ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم اهتماماتها على جهود الوساطة الدولية والإقليمية، لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، لليوم السادس على التوالي. حسب ما ذكرت وكالة المغرب العربي للانباء. ففي قطر انتقدت الصحف تعاطي المجتمع الدولي مع العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وطالبت في افتتاحياتها مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة وكافة المنظمات الحقوقية بوضع حد للاعتداءات الاسرائيلية ومعاقبة هذا الكيان وتقديم قادته للمحاكم الدولية بجرائم الحرب التي يرتكبونها الآن في غزة، وعدم الاكتفاء بالدعوات المتواضعة للتهدئة. وتحت عنوان "تحرك متأخر"، سجلت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن الدعوات والنداءات للتهدئة بين دولة الكيان الصهيوني والفلسطينيين "التي جاءت بعد سبات عميق تظهر بوضوح تواطؤ المجتمع الدولي لمحاولة اجتثاث المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني المحاصر، والتي أثبتت قدرتها على إحداث توازن الرعب، وفرض إرادة حرة في مواجهة جيش مجهز بكل الأسلحة الفتاكة". واعتبرت الصحيفة أن التحرك المتأخر للمجتمع الدولي "يظهر عجزا تاما إزاء اسرائيل في كل جرائمها، كما يظهر استهتارا إسرائيليا بكل قواعد النظام الدولي ومقررات الأممالمتحدة على مدى أكثر من 60 عاما"، مضيفة أن آلة القتل الصهيونية التي تدعمها الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة "لا تتوقف عن سحق الفلسطينيين وهدم بيوتهم وتهجيرهم القسري، ما يدفع للتساؤل عن قيم العدالة التي تنادي بها الأممالمتحدة". بدورها، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن بيان مجلس الأمن الداعي إلى عدم تصعيد الوضع واستعادة الهدوء وإعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نونبر 2012 "لا يرقى إلى ما هو مطلوب من المؤسسة الدولية في ظل التوحش الإسرائيلي"، موضحة أن هذا البيان لن يتحول إلى حقيقة على الأرض ولن يوقف العدوان والوحشية "إذا ما ظل الموقفان الدولي ومن قبله العربي يراوحان حدود العبارات الإنشائية من قبيل الرفض أو القلق أو حتى التنديد والاستنكار". أما صحيفة (الراية) فاستعرضت الجهود المبذولة دوليا وعربيا لاحتواء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مبرزة أن على "الجميع أن يعرف أن إسرائيل هي الطرف المعتدي وعليها أن توقف حربها على القطاع وفك الحصار من أجل أن تعيش بسلام بعيدا عن صواريخ المقاومة التي دكت عمقها وحولت شعبها إلى ملايين المذعورين المختبئين تحت الأرض". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الرأي) الأردنية، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عرض وساطته بين حماس واسرائيل عن طريق أطراف أخرى في المنطقة، لكن الكونغرس وقف بالإجماع إلى جانب إسرائيل، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على العرض الأمريكي الغامض بالقول إنه لن يستجيب للضغوط الدولية، ولن يوقف القصف إلا بعد أن يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة. وأشارت في مقال تحت عنوان "حدود الحرب"، إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان مستعدا للقيام بالدور الذي قام به مرسي وقبله مبارك، لكن الجانب الإسرائيلي أغلق باب الوساطة. من جهتها، كتبت صحيفة (السبيل)، تحت عنوان "حرب غزة دلالات جهود الوساطة والتهدئة"، أنه منذ اللحظة الأولى لاندلاع المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي لم يتوقف الحديث عن الوساطات الممكنة، لإنهاء الحرب والعودة إلى التهدئة. واعتبرت أن الموقف المصري المنشغل أبرز صورة جديدة في المشهد، ف"عملية البحث باتت متواصلة عن وسيط إقليمي وراعي للمفاوضات، والأنظار اتجهت إلى تركياوقطر، إلا أن الأزمة الفعلية تتمثل بأن لا أحد مستعجل للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، فجلسة مجلس الأمن لم تفض إلى شيء، ودعوة الكويت لانعقاد طارئ لمجلس الجامعة العربية متأخرة، لن تقدم شيئا في ظل المواقف الجاهزة والمسبقة من