سرطان الثدي ، وهو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي، وعادة ما يظهر في قنوات الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة وغدد الحليب، حيث يمثل تهديدا حقيقيا للصحة العمومية عبر العالم، فهو يعتبر ثاني مسبب للوفيات وأول سرطان يصيب النساء عبر العالم. ويعتبر هذا المرض أكثر أنواع السرطان انتشاراً لدى النساء، والسبب الثاني للوفاة لديهن. ويصيب سرطان الثدي امرأة من بين كل ثمان نساء، ويؤدي إلى وفاة واحدة من كل أربع عشرة امرأة، وهو داء يستهدف المتقدمات في السن، خاصةً سن 65 وما فوق. وعلى الرغم من كونه قد يؤدي إلى الوفاة في العديد من الحالات، إلا أن الاكتشاف المبكر يسهل معالجته والشفاء منه. وفي المغرب تسجل سنويا حوالي 115 حالة جديدة بالسرطان لكل مئة ألف نسمة ومن بينها سرطان الثدي، وهو رقم يعتبر مهما من الناحية الصحية، الأمر الذي يستوجب مضاعفة المجهودات المبذولة من اجل التشجيع على الفحص والتشخيص المبكر، لكون هذا المرض الذي قد يؤدي إلى وفاة البعض، فإنه بالإمكان العلاج منه لدى البعض الآخر متى توفر شرط التشخيص المبكر عن الداء. ويرتكز علاج هذا النوع من السرطان على ثلاثة محاور، تشمل الجراحة والعلاج بالأشعة، والعلاج الكيميائي. سرطان الثدي هو سرطان يُصيب نسيج الثدي، ويؤدي إلى أورام خبيثةّ، وقد يُصيب النساء أو الرجال، إلا أنه أكثر شيوعا لدى النساء ويُعتبر أكثر أنواع السرطانات انتشارا عند النساء. قد يكون سرطان الثدي عديم الأعراض، إلا أنه قد يؤدي للإحساس بالألم أو بوجود كتلة في الثدي. ومن الممكن أن ينتشر سرطان الثدي إلى أعضاء عديدة، أو يؤدي إلى مضاعفات. الثدي يقع الثدي في مقدمة الصدر، ويمتد من الإبط إلى منتصف الصدر عرضيا، ومن أسفل الكتف « تحديدا أسفل عظمة الترقوة » إلى أسفل الصدر. في مركز الصدر تبرز الحلمة إلى الأمام، وتحيطها هالة حلمة الثدي وتكون زهرية أو بنية اللون. ويتكون الثدي من نوعين أساسيين من الأنسجة: النسيج الغدي ، والنسيج الضام. ويشكل النسيج الغدي غدد الحليب وأنابيب الحليب، والتي تتجمع في حلمة الثدي وتفرز الحليب، بينما يحيط النسيج الضام بالنسيج الغدي. وقد تظهر أورام عديدة في الثدي، الحميدة منها والخبيثة، من كلا النسيجين، علما بأن الأورام الغدية هي الأكثر شيوعاً، مع الإشارة إلى أن أنسجة الثدي تتكاثر تحت تأثير الهرمونات النسائية كالاستروجين. ويحتوي الثدي على الأوعية اللمفاوية، والتي تنصب معظمها في العقد اللمفاوية التي تقع في الإبط، وتعتبر الغدد اللمفاوية في الإبط المكان الأكثر انتشاراً لسرطان الثدي. ويقسّم الثدي إلى أربعة أرباع: الربع العلوي الخارجي، الربع العلوي الداخلي، الربع السفلي الخارجي والربع السفلي الداخلي. ويقع أكثر من نصف حالات سرطان الثدي في الربع العلوي الخارجي. عوامل خطورة سرطان الثدي هنالك عوامل خطورة عديدة لسرطان الثدي، ومنها الوراثة، البيئة، أو أمراض أخرى في الثدي. ومن بين أهم هذه العوامل نجد عامل الوراثة، إذ يزداد احتمال الإصابة بالمرض إذا ما وجدت حالات سرطان الثدي لدى أفراد العائلة من الدرجة الأولى (أي الأم والأخت)، وجود سرطان الثدي في الثدي الآخر، يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، فرط تنسج خلايا الثدي، الحيض المبكر» بالأخص بدء الحيض قبل سن الثانية عشر، لأن الأمر يزيد من تعرض أنسجة الثدي إلى الاستروجين»، انقطاع الحيض المتأخر»المقصود به توقف الحيض ما بعد سن الخامسة والخمسين، لأن الأمر يزيد من تعرض أنسجة الثدي إلى الاستروجين»، الإنجاب المتأخر، عدم الإنجاب أو عدد الولادات القليل إذ تحمي الولادة من سرطان الثدي، لذا كلما قل عدد الولادات ازدادت الخطورة للإصابة بسرطان الثدي، علاجات الهرمونات البديلة، تناول حبوب منع الحمل لمدة أكثر من عشر سنوات، العلاج بالأشعة، السمنة والوزن الزائد، المشروبات الكحولية....
