قال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إنه "عندما خرجت النساء بالمغرب إلى العمل انطفأت البيوت"، مضيفا وهو يخاطب جمع المستشارين اليوم بمناسبة الجلسة الشهرية للغرفة الثانية، بالقول "أنتم عشتم في بيوت تضم الثريات حيث كان دفء أمهاتكم ينتظرونكم في البيوت". وتابع بنكيران، متحدثا اليوم، في موضوع "قضايا وانتظارات المرأة المغربية في برامج وسياسات الحكومة"، بأنه في الواقع الراهن تخرج النساء للعمل، ويضطرن للعودة إلى البيت في أوقات متأخرة، "ما يفرض على الأولاد صغار السن تدبر أمورهم بأنفسهم اعتمادا على إمكاناتهم الذاتية". وزاد رئيس الحكومة "الله وحده يعلم ماذا يحصل لهؤلاء الأبناء في غياب آبائهم وأمهاتهم بسبب الخروج للعمل خارج البيت"، مضيفا أن "هؤلاء الأبناء يدخلون بعد العودة من مدارسهم إلى البيت ليجدوه مظلما بسبب غياب الأم". بنكيران عاد في الجلسة ذاتها إلى التشكي مما أسماه "حملة من التهجمات العنيفة" التي طالت تجربته منذ أول أيامها، "وكأن مجيئها خطأ تاريخي يجب أن يصحح...". يقول رئيس الحكومة. وأبدى تبرمه من الذين ينتقدون اهتمام حزبه العدالة والتنمية للبعد الأسري في المجتمع، مبرزا أنه فخور بالعناية بهذا البعد الأسري، لأنه يعد صمام أمان للمجتمع في مواجهة مخاطر الانحراف والمخاطر التي تهدد المجتمع انطلاقا من استهداف نواته المتمثلة في الأسرة. وبعد أن أكد بنكيران أن "الرجل لا يمكن أن ينوب عن المرأة، ولا يمكن للمرأة أن تنوب عن الرجل"، لمح إلى حزب الأصالة والمعاصرة بالقول إن "حزبه محافظ ومعاصر أيضا، غير أن محافظته ليست هي محافظة حزب "الجرار"، ومعاصرته لا تشبه معاصرة ذلك الحزب". رئيس الحكومة أعلن أن مبادرة دعم حوالي 300 ألف امرأة أرملة، سيتم تنفيذها هذا العام على أن تستلم النساء المعنيات دعمهن السنة القادمة، متسائلا عن الحديث الكثير على دعم النساء واعتبار الأمر ريعا، "يقولون إن دعم المرأة ريع !! وأجور رئيس الحكومة والوزراء والبرلمانيين.. ليس ريعاً !!"، يتساءل بنكيران. وأضاف أن الحكومة مستعدة لسن قانون يمنح لفئة من النساء دعما ماديا مباشرا، من قبيل النساء الأرامل والمتخلى عنهم من طرف أزواجهم، واللاتي يجدن صعوبة في التوفيق بين مهمة تربية الأبناء والشغل خارج البيت، على أن تمنح قيمة عملها وبقائها ملازمة للأبناء، على حد تعبير بنكيران، الذي أضاف أن الدعم قد يصل حتى الأسر التي لا يصل أجر الزوج فيها الحد الأدنى. وعود رئيس الحكومة "الشفوية"، التي طالب عدد من المستشارين بتفعيلها على أرض الواقع، شملت أيضا تمديد عطلة الحمل والولادة المخصصة للمرأة، بين 6 أشهر إلى عامين، عوض 3 أشهر التي ينص عليها القانون، مستندا في ذلك على قول الله تعالى "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ"، قبل أن يضيف "ما يجيوش الرجالة ويطالبو حتا هوما بعام من أجل المناصفة !!". وأضاف بنكيران أن هذا المنطق الأخير في المناصفة له أنصار يُدعَّمُون ويخلقون ضجة في كل مناسبة، في إشارة إلى بعض الحركات النسائية، متسائلا عمن أسماهم الواقفين وراء وقفات نظمتها نساء سلاليات من تارودانت وورزازات، "ماعرفتش شكون لي جابهوم يحتجون علي"، مضيفا "تنقصنا الديمقراطية للأسف". من جهة أخرى، استعرض بنكيران ما وصفها بإنجازات وإصلاحات شهدها المغرب للنهوض بأوضاع النساء وترسيخ مبادىء المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان، والتي تعززت بدستور 2011، مشددا على أن الحكومة أعدت خطة "إكرام" للمساواة في أفق المناصفة 2012-2016، والتي تهدف إلى "مأسسة مبادئ الإنصاف والمساواة وإرساء قواعد المناصفة"". الخطة حسب رئيس الحكومة تستند على 8 مجالات، من بينها مناهضة كل أشكال التمييز والعنف، وتأهيل منظومة التعليم على أساس الإنصاف، وتعزيز الخدمات الصحية وتطوير البنيات التحتية وتحسين ظروف الاجتماعية، والتمكين من الفضاءات للفتيات والأسر، والولوج المنصف والمساواة لمناصب القرار الاقتصادي والسياسي وتحقيق تكافو الفرص بين الجنسين في الشغل.. وكان بنكيران قد استهل رده على مداخلات المستشارين من فرق الأغلبية والمعارضة، بالتأكيد على أنه سينحو في مداخلته منحى الهدوء الذي طلبه منه حكيم بن شماش، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالمجلس. واسترسل رئيس السلطة التنفيذية بأنه "كان من الضروري أن ندافع عن أنفسنا في مواجهة هذه الهجومات العنيفة"، مبررا ذلك بما ذكره القرآن الكريم بالقول "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"، ونحن قد تم ظلمنا من طرف البعض".