اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين بعدد من المواضيع أهمها حفل تنصيب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي أمس الأحد، والانتخابات الرئاسية بلبنان، وتنظيم قطر لبطولة كأس العالم في 2022، ومواضيع أخرى متنوعة. وهكذا سلطت الصحف المصرية الأضواء على حدث تنصيب عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، رئيسا جديدا للبلاد، حيث خصصت يومية (الأهرام) صفحتها الأولى بالكامل لنشر صورة السيسي وهو يوقع على "وثيقة تسليم السلطة". ونشرت يومية (الأخبار) من جانبها على صدر صفحتها الأولى صورة لعبد الفتاح السيسي وهو يؤدي اليمين الدستورية أمام قضاة المحكمة العليا الدستورية المصرية،إلى جانب صورتين لكل من السيسي، والرئيس المؤقت عدلي منصور وهما يوقعان على "وثيقة تسليم السلطة". أما يومية (الجمهورية) فاختارت أن تخصص لحدث تنصيب الرئيس الجديد لمصر تغطية شاملة من ثمان صفحات داخلية، فضلا عن تخصيص أعلى صفحتها الأولى لإبراز جانب من احتفالات الشعب المصري في "ميدان التحرير" بحدث تقلد عبد الفتاح السيسي لمهام رئاسة الجمهورية المصرية. وركزت باقي الصحف المصرية الأخرى على إبراز حدث تنصيب الرئيس المصري الجديد عن طريق نشر صور مختلفة لعبد لفتاح السيسي وهو يؤدي اليمين الدستورية، أو يوقع على "وثيقة تسليم السلطة"،أو استقبال زعماء الدول الذين حضروا حفل التنصيب. وإلى جانب الصور، حملت الصفحات الأولى لهذه الصحف عناوين تقول "سنعيدها سيرتها الأولى"كما جاء في صحيفة(الوطن)،و"الشرعية الجديدة" كما كتبت يومية(الشروق)، و"باسم الشعب.. عادت الدولة" وهو العنوان لذي أوردته صحيفة(المصري اليوم). وبالأردن، اهتمت الصحف بالعلاقات بين عمان والقاهرة، مركزة على ما وصفته ب"اعتبارات" مشاركة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا جديدا لمصر. وكتبت صحيفة (الغد)، أنه " كما كان متوقعا، شارك الملك عبد الله الثاني في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر " مضيفة أنه " من المتوقع أن تكون عمان من أولى محطات السيسي الخارجية، بعد السعودية التي سيزورها قريبا ". وقالت إن "من ثوابت السياسة الأردنية أن لمصر دورا قياديا في العالم العربي لا ينبغي لأي دولة أن تنازعها عليه. هذه القناعة لم تتغير بتغير الرؤساء في مصر، أو بشكل علاقتهم بالأردن، وهو اليوم يشعر بأعباء اللحظة التاريخية، وحجم المخاطر الناجمة عن حالة عدم الاستقرار التي يمر بها الإقليمº ويرى في حضور مصر القوي في المشهد مطلبا ملحا لا يمكن تجاهله". من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)، أن الملك عبد الله الثاني التقى الرئيس السيسي، بعد انتهاء مراسم حفل التنصيب والتوقيع على وثيقة تسليم السلطة، في اجتماع ركز على سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، حيث أكد الزعيمان الحرص المتبادل على تمتين أواصر الأخوة وإدامة التنسيق والتشاور بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين والقضايا العربية. وأضافت أن الملك عبد الله الثاني أكد وقوف الأردن إلى جانب مصر وخيارات شعبها، ودعم مساعي قيادتها الجديدة في ترسيخ الأمن والاستقرار، ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز، في حين أعرب الرئيس السيسي عن شكره والشعب المصري للأردن، على مواقفه الداعمة لمصر، ووقوفه إلى جانب خيارات الشعب المصري. أما صحيفة (الرأي)، فقد دعت البلدان العربية إلى عدم التخلي عن مصر، و"ألا يتركوا عبد الفتاح السيسي يواجه أعباء هذه المرحلة الخطيرة والصعبة وحده ". وفي لبنان، اهتمت الصحف داخليا بالجلسة البرلمانية المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد المقررة اليوم الاثنين، وخارجيا بتنصيب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي أمس الأحد . وهكذا تحدثت (الجمهورية) عن "إشارتين رئاسيتين معبرتين" صدرت الأولى عن رئيس (اللقاء الديمقراطي) وليد جنبلاط الذي أكد أنه "لن يسحب ترشيح النائب هنري حلو، ولو حتى توافق سعد الحريري مع رئيس (تكتل التغيير والإصلاح) ميشال عون"، مضيفة أن الإشارة الثانية صدرت عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي (أكبر منصب مسيحي بلبنان والشرق) الذي "اعتبر أن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية انتهاك خطير للحقيقة والدستور، يتسبøب بشلل المؤسسات الدستورية". بدورها علقت (المستقبل) على جلسة اليوم قائلة بأنها "جلسة (لا نصاب) جديدة تتيح استمرار الشغور في سدة الرئاسة الأولى"، مشيرة الى "تنديد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بانتهاك الدستور من