رمضان.. أكثر الشهور تعبدا.. ونفاقا أيضا. لشهر الصيام حرمة خاصة. الجميع يؤجل موبيقاته لما بعد آذان المغرب، والأكثر إيمانا منهم يؤجلها لما بعد العيد! صوموا تصحوا.. ولا يهم بعد ذلك أن تتخلقوا أو تتثقفوا أو تتحضروا. عمي! لارجون هي الفلوس؟ هززت رأسي مؤكدا لطفلين متشردين سألاني فجأة ثم اختفيا. أتراهما سمعا يوما بالدروس الحسنية! في شهر الصيام، يزداد عدد الفقهاء والعلماء والخطباء والمفتين، ليتساوى تماما مع عدد المسلمين في العالم! في شهر الصيام، يظل الطبال أو المسحراتي أبرز مظهر على تخلف عادات المسلمين وعجزهم عن الاحتفاء بها بشكل متحضر! أشكال التخلف السلوكي والاستهلاكي والمعاملاتي في شهر الصيام لا تضاهيها أية أشكال تخلفية أخرى، في أي شهر آخر! يذهبون بسيارات المصلحة لأداء صلاة العشاء والتراويح.. ثم يدّعون الزهد والورع والإيمان! يجتمع في شهر الصيام ما لا يجتمع من علامات الساعة. لا يبقى سوى النفخ في الصور! يتأبطون سجاداتهم ويهرولون إلى المسجد عند آخر دقيقة قبيل الصلاة، ثم يصلون على قارعة الطريق.. مسلمون لايت! في الحي مناسبة لم أعد أدري أهي جنازة أم عرس! متخلفون نحن في استقبال الفرح كما في استقبال الحزن. في المغرب.. يقيم أهل المتوفى ليلة عزاء تشبه تماما ما يقيموه في ليلة عرس. تختلف الليالي والمناسبات وتتشابه في التخلف والبدع. سؤال غير بريئ.. ماذا يمكن أن يدور في خلد أي دارس غربي للإسلام وهو يرى سلوكات المسلمين في رمضان! (تغريدات على هامش سفر مفاجئ) في المغرب، يعاني المواطن في سفره كما في مقر سكناه. نوعية المواصلات.. دليل آخر على تقدم أو تخلف الدول. قطارات السكة الحديد في المغرب خرساء، فلا يمكن أن تعرف أين وصلت ولا ما هي المحطة المقبلة. رغما عني أسأل بعض الركاب. يمعن مسؤولو القطار في رفع درجة حرارة مكيفات الهواء بشكل مبالغ ومقصود. يريدون التأكيد للركاب أن راحتهم لا تهمهم في شيء. لم ينصحني أحد بعدم استعمال مرحاض القطار. كانت مفاجأة صادمة ومقززة. هكذا هي قيمة المواطن لدى المسؤولين في المغرب. من مكان ما في القطار تصل مسامعي "أغنية" سعد المجرد الأخيرة. أجمل ما في كلماتها: علامات الساعة بانو. لم أكن أعرف أن سقوط الفن وابتذال الغناء هو من علامات الساعة! [email protected]