رغما عن مرور السنين تلو الأخرى ما زال الفنان المغربي جلال الحمداوي، المغني والملحّن، متذكّرا لأول سويعات رمضانيّة صامها.. إذ كان ذلك في ربيعه ال9 حين أمضى نصف نهار صائما، وفي الغد أكمل النهار بأكمله.. ويبتسم جلال وهو يتذكّر أحاسيسه وقتها، ويضيف: "رمضانا مباركا لكلّ المغاربَة، أتمنّاه مليئا بالصحة والعافية وطول العُمر والمغفرة من كل الذنوب". ويرى الحمداوي، وفقا لتصريحات أدلى بها لهسبريس، بأنّ الأجواء الرمضانيّة تتغيّر بفعل تبدّل الرؤى مع التقدّم في الأعمار.. "حين يكون المرء صغيرا، دون مسؤوليات، يحس بكل هذه الأجواء، أمّا حين ينال قسطه من المشاكل فإنّه لا ينتبه للعديد من الأمور" يقول ذات الفنان قبل أن يزيد: "في طفولتي كنت أقضي رمضان مع الأسرة والعائلة بوجدة، وقد كان ذلك رائعا، وبعد كبري عشت وسط الغربة وأضحى لزاما عليّ أن أقضي الشهر وحدي ليتغير استطعامُه". جلال يسعد بكل رمضان يقضيه في المغرب، مستغلاّ كلّ وقت من النهار في لقاء العائلة، بينما يضيع الشهر الكريم بمستقر الحمداوي في أوروبا، خاصّة مع الالتزامات المهنيّة والطول النسبي لفترة الصيام التي لا تترك غير سويعات قلائل للإفطار.. ويورد الملحّن المغربي: "من يعيش في أوروبا ويتوفر على إمكانيّة لقضاء رمضان بالمغرب لا أخاله يتردّد في ذلك". البرنامج الرمضاني للحمداوي، وسط الديار البلجيكيّة، يجعله يصحو قبل منتصف النهار، لأنّه لا ينام إلا بعد صلاة الفجر.. بعدها يفتح الأستوديو الخاص به ككل يوم، ولا يتوقف حتى غروب الشمس.. "بعد تناولي للإفطار أصلي التراويح رغما عن صعوبة إقامتها بالمسجد بالنسبة لي، ذلك ان مسافة كبيرة تفصل بين مسكني وأقرب بيت لله، خاصّة مع تأخر وقت إقامة الشعيرة.." يردف الحمداوي. ويقر جلال بأنّه يقدم على مشاهدة البرمجة التلفزية المغربية للقنوات العمومية، بالرغم من توفر خيارات بديلة على الساتل، ويرجع ذلك إلى "البحث عن متنفسات توفر الإحساس بأجواء العائلة المغربيّة، وكذا بعض الترفيه المقترن بالمعاش المغربي".. نفس الفنان المراهن دوما على التجديد في الأغنية المغربيّة، وهو الذي عهد الاشتغال ملحنا وموزّعا قبل الغناء، يواظب منذ سنتين على الاشتغال ضمن قطع ناجحة على المستويات الإقلميّة والدوليّة، ويتوفّر على عدد من الأعمال الجديدة رفقة ثلّة من نجوم المجال الغنائيّ. ويعترف جلال الحمداوي، ضمن نفس اللقاء مع هسبريس، بأنّه مقصّر في آدائه الفني كمغنٍّ، مبررا ذلك بإعطائه كل وقته للعمل مع أصوات أخرى لدرجة نسيانه نفسه.. ويزيد: "أعد جمهوري بتقديم جديد شخصيّ العام المقبل، وسيكون ذلك مختلفا عن النمط الحالي باختياري نوعا غنائيا ناجحا أفخر به ويشرف وطني".