"ها العار أسيدي الطبيب.. بغيت غير ننعس شوية، شحال هاذي ما نعست"..كانت تلك صيحة وجع أخرجتها السيدة رقية همو، 55 سنة من مدينة تارودانت، بصعوبة من جسدها النحيل والمنهك جراء تفشي السرطان في ثديها الأيمن، وهي تحكي ما جرى لها في أروقة مركز علاج السرطان بأكادير. وقالت المريضة، التي كانت تجد صعوبة ببالغة في الحديث من أثر مضاعفات الداء الخبيث الذي يفتك يوما عن يوم بجسدها العليل، إنه بعد أن خضعت لآخر حصة علاج كيميائي في 29 مايو المنصرم، قال لها الطبيب بلغة جافة أبكت كل من حولها "ما عندنا ما نديرو ليك، سير لدارك حتى تموتي". عبارة "سيري لدارك تنعسي حتى تموتي" خلقت للمريضة وأفراد أسرتها غصة في الحلق لم تزل بعد، حيث كان من المفترض أن يتم التكفل بالسيدة المريضة التي لا تنقطع عن التأوه من شدة الألم، بسبب تناسل الأورام السرطانية في ثديها، وهو ما جعلها لا تجد للنوم سبيلا. وسردت المريضة بسرطان الثدي، في مقطع فيديو تم بثه على موقع اليوتوب، ما جرى لها في مركز علاج السرطان بأكادير، وكيف يتم التعامل هناك مع المرضى بالسرطان، موضحة أن المرضى يعانون في صمت من هذا الداء الفتاك، فمنهم من يصاب الغثيان والدوخة أو بالنوم، من تأثير الحصص الكيميائية. وبعد أن تم التخلي عن رقية، التي بدت عليها ملامح التعب والهزال من شدة المرض، وبعد أن أحيلت على بيتها في انتظار "الموت"، قالت السيدة بلغة باكية ومؤثرة "ماعندي غير الله"، و"اللهم لك الحمد، يقين في الله كبير"، مردفة أن "هناك مرضى آخرون حالتهم أصعب من حالتي". وبدموع المغلوب على أمره، أبدت السيدة همو أمنيتها في أن تكتحل عيناها بنوم هادئ لا ينغص عليه الألم الفظيع الذي يخترق صدرها من فرط توالد الأورام في ثدييها، كما ترجت من المحسنين المتاجرين مع الله تعالى مساعدتها على تجاوز محنتها الشديدة والتغلب على المرض. الابن الوحيد للمريضة، سعيد البناي، قال في تصريحات لهسبريس، إن أكثر ما آلمه في مأساة والدته هو طريقة تعامل الأطر الطبية في مركز علاج السرطان بأكادير مع أمه، حيث لم يراعوا كبر سنها، ولا ظروف تنقلها من تارودانت إلى أكادير من أجل حصص العلاج الكيميائي. وتابع الابن الحزين لحالة والدته بأن المرض الخبيث اشتد عليها في الفترة الأخيرة، حتى أن جسمها لم يعد يتجاوب مع الدواء، منتقدا طريقة تعامل عدد من الأطباء في ذلك المركز العلاجي مع حالة والدته ومثلها من المرضى الذين لا يجدون منهم الوقت الكافي لاستقبالهم وعلاجهم كما ينبغي. وهذا هاتف ابنها سعيد البناي من أجل التواصل وتقديم يد العون لحالة والدته المؤثرة: 0626247526