خلال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما يتسبب بشلل المؤسسات الدستورية"، ناقلة عنه تنبيهه بأن "قيام الحكومة بمهمات الرئيس لمدة غير محددة يشكل بدوره انتهاكا للميثاق لأنه يقصي المكون المسيحي الماروني عن الرئاسة، بينما لا المجلس النيابي يستطيع القيام بوظيفته ولا الحكومة تجد السبيل إلى ممارسة صلاحياتها". وبخصوص الشأن الخارجي كتبت (السفير) إن "مصر دخلت رسميا يوم أمس عهد عبد الفتاح السيسي، الرئيس السادس للبلاد، مشيرة إلى أن الرئيس الجديد أدى اليمين الرئاسي أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا، ليتسلم بعدها منصبه الرئاسي من سلفه الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، "في مراسم بروتوكولية غير مسبوقة في تاريخ مصر، شهدت تمثيلا عربيا وإفريقيا رفيع المستوى، في مقابل تمثيل ديبلوماسي غربي باهت". وخلصت إلى أن حدث تسليم وتسلم السلطة أمس " كان مختلفا بين رئيس أتى بإرادة شعبية في الميدان، وبقي قرابة عام على رأس الدولة، وآخر بإرادة شعبية في صناديق الانتخابات، وقد شهد سابقة تمثلت في توقيع الرئيسين السيسي ومنصور على وثيقة لانتقال السلطة، وهي صيغة معتمدة في العديد من دول العالم، لكنها أثارت جدلا دستوريا وسياسيا بعد اعتمادها للمرة الاولى في مصر أمس". وبقطر، واصلت الصحف القطرية التعبير عن استنكارها و انتقادها لما وصفته "بالادعاءات المغرضة" التي نشرتها صحيفة ( صنداي تايمز ) البريطانية مؤخرا حول تقديم قطر رشاوى من أجل استضافة مونديال 2022، علاوة على تطرقها للوضعية المزرية للأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. وفي هذا السياق قالت (الراية)، في افتتاحيتها "إن الجميع يدرك أن هذه المزاعم ضد قطر واهية وكيدية ، وأنها ليست جديدة ، بل هي جزء أساسي من حملة تشويه متعمدة تحاول بشتى السبل والوسائل النيل من قطر التي كسب ملفها الرهان بجدارة واستحقاق" ، مشيرة إلى أن بيان اللجنة العليا للمشاريع والإرث الجديد الذي صدر أمس ، ( اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022) "هو تأكيد على التزام قطر بالتعاون مع تحقيقات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ، وتأكيد أيضا على أن ملفها سليم ، وأن المزاعم ضدها ما هي إلا ابتزاز رخيص ، وتشويه متعمد" . ورفضت الصحيفة رفضها لإثارة "مثل تلك المزاعم ضد قطر، خاصة أنها تقدمت بملف متكامل تتوفر فيه جميع متطلبات وشروط (الفيفا)"، مشيرة إلى أن مثل هذه الاستضافة "يجب أن تجد الدعم والمساندة من الجميع ، وليس الهجوم حتى يقام المونديال في جميع مناطق الكرة الأرضية باعتبار أن ذلك فرصة ذهبية ليس من السهل أن تتكرر مستقبلا." من جهتها، كتبت صحيفة (الشرق) في تعليق لها انه "رغم عراقة الصحافة البريطانية وتاريخها الطويل في التأسيس والنشأة فإن هذا التاريخ الأسود تحول الى حقيقة مفادها أن هذه الصحافة الصفراء لا تقوم على المهنية العالية التي تتمتع بها جاراتها من الدول المجاورة لها في نفس القارة مثل الصحافة الفرنسية والألمانية والهولندية والنمساوية وغيرها، وهي صحافة تتمتع بالنزاهة والشفافية وعدم الإساءة للدول، بينما نجد الصحافة الانجليزية ما زالت تنشر أكاذيبها بدون أية دلائل او براهين سعيا منها للاثارة وتشويه سمعة قطر لسحب ملف كأس العالم منا بالقوة الإعلامية التي يتمتعون بها باستخدام الأكاذيب والتضليل للتأثير على الفيفا". من هنا، تضيف الصحيفة "يجب الا يضخم ويكبر ما ينشر عن قطر في بريطانيا دفاعا عن حرمان المملكة المتحدة من تنظيم كأس العالم 2022 رغم ان القرار قد صدر ومنح لدولة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في انجازاتها ومبادراتها الرياضية والاقتصادية والسياسية وعلى كافة المستويات المحلية والاقليمية والعالمية، وهذا ما اثار حفيظة البريطانيين، وجعلهم يتصيدون في الماء العكر لدولة قطر". في الشأن الفلسطيني ،استنكرت صحيفة (الوطن) ، في افتتاحيتها ، "حديث العالم عن الحريات وحقوق الإنسان بينما هناك سلطة احتلال تلقي في غياهب السجون العشرات من الفلسطينيين الأبرياء المعتقلين دون تهمة ، أو محاكمة ، أو معتقلين إداريين كما يسمونهم" ، متسائلة "بأي حق تحول تلك الإدارة شخصا ما إلى سجين لا يعرف بأي ذنب يسجن، ولا يعرف متى يخرج إلى النور ويتنسم عبير الحرية مرة أخرى¿". وذكرت الصحيفة بأن نحو 300 سجين قرروا منذ الرابع والعشرين من شهر أبريل الماضي أن يخوضوا معركة "الأمعاء الخاوية" ، أملا في أن ينجحوا في إيصال أصواتهم إلى العالم ، وتضامنا معهم تخرج المسيرات بشكل شبه يومي في الأراضي الفلسطينية ، معبرة عن أسفها لوقوف العالم بأجمعه ساكنا دون حراك أمام هذا الوضع .