سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين الضوء على تداعيات العدوان الاسرائيلي المتواصل،على قطاع غزة، على عملية السلام في الشرق الأوسط، التي أصبحت في خبر كان، متوقفة عند الجهود المبذولة عربيا ودوليا لإيقاف هذا العدوان الغاشم، والدور المحوري لجامعة الدول العربية الذي يجب أن تضطلع به في هذا الظرف العصيب. وهكذا، واصلت الصحف الأردنية اهتمامها بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق أهالي قطاع غزة العزل، مركزة على تأثيرات هذا العدوان، وكيفية الرد عليه. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الدستور)، تحت عنوان "الحرب الشخصية مع إسÜرائيل"، أن التأثير الوحيد على المدى البعيد الذي تقوم به إسرائيل في عدوانها الجديد على غزة، وفي كافة ممارساتها السابقة ضد الشعب الفلسطيني وشعوب عربية أخرى، أنها تعيد التذكير مرة أخرى باستحالة شبه نهائية لوجود حالة سلام مع العالم العربي، وأن حالة الحرب سواء كانت صامتة أو مندلعة سوف تستمر مع كافة الشعوب العربية بغض النظر عن الاتفاقيات السلمية التي تحدث، أو الوهم الذي يمكن أن نشعر به في بضع حالات مفاده أنه يمكن التوصل إلى حالة سلام عادل ومستدام مع الدولة الصهيونية. من جهتها، اعتبرت صحيفة (الرأي)، أن الموقف الاسرائيلي الراهن، الناتج عن هشاشة الواقع العربي، سيقود الإسرائيليين إلى سلسلة من الحروب القصيرة، أو الطويلة، وهذه الحروب لن تحقق الاستقرار أو الأمن للمجتمع الاسرائيلي، وما يجري الآن عبر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يؤكد لاسرائيل، ومن يؤيدها ويدعمها، أن الخيار العسكري لن يحقق أهدافها، وأن الهروب إلى الأمام لن يحل أزمتها الوجودية، لأن الشعب المحاصر الذي سطر بدمه ملحمة الصمود سيخوض ألف حرب وحرب دفاعا عن حريته وكرامته، لأنه مؤمن بأن الحق أقوى من الطائرات والدبابات والبوارج الحربية. من جانبها، كتبت صحيفة (الغد) أن أحد الردود الممكنة على العدوان الإسرائيلي، أن تحل السلطة الوطنية الفلسطينية نفسها وتسلم عهدتها للاحتلال، حتى لا تكون مجرد غطاء له، تعفيه من مسؤولياته الإدارية والأمنية، مضيفة أنه "بمناقشة هذا الخيار بعقل بارد، نجد تحفظات منطقية ومشروعة عليه، وربما الاستحالة الواقعية لتنفيذه. فالإدارة الفلسطينية الذاتية مكسب متحقق، لا يتناقض مع أي موقف سياسي يمكن اعتماده، بما في ذلك اعتبار اتفاقية أوسلو منتهية، والسلطة الفلسطينية تتصرف الآن خارج نطاق الاتفاقية، وتبني المؤسسات غير المنصوص عليها فيها". واعتبرت أن "الرد الواقعي الوحيد ليس ترك الفلسطينيين وحدهم، بل قرار عربي جذري بوضع إسرائيل بين خيارين، إما وقف العدوان وانهاء الاحتلال وتحقيق سلام عادل ودائم، أو إلغاء كل اتفاقيات السلام معها". أما الصحف المصرية فاهتمت بالاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب، المقرر مساء اليوم بالقاهرة ، فضلا عن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وردود الفعل الإقليمية والدولية جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، والوضع الأمني بسيناء. وهكذا أشارت جريدة (الأهرام) في مقال تحت عنوان "اكتمال الاستعدادات لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب" أن جامعة الدول العربية طالبت الدول العربية والإسلامية بالتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل الضغط على اسرائيل حليفتها الاستراتيجية لوقف عدوانها على الشعب الفلسطينى وإنهاء الحصار على قطاع غزة كما طالبت الدول العربية وشعوبها بالإسراع لتقديم العون الانسانى العاجل لأهل قطاع غزة . ونقلت عن الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية، محمد صبيح ، تصريحه أمس بأن وقف العدوان الإسرائيلي هو بيد الولاياتالمتحدةالأمريكية وتستطيع واشنطن أن تقول لإسرائيل "أوقفوا هذا العدوان فورا" مشيرا إلى وجود أصوات فى إسرائيل تقول إن هذا العدوان يضر ضررا بالغا بمستقبل إسرائيل في المنطقة . أما جريدة (الأخبار) فأبرزت تحت عنوان "السيسي .. انشغالنا بالداخل لن يثنينا عن التوصل إلي تسوية عادلة للقضية الفلسطينية" تجديد الرئيس التأكيد علي أن "القضية الفلسطينية تحتل مكانتها التقليدية في السياسة الخارجية المصرية، وأن انشغالنا بالداخل المصري لن يثني من عزمنا للسعي نحو التوصل إلي تسوية عادلة لتلك القضية، حتى يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة ويقيم دولته المستقلة القابلة للحياة علي أراضي الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وبخصوص الوضع الأمني في مصر، نقلت جريدة (الوطن) عن مصدر أمني مصري تصريحه أن صاروخين استهدفا الكتيبة (101) في العريش، عقب إطلاق قذيفة (هاون) على حي الضاحية، الذي أسفر حتى الآن عن مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات. وأضاف المصدر ذاته، أن الصاروخين استهدفا "الكتيبة 101" بالعريش وأسفرا عن خسائر فادحة، ووصل