علامات المرض
من بين المؤشرات والعلامات التي قد تكون عنوانا على الإصابة بالمرض، نجد الشعور بكتلة في الثدي، الألم في هذا العضو، إفرازات من حلمة الثدي «وقد تكون الافرازات سائلية شفافة أو يميل لونها إلى الأصفر، أو أنها تكون دموية»، إحساس بالثقل في الثدي، وخاصةً في مكان الورم السرطاني، تشويه شكل الثدي، خصوصا إذا ما كان الورم تحت الجلد حيث يؤدي إلى جرح، قرح، تغير لون الجلد، أو نتوء في جلد الثدي، تغيير في حجم الثدي ، حيث من الممكن أن يتقلص أو يتضخم، وذمة في الثدي، مما يؤدي إلى تشويه شكله الذي يشبه قشرة البرتقال. فإذا ما ظهرت هذه الأعراض والعلامات، يجب التوجه لطبيب أخصائي أمراض الثدي، مع الإشارة إلى انه ليست كل كتلة في الثدي هي كتلة سرطانية، لكن من المهم جدا فحص كل كتلة وتشخيصها، وعدم إهمالها حتى التأكد من عدم كونها سرطانية. مراحل المرض
إن تصنيف مراحل سرطان الثدي هو من أهم الأمور التي يجب أن يجريها الطبيب المعالج، نظراً لأن تحديد العلاج المناسب يختلف وفقا لمرحلة سرطان الثدي. ويتم تصنيف هذه المراحل إلى أربع ، وذلك وفقاً لعدة معايير، منها: حجم ورم سرطان الثدي، ومدى اختراقه للنسيج المُحيط به، انتشار سرطان الثدي للعقد اللمفاوية، انتشار سرطان الثدي إلى أعضاء أخرى. ويتم التصنيف كالتالي: المرحلة الأولى والثانية ويكون بهما الورم موضعيا، المرحلة الثالثة ويكون بها الورم موضعياً متقدماً، ثم المرحلة الرابعة ويكون بها سرطان الثدي منتشراً بالنقائل إلى أعضاء بعيدة.
أساليب العلاج
عرف علاج سرطان الثدي تقدما كثيراً في السنوات الأخيرة، حيث توجد عدة إمكانيات للعلاج، وهناك حالات عديدة من سرطان الثدي التي يمكن التعايش معها بشكل جيد وحتى الشفاء منها بشكل كلي. على العكس من ذلك هناك بعض الحالات - خاصةً في المراحل المتقدمة - تؤدي إلى الوفاة ويكون الهدف من وراء علاجها هو التلطيف فقط. لهذا فإن علاج سرطان الثدي يختلف وفقاً لعدة أمور أهمها مرحلة سرطان الثدي. كما أن تحديد العلاج الملائم لسرطان الثدي يختلف وفقا لسن المرأة، نوع سرطان الثدي، حجم الورم السرطاني، حجم الثدي، إصابة العقد اللمفاوية وأمور أخرى ثانوية عديدة. ورغم توفر إمكانيات علاج عديدة لسرطان الثدي، تكمن الحكمة في علاج سرطان الثدي في اختيار العلاج الملائم لكل مريض، وتتوزع هذه الإمكانيات ما بين العلاج الجراحي لاستئصال الورم السرطاني أو استئصال الثدي كلياً، وتُجرى عمليات جراحية لتشريح واستئصال العقد اللمفاوية، العلاج الكيميائي، العلاج بالأشعة، العلاج الهرموني، العلاج البيولوجي. ورغم إمكانيات العلاج المتوفرة، واحتمال نجاحها إلا أن المصابة بسرطان الثدي قد تعود وتنتكس مرة أخرى. لذاك من المهم إجراء متابعة دورية لترصد سرطان الثدي واكتشافه مبكراً في حال تنكسه، إذ على المصابة بسرطان الثدي زيارة الطبيب مرة ما بين 3 و 6 أشهر أو أكثر تبعا لحالتها.
عند الرجال يعتقد الكثير أن بعض الأمراض تصيب النساء فقط، إلا أن هذا الاعتقاد ليس دقيقاً تماماً، فإذا كان من غير الممكن أن يصاب الرجال بسرطان المبيض أو أمراض الرحم، إلا أنهم قد يصابون بسرطان الثدي !! رغم أن الأمر قليل الحدوث وليس بمنتشر، إلا أنه قد يصيب رجلا من كل مئة وخمسين. نظرا لأن سرطان الثدي أقل حدوثاً لدى الرجال من النساء، فإن الرجال لا يمرون بأية اختبارات تحري كالصورة الإشعاعية للثدي، ولا يقومون بفحص الثدي الذاتي. لذا فإن تشخيص سرطان الثدي عند الرجال يكون غالباً في المراحل المتأخرة من المرض، وذلك بعد تقدمه أو انتشاره إلى أعضاء أخرى. ومن أهم عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي عند الرجال نجد الجيل المتقدم، التعرض للأشعة، أمراض الخصيتين، العقم، السمنة والوزن الزائد وتليف الكبد، بالإضافة إلى أن بعض الأمراض الوراثية تزيد من خطورة الاصابة بسرطان الثدي. ولا تختلف أعراض سرطان الثدي عند الرجال عن تلك التي تظهر لدى النساء، لذا غالباً ما يشعر الرجل بكتلة في الثدي، أو يظهر قرح أو جرح، أو يحمر الجلد وتبرز الافرازات. وقد يكون سرطان الثدي عند الرجال أيضاً عديم الأعراض، ويسبب الأعراض عند انتشاره الى أعضاء أخرى كالكبد، العظام، الرئتين والدماغ. أما بالنسبة لتشخيص سرطان الثدي فإنه يشبه تشخيصه لدى النساء، حيث يجب إجراء اختبارات تصويرية ، أولها الصورة الإشعاعية للثدي، التخطيط فوق الصوتي وغيرها.