كيف يقضي المبدع وقته في شهر رمضان، ما هي الأجواء والطقوس التي ترافقه وهل هناك خصوصيات تطبع حياته الخاصة.أسئلة سنطرحها في حلقات، طيلة الشهر المبارك، لنستشف من خلالها بعض خصوصيات المبدعين المغاربة، الذين تتغير حياتهم في هذا الشهر، ويضبطوا عقارب ساعاتهم على إيقاعه، محاولين كسر روتين الحياة اليومية. في كل حلقة من حلقات هذا الركن سنستضيف فنانا أو كاتبا أو مبدعا في جميع مجالات الإبداع، ليتحدث عن تجربته مع شهر رمضان، وعن مشاريعه وخصوصياته في قالب إبداعي ينحو إلى البساطة. وعبر هذه الحلقات سنسبر أغوار شخصيات استثنائية. شخصيات متميزة، ستطل على القارئ المغربي كل يوم لتتواصل معه، ولتتحدث عن عادات الأكل لديها في رمضان وعن الرياضة والقراءة والهوايات، التي تمارسها في هذا الشهر الفضيل وعن الأسرة والأصدقاء، وبطبيعة الحال التحدث عن الجانب الإبداعي والطرائف، التي تعرض لها الفنان والمبدع خلال مساره المهني، إذ سنختار 30 شخصية مبدعة ستتنوع بتنوع مجالات اشتغالها. تعرف الجمهور المغربي على الفنان غاني القباج عند مشاركته في العديد من السهرات الفنية المباشرة، ضمن من المهرجانات والتظاهرات الفنية التي تحتضنها مختلف مدن المملكة أو من خلال مشاركته في برامج تلفزيونية على قنواتنا الوطنية. شارك غاني، أخيرا، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان "تيميتار" في مدينة أكادير، وذلك ضمن الجزء الخاص بالفنانين المغاربة المقيمين في الخارج. كما أصدر أخيرا أغنيته الجديدة المعنونة ب"تقاضى الكلام"، التي تعامل خلالها مع كاتب الكلمات حميد الدواسي، فيما قام بتلحينها وأداها "ديو" مع الفنان سعيد مسكير. يعد الفنان المغربي غاني القباج واحدا من الوجوه الفنية الشابة، التي استطاعت أن تمزج في الآونة الأخيرة إيقاعات مغربية مع أخرى أجنبية في عدد من الأعمال. وقد أصدر سنة 2000 ألبومه "علمتني"، ليتوج سنة بعد ذلك كأحسن مغن في شمال إفريقيا، حيث حصل على جائزة "كورا أواردز" في جنوب إفريقيا عن أغنيته "كلمة من عندك"، وهي مزيج من الإيقاعات اللاتينية الإفريقية، وهي الجائزة التي اعتبرها اعترافا به كفنان إفريقي. كما سبق لغاني أن شارك في العديد من السهرات الفنية مع نخبة من النجوم العرب، كوردة الجزائرية، والشاب خالد، ومامي، وفضيل. غاني، شارك أخيرا في البرنامج التلفزيوني "كوميديا شو" على القناة الأولى، كما شارك في الاحتفال بعيد الموسيقى، الذي نظم في الحادي والعشرين من يونيو الماضي في مدينة الدارالبيضاء. في هذا اللقاء الرمضاني يفصح الفنان غاني القباج عن بعض خصوصياته في هذا الشهر الكريم، وعن طرائف حدثت له. متى تستيقظ في أيام رمضان؟ يتراوح موعد استيقاظي في رمضان ما بين العاشرة إلى الحادية عشرة صباحا، وهذا يرجع أساسا إلى السهر المتكرر الذي يوازي ليالي رمضان. كيف هو برنامجك اليومي في هذا الشهر؟ ألتقي مع الأصدقاء يوميا لتبادل أطراف الحديث، بالإضافة إلى صياغة برنامجنا الليلي، كما أقضي معظم وقتي في الصلاة وقراء القرآن الكريم، إذ أحرص على إنهاء المصحف بأكمله، خلال هذا الشهر المعظم. هل تذهب للسوق لشراء مستلزمات المطبخ؟ ليس دائما، لكن أفضل بين الفينة والأخرى أن أتجول في السوق قبل موعد الإفطار لأقتني بعض مستلزمات مائدة الإفطار، رغم أن العائلة توفر كافة "الشهيوات" اللازمة. ما يميز مائدة إفطار غاني؟ غالبا ما تكون مائدة إفطاري خفيفة، إذ أتناول المواد الأساسية بالإضافة إلى أكلات تقليدية مغربية تتصدرها الحريرة، بالإضافة إلى الشباكية والتمور والحليب، فيما أتناول القهوة بكثرة لأنني من الناس المدمنين على شربها. كما أنني أترك المعدة فارغة إلى وجبة العشاء. ما هي البرامج التي تتابعها؟ لا أتابع كثيرا شاشة التلفزيون، لكن عندما تكون الفرصة سانحة أمامي، فأشاهد الأعمال الوطنية وخاصة منها الكوميدية، بالإضافة إلى متابعة النشرات الإخبارية التي تعرفنا بعادات وتقاليد مختلف جهات المملكة في هذا الشهر الفضيل. ما الذي تقوم به بعد وجبة الإفطار؟ بعد صلاة المغرب وتناول وجبة الإفطار أحرص على صلاة العشاء وصلاة التراويح، بعدها إن كانت لدي سهرات ليلية، فإنني أتوجه إليها لكي أكملها باكرا، حتى أعود إلى البيت للجلوس رفقة العائلة على مائدة العشاء والسحور، وإن لم تكن سهرات ليلية فإنني أجلس رفقة أصدقائي في مقهى أو البيت للحديث فيما بيننا. أليست لك طقوس معينة في ليل رمضان؟ أتقرب إلى الله تعالى، خلال هذا الشهر، كما أتوجه بالدعاء إلى الخالق، لأن هذا الشهر هو مناسبة للمغفرة والثواب. هل تستقبل الضيوف خلال هذا الشهر؟ نعم أتبادل الزيارات مع أصدقائي لأن هذا الشهر أيضا هو مناسبة لصلة الرحم، وكذا لزيارة الأصدقاء والأقارب. ما هي أحب الأوقات إليك في رمضان؟ جميع أوقات شهر رمضان هي أحب إلى قلبي، وخاصة عندما أصلي دون تعب وبراحة نفسية، لأنني أحب أن أتقرب إلى الله بخشوع. هل تتذكر بعض المواقف الجميلة التي حدثت لك خلال هذا الشهر؟ عندما كنت صغيرا كان والدي يشجعاني على الصوم، ويقدمان لي مجموعة من الإغراءات لكي أصوم، من بينها أن والدي رحمه الله كان يقول لي إن صمت سيعطيني بيضتين خاصة وأنني أحب تناول البيض، فما كان علي إلا أن أصوم حتى أنال الجائزة "الكبرى" المنتظرة، وهي تناول بيضتين عوض بيضة واحدة. وهل هناك مواقف لا تحسد عليها؟ كنت خلال شهر رمضان من إحدى السنوات الماضية، مريضا، ما حتم علي بناء على قرار الطبيب عدم الصيام، وخلاله كنت حزينا كثيرا لأنني كنت أشاهد الناس صائمين، لكن قدرة الله تعالى فوق كل اعتبار، والحمد لله تجاوزت تلك المحنة. هل تتذكر صيامك الأول؟ كنت صغيرا ولا أتذكر بالضبط كم كان عمري، لكن ما أتذكره أنه كان يوما ممطرا جدا، وصاحب نزول أمطار قوية ببرق ورعد ما أحدث لدي رعبا وخوفا، لكن بتشجيع عائلتي، استطعت إكمال اليوم حتى موعد الإفطار.