يتزامن رمضان، هذه السنة مع فصل الصيف واشتداد درجات الحرارة، حيث جرت العادة أن يكون غشت شهر اصطياف وأعراس. المغاربة عدلوا برنامجهم، هذه السنة، عجلوا أعراسهم ومهرجاناتهم واصطيافهم إلى المنتصف من غشت، حتى يتفرغوا للصيام والعبادة، خلال شهر رمضان، الذي سيغطي الثلث الأخير من يوليوز وثلثي غشت. كما جرت العادة أن يحل رمضان، فتتغير عادات الناس، على مستوى الأكل والشرب والعمل والمعاملات، لدرجة أن منهم من يتمنى لو أن كل شهور العام رمضان. وبحلول الشهر الكريم، تنشط الحركة التجارية، حيث يتزايد الإقبال على محلات بيع الأزياء التقليدية، الشيء الذي يجعلها تنتقم لنفسها من سراويل «الجينز» ومختلف الملابس «الحداثية». من جهتها، تعرض محلات بيع المواد الغذائية، الفواكه الجافة، خاصة التمور والتين المجفف، علاوة على المواد التي تدخل في صنع الحلويات الرمضانية، حتى إن بعض المتاجر تتحول لإعداد وبيع الفطائر والحلويات، مثل «البغرير» و«الشباكية» و«البريوات»، فيما يشتد الإقبال على المخابز والمحلبات، لشراء الخبز والعصائر والحلويات والفطائر. ولأن رمضان شهر عبادة، فإن المسلم يمنح فرصة التقرب أكثر لخالقه، وتنشط، أيضا، تجارة بيع البخور والسجادات الخاصة بالصلاة، ويشتد الإقبال على المساجد، خاصة خلال صلاة المغرب والتراويح، كما تتكرر حكاية الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة، ويتذكر بعض من جرفهم تيار الحياة ومشاغلها فعلا إنسانيا اسمه «صلة الرحم»، وتنشط معارض بيع الكتب، وتبرمج الجمعيات الثقافية والاجتماعية أنشطتها، خاصة بعد الإفطار، كما يتم توزيع المواد الغذائية على الفئات المعوزة، ويلقى «كتاب الله» إقبالا خاصا من طرف الصائمين، من خلال الحرص على قراءته، أو شراء وإهداء نسخ منه. ويزداد إقبال المغاربة على الفواكه، بمختلف أنواعها، وبعض المغاربة يعتقدون أن الصيام لا يمكن أن «يقطع» من دون تمر. ولذلك، صار من المستحيل أن تخلو مائدة مغربية من التمور، خلال رمضان. وإذا كان شهر رمضان قد تواكب هذا العام مع فصل الصيف، فإن شواطئ المملكة عرفت تغييرا طفيفا مقارنة مع الأيام الماضية، فعدد رواد الشواطئ لا يزال كبيرا، ولا تزال الأسر تفضل اصطحاب أبنائها لقضاء وقت ممتع وسط مياه البحر، خصوصا بعد الفتوى التي أصدرها مؤخرا عبد الباري الزمزمي، أحد علماء المغرب،وأجاز فيها الذهاب إلى الشاطئ خلال شهر الصيام.