تناولت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الأحد ، الملف الأمني في تونس، وإشكالية المنظومة التربوية في الجزائر، والاستعدادات الجارية في موريتانيا لحفل تنصيب الرئيس محمد ولد عبد العزيز لولاية ثانية. ففي تونس، استأثر الملف الأمني، والمسيرة الوطنية المناهضة للإرهاب التي نظمت أمس الجمعة بالعاصمة التونسية، باهتمامات الصحف. وفي هذا السياق، كتبت (الصباح) في افتتاحيتها أن "مختلف القوات الأمنية شنت ليلة أول أمس الجمعة وفجر أمس السبت حملات أمنية مكثفة للبحث عن المطلوبين في القضايا الإرهابية بولايات كل من القصرين وسيدي بوزيد والكاف، أسفرت عن توقيف 64 مشتبها بهم، أكثر من ثلثهم بالقصرين (القريبة من جبل الشعانبي، حيث تم اغتيال 15 جندي تونسي يوم الأربعاء الماضي)، والتي بلغ فيها عدد الموقوفين في ظرف ساعات قليلة 23 شخصا". وتحت عنوان "في مسيرة الوحدة الوطنية : جميعا ضد الإرهاب.. وتنديد بمحاولات تشتيت الصف"، كتبت صحيفة (الضمير) أن المسيرة الوطنية التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل أمس السبت بالعاصمة، ضمت ممثلين عن أحزاب سياسية تونسية وجمعيات من المجتمع المدني تنديدا بالأعمال الإرهابية الأخيرة التي أودت بحياة 15 جنديا، مضيفة "أنه بالرغم من كون الشعار الأبرز للمسيرة هو +الوحدة الوطنية+ إلا أن التشنج خيم على الأجواء بسبب رفض بعض النقابيين وأنصار الجبهة الشعبية مشاركة ممثلين عن حركة النهضة في المسيرة". في نفس السياق، وتحت عنوان "في المسيرة المناهضة للإرهاب يوم أمس وسط العاصمة، غابت الوحدة الوطنية المزعومة وحضر الاحتقان السياسي"، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن المسيرة "انزلقت نحو التجاذبات السياسية والتراشق بالتهم بين أنصار حركة النهضة من جهة ، وأنصار الاتحاد العام التونسي للشغل والجبهة الشعبية من جهة أخرى"، مضيفة أن هذه المناوشات سرعت بإنهاء المسيرة إثر انسحاب أغلب الأحزاب وقياداتها باستثناء أنصار النهضة. صحيفة (الشروق) كتبت في افتتاحيتها أن العملية الإرهابية الأخيرة، في توقيتها ودقتها وعنفها ودمويتها، أكدت أنها لم تكن مجرد عمليات عابرة، حيث أنه "بمدلولاتها السياسية فإن هذه العملية الجبانة هي حرب تستهدف العملية الانتخابية وإفشال ما تبقى من مراحلها، وهي أيضا حرب على الجيش، وربما محاولة انتقام من مؤسسة عسكرية كانت سندا للشعب في ثورته وحامية للمسار الانتقالي، وراعية للتجربة الديمقراطية الناشئة". على المستوى الانتخابي، كتبت صحيفة (الصباح) في صفحتها السياسية "ردة فعل سريعة تلك التي قام بها نحو 20 ألف ناخب أول أمس بالذهاب إلى مختلف نقاط تسجيل الناخبين التابعة للهيئة العليا المستقلة في تأكيد واضح على رفض التونسيين لكل أشكال العنف والإرهاب". ونقلت الصحيفة عن رياض بوحوشي عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تأكيده ، في تصريح صحفي، ارتفاع نسبة تسجيل التونسيين في الانتخابات منذ الأربعاء الماضي ، يوم اغتيال الجنود بجبل الشعانبي ، إلى 4 ملايين و700 ألف ناخب. وفي الجزائر، تناولت الصحف إشكالية المنظومة التربوية التي غدت تهدد مستقبل الأجيال القادمة، مما حدا بالوزارة الوصية إلى التدخل لوضع قطار التعليم على سكته الصحيحة. وأوردت الصحف، في هذا السياق، أن وزارة التربية الوطنية تنظم بداية من اليوم الأحد وعلى مدار يومين ندوة وطنية تحت شعار "إصلاح الإصلاحات"، بحضور الشركاء الاجتماعيين، وجمعيات أولياء التلاميذ، الذين سيناقشون آخر مرحلة لتقييم إصلاحات المنظومة التربوية من خلال دراسة نحو 400 اقتراح تم رفعه على مستوى الولايات على أن تتوج الجلسات "بقرارات" و"تعليمات" ستطبق ابتداء من الدخول المدرسي المقبل. ومن بين هذه المقترحات - وفقا للصحف- "العودة إلى نظام ست سنوات في الطور الابتدائي، وتقليص المواد المدرسة، وتعميم نظام الدوام الواحد، واستحداث 'معامل' للسنة الدراسية لضمان انضباط التلاميذ ووضع حد لظاهرة مغادرة مقاعد الدراسة للمترشحين للبكالوريا، وكذا تدريس الطور التحضيري في سنتين بدل سنة واحدة بدءا من سن الرابعة ابتدائي، ومراجعة نظام الامتحانات الرسمية والمصادقة على إلغاء الدورة الاستدراكية". وتعليقا على هذه الندوة، كتبت (الفجر) "يبدأ اليوم العد التنازلي لطي صفحة 11 سنة من إصلاحات وزير التربية السابق من خلال