عدد القتلى إلى ستة أشخاص، إضافة إلى 39 مصابا في حالة حرجة تم نقلهم للمستشفى العسكري العام. وفي قطر، توقفت الصحف المحلية عند الجهود الدبلوماسية المبذولة حاليا لإيقاف العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مشيرة في هذا السياق إلى الاتصالين اللذين تلقاهما أمس الأحد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند . فقد اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها "أن الصمود الكبير الذي أظهره شعب غزة المحاصر ومن ورائه المقاومة الفلسطينية هو ما دفع إسرائيل لطلب التدخل للخروج من الورطة التي أقحمت نفسها فيها بعد أن وصلت صواريخ القسام إلى عمق إسرائيل باثة الرعب والذعر في صفوف الإسرائيليين الذين اتخذوا من الملاجئ سكنا لهم ". من جهتها، توقفت صحيفة (الشرق) عند الجهود التي تبذلها قطر على أعلى المستويات لوضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي خصوصا أمام مسؤولياته المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة والمتعلقة بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، مشيرة الى ان أمير قطر أجرى اتصالات مكثفة مع كل القادة والأطراف ذات الصلة للمساهمة في وقف العدوان الغاشم ، ووضع حد للمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني المحاصر منذ سنوات في قطاع غزة. وتعليقا على الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين في قطاع غزة، قالت صحيفة (الوطن) "لقد حان الوقت لأن تبعث الجامعة العربية برسالة إلى العالم تؤكد فيها أن القضية الفلسطينية ما زالت محورية بالنسبة للعرب جميعا ، وأن الخلافات العربية - العربية لن تكون سببا في ترك الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال فريسة للجرائم الوحشية التي ترتكب بحقه" . وتركز اهتمام الصحف السودانية أساسا حول الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، و الوضع الامني في اقليم دارفور , و إعادة الخرطوم تعاونها مع واشنطن بخصوص مكافحة الإرهاب. وهكذا، كتبت صحيفة ( آخر لحظة ) " حتى ضحى أمس، قضى نحو 160 شهيدا فلسطينيا نحجبهم وأصيب أكثر من ألف بجراح جراء القصف والعدوان الوحشي المركز على منازل السكان المدنيين الآمنين فكان الأطفال والعجزة والنساء في مقدمة ضحايا العدوان ، ملاحظة أن " الواقع العربي والفلسطيني المتردي الذي يجري في ظله العدوان الراهن ، مثل الإغراء الرئيسي والمسهل الأكبر لإسرائيل لكي تشن غزوتها الجديدة المسماة ( الجرف الصامد ) امتدادا لآخر الغزوات التي كنوها ب ( الرصاص المصبوب ) في الخليل". وأبرزت صحيفة ( الانتباهة ) أن إسرائيل ، " التي بإمكان جيشها أن يجتاح قطاع غزة ويعيد احتلاله كما كان في السابق ، تتبع أسلوبا آخر مع غزة ومع الفلسطينيين وهذه الطريقة من الجانب الإسرائيلي هدفها القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني من غير إحداث خسائر في الجيش الإسرائيلي ، وتعلم إسرائيل أن قطاع غزة هو مستنقع لا تريد الدخول فيه وإلا لما انسحبت منه من الأساس ، كما أنها تريد أن تقول للعالم أنها لا تريد إبادة الشعب الفلسطيني ولكن ما تقوم به هو ضد حركة حماس الإرهابية التي تسيطر على القطاع ". وتوقفت صحيفة ( اليوم التالي) عند اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية اليوم الاثنين لمناقشة الوضع في غزة، مشيرة إلى أن" الاجتماع لن يفعل أكثر من التنديد وحتى هذا وهو أضعف الإيمان يأتي متأخرا... وزراء الخارجية العرب عاجزون أمام وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة الذي يستفيد من الدعم الأمريكي المتواصل ومن الضعف العربي البائن . فالعرب منشغلون بجراحاتهم الداخلية بتداعيات ثورات ربيعهم العربي وبنشاط ( داعش) وأخواتها اللائي يهددن الأمن القومي العربي وينذرن بخطر التفتيت والتفكيك المحاق لوحدة الأمة العربية". وتحدث صحيفة ( الخرطوم) من جهة أخرى عن الضربات التي ما فتئت تتلقاها الحركات المتمردة في دارفور وكرفان وغيرها من مناطق الالتهاب جراء الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية في السودان لتجفيف منابع التمرد ، ملاحظة أن اشتداد الحملة العسكرية الحكومية تزامنت مع عوامل كان لها بالغ الأثر في إنهاك قوة هذه الحركات وتضعضعها من بينها توقف الدعم الذي كانت تتلقاه من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الداعم والمحفز الكبير لها والتحسن المضطرد في العلاقات السودانية التشادية ، إضافة إلى انشغال حكام جنوب السودان بمشاكلهم الداخلية. واهتمت صحيفة ( الرأي العام) بما جاء على لسان مصدر مسؤول سوداني مؤخرا بأن بلاده بصدد إعادة في تعاونها مع واشنطن بخصوص مكافحة الإرهاب ، معربة عن اعتقادها أن " هذا التلويح مجرد فرقعة إعلامية .. هنالك أمور كثيرة يجب أن تتبعها الحكومة إذا أرادت تقوية علاقاتها مع واشنطن منها نشر العدالة ومنع الظلم وإتاحة الحريات والقضاء على الفساد ".