تحيي جمعية "فضاء القرية للإبداع" الذكرى السادسة لرحيل مؤسس المجموعة الغنائية الشعبية "لمشاهب" تحت شعار" حتى لا ننسى لمراني مولاي الشريف..." وذلك يوم الأحد 22 غشت 2010 الموافق 11رمضان 1431 ، بالمركب الثقافي "كمال الزبدي" بابن امسيك 9 والنصف ليلا. إحياء هذه الذكرى سيُتيح فرصة التلاقي بين ثُلة من رواد الأغنية الشعبية بالمملكة، كما ستلتف حولها مجموعة من الفعاليات الفنية، والمُهتمين بالثرات الشعبي والجماهير البيضاوية، خاصة وأن اللقاء يحتفي بالمبدع المرحوم "لمراني مولاي الشريف".أحد أبرز صُناع الثرات الشعبي الوطني. وقد قرر المنظمون الاحتفاء بمُؤسس المجموعة الغنائية "لمشاهب" بوصفه رمزا من رموز الأغنية الشعبية، وفنانا عملاقا يستحق ألف وقفة للاعتراف والبَوح. مُعتبرين في الوقت ذاته، أنه احتفاء بجُزء من ذاكرتنا الثقافية المُشتركة ، واستحضار لعطاءات مُبدعينا وإسهامهم في إثراء وتعزيز رصيدنا الإبداعي الوطني والعربي، واعتراف باستمرار وهج أسماء مغربية رحلت عنا ماديا وجسديا ، لكنها ما تزال تترسخ بين ظُهرانينا كعناوين بارزة للإبداع والتألق. سيتخلل برنامج الإحتفاء تقديم شهادات في حق المرحوم "لمراني مولاي الشريف"، من طرف مجموعة من الفنانين الذين أبدعوا إلى جانبه في مجموعة "لمشاهب"، وشهادات أخرى مُعبرة من ابنه " لمراني مولاي هشام" وابنته " لمراني لالة نصيرة". ويتضمن أيضا مشاركة "مجموعة (عبدو بنات "لمشاهب"). نبذة عن المرحوم "لمراني مولاي الشريف" ولد المُبدع "لمراني مولاي الشريف" يوم 14 دجنبر 1949 بقصر بودنيب بالراشيدية، من والديه "لمراني مولاي امبارك" و"الزهرة بنت محمد".وتوفي رحمه الله يوم 6 رمضان 1425 الموافق 20أكتوبر 2004 بمدينة الدارالبيضاء. يُعد المرحوم "لمراني مولاي الشريف" من أمهر العازفين دوليا على آلة "الموندولين"، وقد لقي عزفه إقبالا كبيرا من طرف الجماهير في مرحلة السبعينات والثمانينات والتسعينات. وتأثر به الكثيرون، ولعل الإقبال الذي كانت تحظى به مجموعة "لمشاهب" منذ ظهورها، أسطع دليل على قيمته الإبداعية لدى الجماهير على المُستوى العربي. لم يدخل " الشريف" مجال الموسيقى كهاو، فوالده كان يرأس "جوق وهران" بالجزائر، وهو من مرسه على فن العزف، ودفعه للمشاركة في عدة مناسبات وعمره لم يتجاوز الثامنة بعد. خلال مسيرته الفنية التي جمعته بباقي الأفراد داخل مجموعة "لمشاهب"، التي وضع نواتها الأولى عام 1969 من منطقة "بلفيدير" بالدارالبيضاء، وانطلق بها سنة 1972، كانت له رغبة متواصلة في التجديد على المستويين الغنائي والموسيقي، بدءا بتأكيده على حضور الصوت النسوي داخل "لمشاهب" مع سعيدة بيروك ، و أيضا من خلال التجربة المُتميزة التي جمعته بمجموعة "ديسدَانْتي" الألمانية مطلع الثمانينات. المرحوم "الشريف" صمم آلة موسيقية مُخالفة نسبيا لآلة " الموندولين" وأطلق عليها اسم "موندولين سيل" تتوفر على تسع "وترات" مبتكرا بذلك جوابه الخاص "نوتة الصول" وهي "الوترة" التاسعة، ثم ان هذه الآلة حجمها اكبر ويدها أعرض وصندوقها أكثر غورا. وقد تطلب منه صنع هذه الآلة حوالي ثمانية أشهر لجعلها استثنائية من حيث الصوت والنغمات. كما ابتكر لها ميكروفونا صغيرا لتعطي النغمة المُتميزة، فعادة ما تتوفر "نوتة الصول" على "وترتين" أما الشريف فقد وضع ثالثة ( نوتة "سي") لتعطي نغمة حادة و فخمة في نفس المُستوى الموسيقي، وهو ما يُسمى في فن الموسيقى "أوكتاف"، وكان الهدف هو إقامة تكامل صوتي بين أعضاء المجموعة ينسجم فيه الصوت الفخم مع الحاد ومع ما هو ميديوم•• الخ• اشتد به المرض مطلع الألفية الثالثة، حيث نُقل لتلقي العلاج بفرنسا ثم بالمغرب على نفقة القصر بأمر ملكي، وانتقل إلى جوار ربه أواخر عام 2004. مات "لمراني مولاي الشريف" وهو يحمل في قلبه مجموعته "لمشاهب" التي أبدع وأنشد معها أروع الأغاني وأعذب الألحان. مات وأذناه تحملان أصوات ( محمد باطما- السوسدي- الشادلي- حمادي)، وكأنه في وداعه الأخير اشتاق الى دفء "لمشاهب" التي عاش في حضنها أجمل سنوات عمره.