بدا أمس أن الرباط ومدريد تمكنتا من احتواء التوتر الذي تصاعد في علاقتهما أخيراً، حيث استقبل الملك محمد السادس ، أمس الإثنين بالقصر الملكي بالدار البيضاء، وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب. وعبّر روبالكابا، عن إرادة بلاده في العمل على تعزيز روابط التعاون مع المغرب ، قائلا في تصريح للصحافة عقب استقباله من قبل الملك محمد السادس، "لقد عبرت لجلالة الملك عن إرادة واستعداد الحكومة الاسبانية لتعزيز التعاون مع المملكة المغربية، وذلك بهدف ضمان حرية وأمن شعبينا". وأكد الوزير الاسباني، الذي قال إنه تشرف بالاستقبال الملكي، استعداد حكومته للعمل مع المغرب من أجل الحفاظ على المستوى الجيد للعلاقات بين البلدين الجارين. وكان ألفريدو بيريز روبالكابا قد عقد في وقت سابق أمس ، جلسة عمل مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي ، تم خلالها، بالخصوص، التأكيد على الطابع المتميز للتعاون بين مصالح وزارتي الداخلية بالبلدين والتنويه بالنتائج الجيدة التي أسفر عنها. كما عبر الوزيران، في تصريح مشترك صدر عقب جلسة العمل، عن عزمهما الأكيد على مواصلة العمل لتعزيز هذا التعاون مشددين على أهمية استمرارية التشاور والتنسيق والتواصل وتكثيف اللقاءات الثنائية بينهما. وذكر الوزيران "بمتانة العلاقات الأخوية" التي تجمع بين الملك محمد السادس والعاهل الاسباني خوان كارلوس وكذا بعمق الروابط بين حكومتي البلدين وبين الشعبين المغربي والإسباني اللذين "يتقاسمان التشبث بقيم الحرية والديمقراطية والتسامح". وقال البيان ان الوزيرين تدارسا القضايا التي تهم أولويات التعاون الثنائي في مجال تدخل وزارتي الداخلية ، خصوصا تلك المتعلقة بالهجرة ومكافحة الاتجار في المخدرات والإرهاب والتعاون الأمني. وبخصوص تدبير ملف الهجرة جدد الوزيران التزامهما بضرورة تبني مقاربة شمولية ومندمجة طبقا لروح المناظرة الأورو-إفريقية حول الهجرة والتنمية التي انعقدت بالرباط في يوليوز 2006 والتي جعلت من احترام حقوق وكرامة المهاجرين إحدى أولويات العمل المشترك. وفي موضوع مكافحة تهريب المخدرات نوه الجانبان بالنتائج الإيجابية التي حققها المغرب والتي مكنت من تقليص المساحات المزروعة بالقنب الهندي وحجز كميات كبيرة موجهة للتهريب وتفكيك عدة شبكات تنشط في هذا المجال. وقررالجانبان تفعيل اللجنة المشتركة لمحاربة المخدرات من أجل العمل ، في أقرب الآجال ، على بلورة استراتيجية عمل مشتركة تروم بالأساس الحد من المظاهر المستجدة للتهريب خصوصا تلك المتعلقة بالمخدرات الصلبة وطرق عمل الشبكات بما فيها تبييض الأموال. كما تدارس الوزيران سبل مواجهة التهديدات الإرهابية ببلديهما ، وأكدا التزامهما بتنسيق وتكثيف جهود بلديهما لمواجهة كل التحديات التي يطرحها الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء وانعكاساتها على مجموع دول المغرب العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط. وفي مجال التعاون الأمني اتفق الوزيران على الرفع من مستوى التعاون بين مصالح وزارتي الداخلية في البلدين. وفي هذا الإطار قرر الوزيران تفعيل اللقاءات الدورية للجنة الأمنية المشتركة وفتح مراكز شرطة مشتركة والرفع من عدد ضباط الربط وتطوير عملهم.