المقاومة الفلسطينية، وإسرائيل غير مستعدة تماما لتجاوز مصر، لنجد كلا من تركياوقطر في مربع تلمس الخطوات الأولى لطرح مبادرات وبناء التوازنات والتحالفات" وأضافت الصحيفة أن الايقاع السريع للمواجهة واحتمالات ارتفاع الكلف وامتداد الحرب وخروجها من نطاق السيطرة، وعدم قدرة مصر ودول عربية على مواكبة هذا التطور، سينجم عنه ظهور قوى إقليمية ودول جديدة راعية للتهدئة، لنشهد تبدلا في المعادلات السياسية، وهو أحد النتائج الممكنة لهذه الحرب والمواجهة. من جانبها، كتبت صحيفة (الغد) أنه "في غزة، لم نر في مجلس الأمن من يقف ويطالب بمنطقة حظر جوي للطيران، أو من يطالب بتدخل دولي رأفة بشعب أعزل يباد ويقتل يوميا، ولم نسمع بمقترحات لمعابر إنسانية، أو خيم للاجئين على الحدود، وفي غزة، انكشف الطابق، وتجلت المؤامرة لمن يريد أن يفهم ويرى ويفكر، لم نسمع مندوبا في مجلس الأمن يحشد المجتمع الدولي من أجل استخراج قرار تحت البند السابع الذي يسمح بالتدخل الدولي، ولم يخرج علينا زعيم ليقول للعالم إن على اسرائيل أن ترحل عنا، فالأرض ليست أرضها، والهواء ليس هواءها، وأنها قوة احتلال". وعلى صعيد متصل، أشارت جريدة (الأخبار) المصرية إلى أن هولندا والاتحاد الأوروبي طالبا بالتحرك الفوري لدى الجانب الإسرائيلي لوقف التصعيد وتحكيم العقل وضبط النفس ووقف الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة في حق المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني. وقالت إنه من المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا عاجلا غدا الاثنين، بناء على طلب الكويت، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي علي غزة. وأشارت، تحت عنوان "السيسي يبحث مع بلير تداعيات العدوان الإسرائيلي ويحذر من التصعيد "، تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تضامن مصر، دولة وشعبا، مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وحرصها على المساهمة في توفير احتياجاته الإنسانية، موضحا أنه تم فتح معبر رفح لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين من الأشقاء في المستشفيات المصرية، فضلا عن تقديم خمسمائة طن من المؤن الغذائية والأدوية كهدية من الشعب المصري للشعب الفلسطيني في غزة. أما جريدة (الجمهورية) فقالت في مقال تحت عنوان "وزراء الخارجية العرب يبحثون غدا تطورات الأوضاع .. سقوط 25 شهيدا جديدا في غزة والمقاومة تطلق خمس صواريخ"، إن إسرائيل واصلت دك قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي واستشهد 21 فلسطينيا في غارات أمس، في حين تعهد قادة إسرائيل بمواصلة حملتهم الجوية الرامية إلى وقف اطلاق الصواريخ بحسب زعمهم .. فيما أظهرت حماس تحديا جديدا وأمطرت المدن الإسرائيلية بخمسة صواريخ رافضة الدعوات الدولية بوقف إطلاق النار. ومن جهتها، كتبت جريدة (الأهرام)، تحت عنوان "الرئيس المصري يحذر من مخاطر التصعيد العسكري في غزة، إسرائيل تواصل عدوانها.. ووزراء الخارجية العرب يجتمعون بالقاهرة غدا الاثنين"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حذر من مخاطر التصعيد العسكري الحالي في قطاع غزة، وما يسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء، مؤكدا تضامن مصر دولة وشعبا مع الشعب الفلسطيني، وحرصها على المساهمة فى توفير احتياجاته الإنسانية. وذكرت بأن الرئيس المصري كان قد استقبل صباح أمس توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، واستعرض معه الموقف الحالي في الأراضي المحتلة في ضوء التصعيد الذي تشهده حاليا، مشيرا، خلال اللقاء، إلى الجهود المصرية الجارية على الصعيدين السياسي والإنساني، حيث تم فتح معبر رفح لاستقبال وعلاج الجرحى من الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، وتقديم 500 طن من المواد الغذائية والأدوية كهدية من الشعب المصري للفلسطينيين في غزة. ومن جانبه، تضيف الصحيفة، أوضح بلير أن التصعيد في غزة لن يكون في مصلحة أي طرف، ولن يسفر إلا عن سقوط المزيد من الضحايا، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاستجابة لجهود التهدئة.