ما فعله حميد شباط في مجلس النواب مثير للشفقة والغثيان في آن، فبعد أن أطلق لسانه قبل أيام متهما رئيس الحكومة بربط علاقات بالجماعة الإرهابية «داعش» وجبهة النصرة وبجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، وهي الاتهامات التي حاول كثيرون تمريرها ب«شربة ماء» بمبرر أنها تدخل في باب المناورة ومحاولة استفزاز المعارضة للأغلبية، عاد «زعيم» الاستقلاليين أول أمس إلى ممارسة صبيانيته السياسية ورفع ورقتين في وجه رئيس الحكومة أثناء جلسة الرد على ملاحظات المعارضة بخصوص الحصيلة المرحلية، كتب في إحداهما عبارة «أنت كذاب»، في حين خط في الثانية «المعتصم»، في إشارة منه إلى قضية اعتقال جامع المعتصم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ونائب عمدة سلا، قبل 3 سنوات، على خلفية شكاية ضده تتعلق بالفساد. ما يقوم به شباط مستفز إلى أبعد الحدود، وكلنا يتذكر الحمير التي استقدمها لتوظيفها في مسيرة احتجاجية جابت شوارع العاصمة، وهي تصرفات لا تليق بالسياسيين فبالأحرى بأمين عام لأعرق الأحزاب المغربية؛ وخرجاته المتوالية ضد رئيس الحكومة وفريقه تنم عن المستوى الذي يريد أن يقود إليه الممارسة السياسية، حتى إن أعضاء في فريق الحزب استهجنوا ما قام به الزعيم ولم يخفوا تذمرهم من رعونته وإصراره على تنفيذ أفكاره التي تفقد الحزب احترام المغاربة إن كان ترك فعلا ما يستوجب الاحترام. والسؤال المطروح: أين حكماء الحزب من كل هذا الهراء؟