تابعت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، الإضراب الذي تخوضه شغيلة قطاع التعليم للأسبوع الثالث على التوالي، فيما اهتمت الصحف الموريتانية بالمشاورات الجارية لتشكيل حكومة جديدة واجتماع المجلس الوزاري لمنظمة استثمار نهر السنغال. ففي الجزائر، حضر إضراب الشغيلة التعليمية الذي دخل أسبوعه الثالث، بقوة على أعمدة الصحف، منها (الخبر) التي قالت تحت عنوان "الانسداد"، إن الإضراب في المدارس دخل أسبوعه الثالث، ولم تعد هناك مؤشرات تدل على أن "الكابوس" الذي يهدد الملايين من التلاميذ سينتهي غدا، خاصة أن المضربين يصرون على الذهاب بعيدا في حركتهم الاحتجاجية بعد أن تيقنوا أن تحذيرات الوزير "للعودة إلى بيت الطاعة قد فاتها الزمن". ورأت أنه أمام هذا الانسداد مع ما يخلفه من نتائج وخيمة على مصير التلاميذ، أصبح "تدخل الوزير الأول شخصيا" أكثر من ضروري. ودعت صحيفة (الجزائر نيوز) الجهاز التنفيذي إلى اختيار "وسيلة أخرى أرقى وأكثر احتراما في التعامل مع الأساتذة الذين يمارسون حقهم الدستوري في الإضراب، والذين تمسكوا به أكثر بعد التصريحات والتهديدات التي أطلقتها وزارة التربية بفصلهم، تحت شعار "التصدي للإهانة والتركيع". واعتبرت أن "هذا دليل تام على وعي هذه الفئة التي تنتج الرأسمال الرمزي للبلاد بقوانين الجمهورية الجزائرية، لذلك لا داعي لابتزازها بمصلحة التلاميذ ولا لاستفزازها بالتهديد بالفصل، وإنما احترامها كشريك حقيقي والاستماع إلى انشغالاتها بأسلوب حضاري الغاية منه خلق الحلول لا افتعال المشاكل والتركيع، خصوصا وأن الظرف الراهن لا يحتمل مزايدات ومضايقات من شأنها أن تخفي مآرب وضيعة". وتحت عنوان "أنقذوا المدرسة"، كتبت مديرة نشر صحيفة (الفجر) أن "الجزائر تعيش اليوم مرحلة حساسة لم تعرفها ربما منذ الاستقلال (...) وأبناؤنا في المدارس، يواجهون اليوم وحش الإضراب، من جهة والوضع السياسي المتعفن من جهة أخرى، لكن العراك على السلطة، أنسى المسؤولين ما يحصل في المدرسة من كوارث". وتابعت أن "أبناءنا اليوم بأيدي الأساتذة الذين في كل مرة يتخذونهم رهينة لقضاء مآربهم، فمع كل دخول مدرسي تتصاعد وتيرة هذا النوع من العنف، ولا أحد يدفع الثمن إلا التلاميذ، إما بسنة بيضاء، أو بخصم نصيب كبير من البرامج الدراسية، والنتيجة التراجع الفاضح في المستوى الدراسي"، مضيفة "هم اختاروا لأبنائهم وأسرهم أوطانا ومدارس بديلة، واختاروا لنا الخوف والإرهاب، ومدرسة منكوبة تتقاذفها الصراعات السياسية، فلا يهمهم من الجزائر إلا واردات النفط وكيف ينهبونها". وفي سياق الاحتجاجات، أوردت صحيفة (الشروق) أن مواطنين بولاية ميلة (470 شرق الجزائر العاصمة) أقدموا "على قطع الماء عن بعض المشاتي البعيدة عن قريتهم، لأجل أن يõجبروا السلطات المحلية، على إصلاح طرقات قريتهم، وتوفير النقل لأبنائهم التلاميذ". ووصفت الصحيفة ذلك بأنه "تطور إلى الخلف طبعا في قطار الاحتجاجات المجنون الذي انطلق ذات ربيع ورفض أن يتوقف"، محذرة من أن "هذه الحلقة ستجرنا إلى مسلسلات أخرى ستطول قطع الكهرباء والهاتف وربما الدواء، لأجل تحقيق طلبات اجتماعية ضمن المعادلة 