إشراف اليوم المسؤولة الأولى عن القطاع على الندوة الوطنية التي قررت نورية بن غبريط أن تكون تحت شعار 'الوجهة نحو النوعية'، في محاولة للوصول إلى إصلاحات جديدة وتغييرات تربوية، بعد أن طعنت في الإصلاحات الراهنة والبرامج المتداولة واعتبرتها سببا للمستوى الضعيف لملايين التلاميذ الجزائريين في ظل عدم مصداقية البكالوريا والتي تخبئ لها الوزيرة أفكارا جديدة لإعادة مصداقيتها". في السياق التربوي، أوردت صحف أن وزارة التربية الوطنية قررت اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستباقية لمنع تأثير أي أعمال عنف طائفية على المسار الدراسي لأكثر من 20 ألف تلميذ، خلال الموسم الدراسي القادم بغرداية (600 كلم جنوبالجزائر العاصمة)، مضيفة أن الوزارة أشركت في المشاورات حول الإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع تأثير أعمال العنف على مسار التلاميذ الدراسي، كلا من جمعيات أولياء التلاميذ ومصالح الأمن والطاقم التربوي في عدد من المؤسسات التربوية التي عانت من مضاعفات أعمال العنف وانقطاع الدراسة. وبخصوص غرداية، نشرت (الخبر) مقالا انتقدت فيه مساعي الجزائر لحل مشكل مالي في وقت عجزت عن حل مشكلها الداخلي المتمثل في أزمة غرداية. وتساءلت "هل السياسة الخارجية الجزائرية أصبحت فعلا سياسة 'اللهف' المظهري أكثر منها سياسة حكيمة وتخدم المصالح العليا للبلد في علاقاته بمحيطه وغير محيطه¿"، معتبرة أن "الحكومة الجزائرية لو كانت جادة في حل مشاكل الدول المحيطة بالجزائر لسارعت أولا في حل أزمة غرداية. فهل يصدق الماليون أن الحكومة الجزائرية لها وزنها وقيمتها في ضمان حل بين الفرقاء في مالي¿، والحال أن هذه الحكومة أصبحت عاجزة عن حل أزمة داخل بلدها كأزمة غرداية". وتابعت أن "أحسن عمل يقوم به زعماء شمال مالي هو التوسط بين حكومة الجزائر وعروش غرداية لحل الإشكال، لأن الغرداويين يمكن أن يثقوا في لمة زعماء شمال مالي ولا يثقون في كلام وزراء الحكومة" الجزائرية. وفي موريتانيا، تطرقت الصحف إلى الاستعدادات الجارية لحفل تنصيب الرئيس محمد ولد عبد العزيز لولاية ثانية، والمسيرة التي شهدتها نواكشوط تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة. فقد تناقلت مجموعة من الصحف أنه بات من شبه المؤكد أن وفود 30 دولة عربية وإفريقية وأوروبية ستحضر حفل تنصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لولاية ثانية مدتها خمس سنوات غير قابلة للتجديد، المقرر يوم ثاني غشت المقبل بالملعب الأولمبي بنواكشوط. وذكرت أنه سيكون من بين هذه الوفود عشرة رؤساء دول أغلبهم أفارقة ورؤساء حكومات ووزراء خارجية. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (المواطنة) أن الولاية الثانية للرئيس ولد عبد العزيز ستكون ولاية "ترسيخ مقومات الوحدة الوطنية وتسريع وتيرة التنمية"، متوقعة أن تقدم الحكومة الحالية استقالتها غداة حفل التنصيب. على صعيد آخر، تطرقت الصحف إلى المسيرة الحاشدة التي شهدتها العاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد صلاة الجمعة تضامنا مع سكان غزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي الغاشم عليها، وهي الثانية من نوعها في ظرف أسبوع. وأشارت إلى أن المشاركين في المسيرة، من علماء وقادة أحزاب سياسية وفعاليات المجتمع المدني، رفعوا شعارات تدعو لنصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في وجه العدوان الغاشم الذي يتعرض له من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي من قبيل "تحية لغزة الصمود" و"غزة لن تترك " و"المقاومة خيارنا". من جهة أخرى ، توقفت مجموعة من الصحف عند الأضرار التي خلفتها الأمطار الغزيرة ببعض مناطق البلاد وخاصة مدينة أمبود. ونقلت عن حاكمها المساعد قوله إن وضع سكان المدينة المنكوبة "وصل إلى درجة كارثية، نظرا لحجم الأضرار التي سجلت والتي طالت أكثر من 700 منزل تهدمت بشكل كامل وصار أغلب سكانها مشردين". ولم تفت الصحف الإشارة إلى هزيمة المنتخب الموريتاني لكرة القدم ،أمس السبت في كمبالا، أمام نظيره الأوغندي 2-0 برسم ذهاب الدور الثاني من تصفيات كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2015 )، داعية إلى تضافر الجهود حتى يكون منتخب ( المرابطون ) في الموعد يوم ثالث غشت القادم لتدارك الموقف والتأهل لدور المجموعات.