أسد الأطلس هو اسم ذو مفهوم عربي، ويعني أسد جبال الأطلس الواقعة في الشمال الإفريقي، والتي تتمتع بشهرة عالمية. ورغم أن اسم "أسد" هو رمز للشجاعة والقوة ونسبته إلى سلسلة جبال الأطلس الشهيرة، إلا أن كل هذه الصفات لم يعد لها مكان لدى "ملك الغاب" في المغرب، حيث يعاني في صمت، ويتحسر على قدره الذي أوصله إلى هذه الحال التي يوجد عليها حاليا. فإلى جانب التقليل من شأنه رياضيا، عقب تحوليه إلى لقمة صائغة في فم مختلف فصائل الحيوانات في الإقصائيات المؤهلة إلى كأسي إفريقيا والعالم 2010، أضحى "ملك الغاب" أضحوكة زوار حديقة الحيوانات عين السبع في الدارالبيضاء، حيث تبدو عليه مظاهر الذبول والجوع، ولا يقوى حتى على الوقوف. فوسط أقفاص صدئة، يرتمي جسد بقايا 3 أسود على الأرض، وكأنهم في غرفة الإنعاش، وبجانبهم بقايا لحم وعظام، يبدو أن الأسود عافتها، وصرفت النظر عنها. لم يثر انتباه الأسود تحركات الزوار، الذين يبدون أنهم يكنون احتراما خاصا لهذا الحيوان، رغم أن السنون، والجوع، والإهمال، أكلت من جسده الكثير. محاولات الزوار في جعل أسود الأطلس في الوقوف على قدميها لم تجد نفعا، حتى مع استعمال أغصان لتحريك عضلات أقدامها "الصدئة"، وهو ما أفقد الجميع الأمل في رؤيتها واقفة، حتى على اثنين، ليهاجروا أقفاصها في تجاه القرود، التي ما زالت أكثر الحيوانات حركة في هذه الحديقة. يقول جلال طليبي، زائر، "دخلت للحديقة لرؤية الأسد، لكنني فوجئت بالحالة المزرية التي يوجد عليها، فهو لا يقوى حتى على الوقوف، وأضلعه تبرز كلما زأر"، وزاد قائلا "الأقفاص صدئة، والطعام الذي يقدم إليهم يبدو أنه سيء للغاية، والكمية قليلة جدا، بمعنى أن هذه الحيوانات تعيش موتا بطيئا". وأوضح جلال، في تصريح ل "إيلاف"، أن "صراحة، الحديقة ليست فيها أي مظاهر للمتعة، لأنك عندما تلج بوابة الحديقة تمتلكك مشاعر الشفقة أكثر من الاستمتاع برؤية هذه الحيوانات، التي تعاني من الجوع القاتل". من جهتها، قالت حسناء (م)، زائرة للحديقة، "كنت متشوقة إلى رؤية الحديقة، ومشاهدة الأسود، لكنني صعقت لما شاهدته، وقررت عدم العودة نهائيا إلى هذا المكان. فهذه مقبرة حقيقية للحيوانات، التي تموت في اليوم أكثر من مرة بسبب الجوع والإهمال". وأضاف حسناء، في تصريح ل "إيلاف"، "مأساة حقيقية تعيشها هذه الحيوانات. وما حز في نفسي أكثر الصورة التي ارتسمت لي في ذهني على الأسود، والدببة، التي رأيتها في الحديقة. إنه فعلا مشهد يحز في القلب". يشار إلى أنه بدرهمين فقط، يمكن لأي زائر أن يلج حديقة الحيوانات بعين السبع، إلا أن المكان لا يشجع على المتعة، بسبب الافتقار للفضاءات، واكتساح العفونة، والأزبال، للمكان. يذكر أن مجموعة من الحيوانات بالحديقة قضت جوعا، أو إهمالا ومرضا. ورأت الحديقة النور خلال فترة احتلال فرنسا للمغرب، عندما كانت منطقة عين السبع يقطنها المعمرون الفرنسيون بشكل خاص. وهناك تضارب بشأن التاريخ الحقيقي لإنشائها، غير أن البعض يعتقد أن الحديقة أحدثت سنة 1928، وكانت في البداية في ملكية أحد المعمرين الفرنسيين، الذي أدخل إليها عددا من الحيوانات. وتذكر بعض المصادر أن المعمر الفرنسي الذي أحدث تلك الحديقة، كان معروفا بين أبناء المنطقة بلقب "بوذراع". والسبب الذي جعل أهل المنطقة يطلقون عليه هذا اللقب هو أن إحدى يديه كانت مبتورة، ولم يتبق منها إلا الذراع. وفي عام 1973، ستصبح الحديقة في ملكية بلدية مدينة الدارالبيضاء.