'المازوشية المعقدة' التي صار يلجأ فيها المواطن لضرب المواطن، من أجل أن يحقق هو مطالبه". وتساءلت "لا نفهم لحد الآن لماذا تشتري الدولة عندنا سلمها 'الاجتماعي الظاهري'، بهذه الفاتورة الضخمة التي تسببت في تواجد الجزائر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا في وضعية لا تختلف عن وضعية اليابان بعد قصفها بالقنبلة الذرية¿"، خالصة "قد نصلح بسهولة دولة حادت عن جادة الصواب، كما صلحت رومانيا وبولونيا والمجر وغيرها من الدول التي عاث حكامها فسادا، فقوøمها الشعب وقوøمها الزمن، لكن أن نصلح شعبا دلøل نفسه بالاحتجاجات، ونوøع فيها وصار يبتكر منها طرقا غريبة تنتشر مثل النار في الهشيم، فذاك ما لا يستطيع فعله لا النظام الحالي، ولا 'الافتراضي' الذي اقترح نفسه بديلا". وشكلت المشاورات الجارية لتشكيل حكومة جديدة واجتماع المجلس الوزاري لمنظمة استثمار نهر السنغال وإضراب الأطباء الاختصاصيين، أهم المواضيع التي تناولتها الصحف الموريتانية. فبخصوص التشكيلة الحكومية المرتقبة أشارت صحيفة (الأمل الجديد ) إلى أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اجتمع ، أمس الأحد ، مع الوزير الأول المكلف مولاي ولد محمد لغظف للتشاور من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الفريق الحكومي المقبل. وأفادت الصحيفة أنه من المنتظر أن تضم الحكومة الجديدة وزراء من عدة أحزاب من الأغلبية الداعمة للرئيس ولد عبد العزيز مثل الاتحاد من أجل التقدم والديمقراطية والحراك الشبابي والفضيلة والكرامة، غير أن القسم الأكبر سيكون من نصيب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) وخاصة وزارات السيادة. ووفق ذات الصحيفة، فإن التشكيلة الجديدة ستشهد توسعا طفيفا في هيكلتها بإضافة حقيبة مخصصة للشؤون الإفريقية. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الشعب) إلى أشغال الدورة العادية السادسة والستين لمجلس وزراء منظمة استثمار نهر السنغال التي اختتمت أول أمس السبت في نواكشوط، والتي تمت خلالها مناقشة أنشطة المنظمة لسنة 2013 وبرنامج أنشطة وميزانية 2014 الخاصة بالمفوضية السامية. ونقلت عن مامادو فرانكلي كيتا وزير الطاقة والمياه المالي، الرئيس الدوري لمجلس وزراء المنظمة، قوله أن الوزراء ناقشوا العديد من المشاكل الهامة بغية البحث لها عن حلول خاصة ما يتعلق بتطوير النقل متعدد الوسائل ولاسيما الملاحة النهرية، إلى جانب السبل الكفيلة بوضع إجراءات جديدة لتسهيل رصد التمويلات المتحصل عليها لإنجاز المشاريع الكهرومائية. وتوقفت مجموعة من الصحف عند الإضراب الجزئي الذي شنه، أمس الأحد، الأطباء الاختصاصيون في نواكشوط والذي "تسبب في اختلال في سير العمل بأقسام المستعجلات وإلغاء العديد من العمليات الجراحية"، وفق ما أوردت صحيفة (لوتانتيك). وحسب هذه الصحف، فإن هذه الحركة الاحتجاجية جاءت تعبيرا عن رفض منع سيارات الأطباء من دخول المستشفى الوطني، وهو قرار اعتبروه "إهانة للإطار الطبي"، بالإضافة إلى رفض التلفزة الرسمية الاعتذار للأطباء عن تقرير اعتبرته منسقية نقابات الصحة "مريبا" وكان "عن سبق إصرار".