كيف كان شعورك وأنت تستقبل أول رمضان في حياتك؟ prefix = u1 سؤالٌ قد يجده مَن وُلِد لأبوين مسلمَيْن ونشأ في بلد مسلم غريبًا؛ ربما لحداثة سنه حينها، وربما لأن الإنسان لا يدرك قيمة الشيء إلا إذا تذوَّق طعمَ فقدِه، لكنه يبقى على كل حال سؤالًا ذا قيمة كبرى لمن لم يولدْ مسلمًا، فرمضان بالنسبة لهؤلاء (له رونقه الخاص)؛ لما يمثله من نقطة تحول في حياةٍ لم يكن فيها من قبلُ رمضان، ثم دخلها نور هذا الشهر العظيم. تحولٌ لا تكاد تخطئُه في كلمات من ذاق طعم الحياة قبل الإسلام، وعاش أعوامًا بدون رمضان. شعورٌ تصفُه الأمريكية "أمينة السلمي" – والتي كانت معمدانية في جنوب أمريكا– بقولها: "أنا مسرورة جدًّا لكوني مسلمة، فالإسلام هو حياتي ودقات قلبي، إنه الدم الذي يجري في عروقي، إنه مصدر قوتي، إنه أجمل وأروع شيء في حياتي، فبدونه لا أساوي شيئًا، ولو أشاح الله بوجهه الكريم عني لما كتب لي النجاة أبدًا" تقول ذلك رغم أنها كانت قبل الإسلام مذيعة صحفية لامعة، متفوقةً في دراستها، محققة لكل ما تمنته من إنجازات مادية، إنه الشعور العميق في نفس "أمينة" بأن من فَقَد الله لم يعوضه امتلاك الدنيا، وهو ما دفع معظم أفراد عائلتها للإسلام لاحقًا، بعدما حاول بعضهم قتلها لتحوُّلها عن النصرانية. فيما وصفت "عائشة" أول ليلة لها قبل أول رمضان في حياتها، وأول نية لصوم رمضان، وأول سحور، وأول فجر في رمضان، وأول تمرات تُفطر بها قبل أداء مغرب أول يوم تصومه، بصورة رائعة جعلتها تقول: "منذ دخلت الإسلام بدأ عقلي يتدفَّق بالأفكار والخواطر، وأضحت أحاسيسي أكثر ذكاءً، وشعرت وكأنني وُلدت من جديد". تقول "لانا" والتي تحولت للإسلام مؤخرًا إنها استعدت لأول رمضان في حياتها بصيامٍ في شهر رجب، فيما دخلت رمضان بقلب مليء بالرجاء أن يغفر الله لها ما مضى قبل دخولها الإسلام، وأن يثبتها على الطريق القويم، وأضافت: "توفيق الله هو ما ساعدني على صيام أول رمضان، بجانب رغبتي الداخلية في محاربة وساوس الشيطان، وتعظيم قدر الله سبحانه، لقد ظللتُ طوال اليوم الذي صمته في رجب أذكر الله في البيت، الأمر الذي شغل عقلي بعيدًا عن الطعام والشراب" لقد منحتْها نفحات رمضان- التي شعرت بها حتى قبل أن يهل هلاله وهي تحكي قصتَها– رحمة فاضت على كل شيءٍ حولها، تلك الرحمة التي زُرِعَت في قلبها جعلتها تقول: "إن رمضان فرصة للعطف على كل شيء على الأطفال وحتى الحيوان، لأنها جميعًا مخلوقات الله". وأردفت: "شعرتُ بقوة لصيام أول رمضان في حياتي، فقد اكتشفت إيماني الحقيقي الذي كان مفقودًا من قبل، فقد كنتُ في البداية أفكر في ترك الصيام كلما لاحت لي رائحة طعام شهي، وهذا معناه أنني لم أكن صادقة من أعماق قلبي، أما الآن وبعد أن وجدت الطريق الصحيح، فلن يوقفني شيء -إن شاء الله- عن صيام رمضان". ويقول "خالد" من اليونان: "لقد أسلمت منذ عام ونصف، وها أنذا أستقبل رمضاني الثاني، وحين أتذكر رمضاني الأول أشعر بسعادة غامِرة لا تستطيع الكلمات وصفها" ويردف "خالد" في وصيته لكل المسلمين الجُدُد: "لا تقلقوا إذا وجدتم الأمر صعبًا في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى من رمضان، فستتكيف أجسادكم بمرور الوقت، تحرَّوا الدقة في السحور (أكلًا وشربًا)، وتجنبوا مشاهدة إعلانات الطعام في التلفاز أثناء النهار، تناولوا طعام الإفطار هونًا لئلا تؤلمكم معدتكم، ولا تكثروا، وإذا شعرتم بالجوع بعد ذلك فكلوا ثانيةً". ويختتم "خالد" اليوناني حديثه بأمنية يقول فيها: "أتمنى أن يعيش الجميع رمضانًا طيبًا، نسأل الله أن يجعلنا جميعا في حال أفضل". ونقلت صحيفة "ساوذرن كاليفورنيا إن فوكس"، عن "سمية علي"، 50 عامًا، قولها: "لقد استعددت لرمضان بتزيين وترتيب منزلي، ورغم أنني مريضة بالسكر، ويمنعني الأطباء من الصوم، إلا أنني سأقوم بقراءة القرآن، والقيام بالمزيد من الصلوات، وقراءة الكُتُب الإسلامية، والكثير من الدعاء والتضرُّع إلى الله". وشددت "جميلة فاروق" ،19 عامًا، من جنوب شرقي "سان دييجو"، على أداء الصلوات الخمس، وحضور صلاة الجمعة في المسجد، بالإضافة إلى مساعدة الآخرين والتلطُّف معهم في المعاملة. في حين ذكرت "أولا أودا" - 19 عامًا، من "سبرنج فالي"- أنها ستزيد من قراءتها للقرآن، وستحاول تدبُّر آياته أكثر لمزيد فهم لمعانيه، كما أكَّدت مساعدتها في إطلاق اتحاد للطلاب المسلمين بجامعة المدينة خلال الشهر. هذه مشاعرهم فما هي مشاعرك؟ وهذه قلوبهم فكيف حال قلبك؟