيران، باللعب على وتر ابتزاز الدولة والمجتمع بإسم الاستقرار، واستغلال شعار حركة 20 فبراير، الخاص بإسقاط الفساد والاستبداد.