الحرب الضروس بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة مازالت تعد بمفاجآت في المستقبل، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية خلال صيف السنة المقبلة، وفق ما كشف عنه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أخيرا في مجلس النواب. وبعد أن توقع بنكيران أن يحل حزب "الجرار" نفسه، وذلك خلال نشاط حزبي له نهاية الأسبوع المنصرم، جاء الجواب من طرف حزب الأصالة والمعاصرة سريعا، على لسان ناطقه الرسمي، حكيم بنشماش، الذي وصف حزبه بكونه "أمل المغاربة في المستقبل". وقال بنشماش، الذي كان يتحدث ليلة الأحد ضمن أشغال المؤتمر الجهوي التأسيسي لمنتدى الأصالة والمعاصرة بجهة الرباطسلا زمور زعير، إن "جاذبية حزب الأصالة والمعاصرة كبيرة، وتتوسع يوما بعد يوم"، مسجلا أن "مساحة أمل المغاربة في حزبنا باتت تكبر أكثر فأكثر". بنشماس استرسل بأن قوة حزبه تكمن في "مبادراته الخلاقة، وديناميته التنظيمية الملحوظة التي لا تنحصر في مجرد إنشاء التنظيمات والمنتديات"، معتبرا أنه "يتم تفعيلها وحضورها على أرض الميدان، وإسهامها في الأوراش التنموية التي تشهدها البلاد". واعتبر رئيس المجلس الوطني لحزب الجرار "أن الحزب جاء لتقديم إسهامه في الحياة السياسية المغربية، في إطار مشروع ينشد الحداثة كأفق"، مضيفا "الحزب يجتهد من موقعه الحالي في عملية الإصلاح، وسنمضي بثبات وإيمان عميقين بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا". "كمعارضة في المشهد السياسي المغربي، لن نلتفت إلى الاتهامات التي تمسنا"، يقول بنشماس، مخاطبا بنكيران بالقول "لن تزيدنا الضربات التي نتلقاها بين الفينة والأخرى إلا إصرارا وعزيمة على أن نمضي قدما، للمشاركة في بناء المشروع الوطني الديمقراطي الحداثي، كواحد من ثوابت الأمة التي نص عليها دستور 2011". بنشماس، بعد أن أوضح أن المهندس المغربي يظل في مواجهة العديد من التحديات، بالنظر إلى كبر حجم الحواضر، واتساع مساحة الهجرة من القرى نحو المدن وتعدد مظاهر التناقضات الموجودة بداخلها، تأسف لكون المغرب لم يتمكن من تفعيل مشروع تخريج 10 آلاف مهندس على رأس كل سنة"، منبها إلى أن هذا "يجعل المغرب الأخير يصنف في مواقع متواضعة جدا".