الحلقة الثامنة: عادت البوجادية و البوجادي من رحلة شهر عسل كانت سعيدة بكل المقاييس، لكنها وبمجرد الدخول للفيلا و هي تتبادل و زوجها ضحكات بيضاء صادقة " جمعت الضحكة" حالما رأت تكشيرة حماتها التي كانت في انتظارهم. إذ كانت ملامح هذه الأخيرة تعلن عن غليان داخلي. حيث لمْ يرُق لها ضحك البوجادية. بدا لها " أورْ كلاص" مما عكّر صفو هذه الأخيرة فأصبحت في حالة وجوم أشبه ما يشبه يأس من لا قرار له. حقيقة، الله يكون في عونها مسكينة لأن ذلك لا يُبشر بالخير. فقد " زرَبت" عليها حماتها زربة خايبة" و أخذت تشخط فيها. وطلبت منها أول ما طلبت أن تعقد قرونها فورا أو أن تستعمل " لولب الهلال" أو أي مانع للحمل لأنها زوجتها من ابنها " غير باش تقشب معاه" و ليس من أجل أن يعيشا قصة حب " و يبقوا يدخلوا و يخرجوا عليها ضاحكين فرحانين" و غذه و بعدوا يولدوا ليها الدراري". لم تفهم البوجادية ما سبب هذا الكلام و لا بأي مناسبة تخاطبها حماتها هكذا بهجوم و عدوانية. هي أيضا ذهبت بعيدا بخيالها أكثر من والدتها و تعجلت الحديث عن " الدراري" و " سدان القرون" لمجرد رؤيتها تتبادل ضحكات صادقة مع زوجها. "كن شافتها أش دارت في شهرا لعسل " ويلي ويلي كن ماتت بالفقسة و السم " . و مع ذلك و لأنها لا تسعى للمواجهات العنيفة و النهايات الدراماتيكية مع حماتها و لا تنوي أيضا تكملة بقية حياتها مطلقة . "كمْدات" انتقاداتها و سكتت و صبرت حتى على الحصار الذي جعلته حولهما رغم انهما لا يزالان عروسين " و ما نفعتهم أيامها غير أنفلونزا الخنازير في حصار كهذا ريثما تهدا الأمور و تتعود حماتها على وجودها في حياة ابنها و تقبلها زوجة و حبيبة له. و أيامها أيضا و بانتشار المرض و تحوله لوباء خافت البوجادية كثيرا على نفسها فاتفقت هي و زوجها أن لا يقتربا من بعضهما البعض بعد اليوم حتى تهدأ والدته " و يتلقى شي " لقاح فعال لتلك المصيبة التي كادت أن تعصف بحميميتهم و اكتفيا منذ ذلك الحين " بشوف فيّ و نشوف فيك أطاجين الحوت...." "و اشنو اللعب هذا". الوقاية خير من العلاج هكذا سمعتهم يقولون في الإشهار و الأخبار و حملات التوعية. لكن و في ظل أزمة الفيروس التي تفاقمت أيامها و كانت أخبارها تفزع الكل. وتحول علاقتهما الزوجية مع توالي الأيام لتصبح أشبه بالعلاقة بين أخ و أخته و أصبح أسلوب "الشوف اللي ما يبرد الجوف" هو الأسلوب السائد بين الزوجين. خصوصا أنهم حينها عولوا كثيرا على وزارة الصحة. لذلك عندما وجدت البوجادية نفسها هي الخاسرة و وقفت على النتائج السلبية لهذه الخسارة بضياع أيام و ليالي كثيرة منها و هي لا تزال عروس إرتأت أن تتعايش مع ذلك الحدث العالمي بعيدا عن الخوف و التوتر و الرهبة وقررت التعامل معه بشجاعة قائلة: اللي ليهَا ليهَا. موت وَحْدة اللي كايْنة.... فدخلت الغرفة يومها رفقة زوجها و أقفلا عليهما الباب بإحكام لكي " لا تبرْزطهما" حماتها المسمومة. و لم يتركاها إلا مع بزوغ الفجر و ظهور أولى إطلالات الصباح البهية حيث خرجت و هي "تتكسل" وتجَرْجرُ رجليها... وقفت حماتها وراءها منتظرة إياها أن تنهي طقوسها الصباحية. و حين أطالت من"التكسال" صرخت في وجهها "شفتك مبقيتيش خايفة من أنفلونزا الخنازير؟؟؟؟ فأجابتها البوجادية قائلة: أودي ما كاينة لا أنفلونزا الخنازير لا والو. كاينة غير أنفلونزا الحضيان والتخنزير و هي اللي خالعاني هاد الأيام... (يتبع..) للتواصل مع الكاتبة [email protected]